2018-10-01
بيان صادر عن مركز أبحاث الأراضي في ذكرى اليوم العالمي للموئل - 01/10/2018
يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للموئل انتصاراً للحق الإنساني بسكن ملائم يوفر الأمان والاستقرار والكرامة ... في الوقت الذي يتعرض فيه شعب فلسطين للاقتلاع من بيوتهم والترحيل خارج أراضيهم بفعل الاحتلال الإسرائيلي الذي يسرق الأرض والماء والهواء ويزوّر التاريخ ليصنع لنفسه وطناً لا يستحقه بسلبه من شعبه الأصلي الفلسطيني.
وها هي قرية الخان الأحمر البدوية الفلسطينية تقف على حد السيف في وجه خطر الهدم والترحيل ويعيش أطفالها ونساؤها ورجالها في حالة انتظار مرعب لأنياب جرافات الاحتلال لتأتي لتهدم بيوتهم وتقتلع خيامهم وتأخذ معها ضحكاتهم وأمانيهم وأحلامهم التي أنهكها عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر.
يصادف ذكرى الموئل هذا العام ذكرى مرور سبعين عاماً على الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين التاريخية، وما زلنا نعاني ونواجه جرائم إنسانية لا تخضع لقانون التقادم.
فخلال عام النكبة حرب 1948م هدم الاحتلال الإسرائيلي حوالي 125,000 مسكن فلسطيني وهجّر حوالي 800,000 فلسطيني وهؤلاء يشكلون حوالي 47% من مجموع الفلسطينيين آنذاك.
وبعد نجاح العدوان الإسرائيلي بالسيطرة على 78% من مجموع مساحة فلسطين التاريخية، لم تتوقف انتهاكاتهم تجاه بقية الفلسطينيين الذين استمروا في مدنهم وقراهم، وقد هدمت دولة الاحتلال الإستعماري الإسرائيلي لهم منذ عام 1950 حتى عام 2018 حوالي 4450 مسكناً وتكون بذلك قد هجّرت حوالي 30,000 نسمة تهجيراً داخلياً.
أما خلال حرب عام 1967 والتي احتلت فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي باقي فلسطين التاريخية ( الضفة الغربية - تشمل القدس الشرقية - وقطاع غزة من أراضي فلسطين).
فقد هدمت خلال الحرب فقط 5500 مسكن وهجّرت حوالي 200,000 مواطن، واستمرت سياسة الهدم الإسرائيلي للمساكن في أراضي الضفة الغربية وبالذات في القدس الشرقية متصاعدة حيث هدمت جرافات الاحتلال حوالي 11,000 مسكن فلسطيني منها 7000 مسكن في القدس الشرقية فقط وذلك خلال الفترة من 1967 حتى عام 2018، وتهجير حوالي 69,000 مواطن منهم 45,500 مواطن مقدسي وخلال نفس الفترة هدمت جرافات الاحتلال حوالي 19,000
مسكناً فلسطينياً في قطاع غزة كان أكثرها ضراوة ووحشية خلال حروب 2012- 2014 والتي تركت دماراً واسعاً وهجّرت بذلك حوالي 180,000 مواطناً فلسطينياً هاموا على وجوههم في الخيام والصحراء.
إن سياسة تدمير الموئل الفلسطيني عن طريق هدم المساكن هذه التي أخذت معها ما مجموعه حوالي 165,000 مسكناً فلسطينياً وهجّرت ما مجموعه 1,380,000 مواطن فلسطيني وصادرت حوالي 19 مليون دونماً من أراضي فلسطين التاريخية، كل ذلك من أجل جلب وتوطين 5 مليون يهودي صهيوني من شتى بقاع الأرض وإحلالهم مكان الفلسطينيين أصحاب الأرض وأصحاب الحق.
فهل شهد العالم عبر تاريخه سياسة إحلال واستبدال عنصري كما شهدها العالم على عدوانية دولة الاحتلال الإستعماري الإسرائيلي ؟؟؟ وكما عاشها وتعذب بها وما زال يعاني منها شعب فلسطين دون أن يجد من يناصر حقه ويستعيد أرضه؟؟؟.
إن شعب فلسطين وهو يحيي يوم الموئل العالمي ليؤكد أنه وهو يفضح وينشر هذه الجرائم مطالباً المجتمع الدولي الوقوف أمام إلتزاماته ، سيظل رافعاً راية الصمود على أرضه وراية النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى تحرير أرض فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين جِداً وأباً وحفيداً إلى أرضهم بعد تعويضهم وجبر أضرارهم جيلاً بعد جيل.
وسيظل شعبنا متمسكاً بالقانون الدولي الإنساني وما صدر عنه من اتفاقيات ومعاهدات والتي تعتبر أن الإخلاء القسري وهدم المساكن جرائم دولية يجب محاكمة مقترفيها ومعاقبتهم.
ونحن في فلسطين وكما جاء في أول بيان للحركة الفلسطينية للحق في السكن عام 1996 نعتبر أنفسنا جزءً من الحركة العالمية التي تناضل من أجل وطن للعيش بسلام وأمن وكرامة ونستمد إلهامنا من هذه الجهود العالمية ونعمل بالتضامن معها.
عاش اليوم العالمي للموئل - عاش النضال العالمي من أجل الحق الإنساني بالحياة ... عاش نضال شعب فلسطين من أجل حقه في أرضه ومسكنه.
مركز أبحاث الأراضي
القدس 01 / تشرين أول (أكتوبر) /2018
منسق الحركة الفلسطينية للحق في الأرض والسكن –
عضو شبكة حقوق الأرض والسكن- HLRN -
التحالف الدولي للموئل – HIC -