2019-04-03

محكمة الاحتلال تجبر مقدسياً على هدم مسكنه بنفسه في حي بطن الهوى بذريعة عدم الترخيص / القدس المحتلة

في يوم الأربعاء الموافق 3 نيسان 2019، أقدم المواطن محمد جمال زلوم مجبراً على هدم مسكنه هدماً ذاتياً، والواقع في حي بطن الهوى الكائن في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وذلك بعد أن أخطرته بلدية الاحتلال بهدم مسكنه بحجة البناء بدون الحصول على ترخيص، والمسكن عبارة عن طابق واحد مكون من شقة واحدة بمساحة 40م2 ، ويعيش فيه لوحده.

وأفاد المواطن محمد زلوم لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:

تم بناء المسكن قبل 3 سنوات، وقد حصلت على أمر هدم في العام 2016، وتوجهت إلى محكمة بلدية الاحتلال، والتي تواصلت جلساتها منذ ذلك الوقت ولغاية تاريخ 2 نيسان 2019، والتي أصدر فيها القاضي أمراً بهدم المنزل ذاتياً أو أن تقوم طواقم بلدية الاحتلال بهدمه، وما يترتب على ذلك أن أتحمل تكاليف ورسوم الهدم بشكل كامل والتي قد تفوق 60 ألف شيقل.

يضيف:

لذلك قررت أن أقوم بهدم المسكن هدماً ذاتياً، وكان ذلك في اليوم التالي لقرار المحكمة، والآن أنا أقيم عند أقاربي لغاية إيجاد مكان آخر لآوي إليه، فأنا مُطلق وأعيش لوحدي، وحالتي الصحية صعبة حيث أنني أقوم بغسل الكلى 3 مرات أسبوعياً.

ويعد حي بطن الهوى من الأحياء المستهدفة من قبل الاحتلال، حيث يواجه سكانه خطر تهجيرهم من مساكنهم والإستيلاء عليها من قبل الجمعيات الاستيطانية وذلك لإدعاءات الأخيرة بملكيتها للحي، والذي تبلغ مساحته 5 دونمات و200 متر مربع. فخلال السنوات الأخيرة كثفت جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية من نشاطها الإستيطاني في الحي من خلال عمليات الإستيلاء على مساكن المقدسيين وطرد سكانها منها، بعد أن قامت برفع دعوات قضائية ضدهم طالبتهم فيها بإخلاء مساكنهم، بحجة أن الأرض المقام عليها الحي تعود ملكيته إلى يهود قدموا من اليمن وعاشوا فيه في العام 1881 كما جاء في إدعائهم.


الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:

تعريف : هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم  يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها.

إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق. وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" ((بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته - خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)). هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 100 مسكن على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال السبع سنوات الأخيرة (2010 -2018)، مما أصبح ما يزيد عن 848 فرداً بلا مأوى منهم 455 طفل فيما يلي جدول يوضح عدد المساكن التي أجبر أصحابها على هدمها حسب السنوات في شرقي القدس:


السنوات

عدد المساكن

المسطح بالمتر المربع

عدد أفراد الأسرة

عدد الأطفال

2010

13

827

102

61

2011

15

700

88

56

2012

14

984

92

53

2013

13

822

107

64

2014

11

605

88

31

2015

6

380

31

14

2016

28

1999

125

56

2017

17

1325

90

55

2018

20

1976

125

65

المجموع الكلي

137

9618

848

455

المصدر: توثيق ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية، للسنوات (2010 – 2018).

الآثار السلبية التي تلحق بالأسرة عند تنفيذ عملية الهدم الذاتي:

يعد الهدم الذاتي من أشد أنواع الهدم ألماً وقهراً ... ليس كالهدم الذي ينفذه الاحتلال ... فعند قيام الاحتلال بهدم المسكن فالأسرة تبقى متماسكة حاقدة على الاحتلال خاصة الأطفال ... بينما عندما ينفذ أمر الهدم رب الأسرة ويهدم المسكن الذي يأوي أسرته تُظهره أمام أبنائه بأنه ضعيف لا يحميهم ولا يوفر لهم الأمن والأمان مما يجعل الأسرة مفككة تشعر بعدم الاستقرار (( فرب الأسرة الذي من المفروض أن يحميهم ويبني لهم مأوى يلائمهم يقوم بهدم مأواهم)) ... فلذلك يحبط الأطفال نفسياً ويعيشون حياة ممزقة مأساوية تنعدم فيها الثقة بالأسرة والمجتمع وبالتالي الثقة بالمستقبل، بالإضافة إلى ذلك الخسائر المادية التي سيتكبدها المواطن، وشقاء عمره كله يذهب هدراً.

هدف الاحتلال من استخدام هذا النوع  من الهدم في القدس المحتلة:

  • تهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة لتصبح غالبية يهودية.

  • تُظهر أن الفلسطينيين يهدمون بيوتهم بأنفسهم اعترافاً منهم بخطئهم.

  • يبرئ الاحتلال نفسه من جريمة الإخلاء والهدم.

  • يوفر الاحتلال على نفسه تعقيدات إجراءات ومواجهات واحراجات الهدم.

  • التأخر في تنفيذ الهدم الذاتي يشكل مصدر دخل مربح للاحتلال ( إصدار مخالفات بآلاف الشواقل).

  • تخفي العدد الحقيقي لأعمال الهدم الصامت ”الذاتي“.

  • ترك آثار نفسية صعبة على الأسر الفلسطينية.

  • إسقاط عقدة يهودية تاريخية مزمنة حيث لطخوا جبين التاريخ بأنهم (( يخربون بيوتهم بأيديهم)).

ماذا يفعل الاحتلال في حال عدم قيام المالك الفلسطيني بهدم مسكنه بيده؟؟

  • يقوم الاحتلال بالهدم مباشرة في وقت مفاجئ، كأن يكون في ساعات الفجر الأولى قبل بزوغ الشمس.

  • يحاصر المنطقة التي فيها المسكن المستهدف بقوات مدججة، ويحتجز سكان الحي في مساكنهم لحين انتهاء عملية الهدم.

  • يلقي الكثير من قنابل الغاز السام والرصاص المغلف بالمطاط والمعدني اتجاه أي مواطن أو جيران يتجمهروا قريباً منهم.

  • يوعزون للجرافات بتخريب مساحات أكبر للمنطقة يتجاوز هدم المسكن المستهدف، مما يؤدي إلى تصدع مساكن الجيران ومحلاتهم، وتقطيع شبكات المياه أو الهاتف أو الكهرباء وتدمير الطريق المؤدية للسكن، وهذه أضرار تُعقّد حياة وظروف الحي السكني برمته، وتكبدهم خسائر وغرامات مستقبلية.

يقوم الاحتلال أثناء حملة الهدم بما يلي:

استئجار مقاول هدم، ومعه عمال لتفريغ المسكن، وكل ذلك يقيّد على نفقة صاحب المسكن.

تكليف قوة عسكرية لمرافقة المقاول لحمايته ومعها كلاب بوليسية.

أثناء عملية تفريغ المسكن تتم عملية تحطيم للأغراض والأثاث والأجهزة بصورة متعمدة.

الكلاب البوليسية وبإيعاز من القوة العسكرية تقوم بالاعتداء على المواطنين الذين يقتربون خاصة أصحاب المسكن نفسه.

غالباً ما يتم ضرب أفراد الأسرة – رداً على غضبهم واحتجاجهم-. ويتم اعتقال بعضهم ولا يفرج عنهم إلا بدفع غرامات وكفالات باهظة.

يقدمون للأسرة فاتورة هدم تحوي التكاليف التالية:

  •  تكاليف المقاول وأجور العمال.

  •  تكاليف الحراسة.

  •  تكاليف استئجار كلاب الحراسة.

  •  تكاليف مخاطرة.

  •  أمر بإزالة الركام (الطمم) خلال 48 ساعة وإلا سيتم فرض غرامة تتصاعد يومياً إذا لم ينفذ المالك ذلك.

  • غرامة مالية لعدم انصياعه لأمر بلدية الاحتلال بهدم مسكنه بنفسه.