ناقشت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال الاعتراضات على مخططين لمشاريع استيطانية في حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، والمدهش في ذلك، هو أن المناقشة على الاعتراضات جرت دون وجود المعارضين من أهالي حي الشيخ جراح، ودون أن تقوم اللجنة بتوجيه دعوة لهم للحضور والمناقشة بالنقاش.

والخطط التي تم نقاشها تقوم على هدم مبنيين سكنيين يقعان في الحي وتعيش فيه 5 عائلات فلسطينية كانوا قد إستأجروا المساكن من حارس أملاك الغائبين، وأن يبنوا مكان المبنيين مستعمرة إسرائيلية جديدة مكونة من 13 شقة استيطانية.

وعلى الرغم من الاعتراضات التي كانت قد تقدمت بها العائلات العربية الفلسطينية المقيمة في حي الشيخ جراح إلى اللجنة ذاتها، لكن الأخيرة لم تقم بدعوة العائلات إلى نقاش الاعتراضات، كما أنها لم تعط أية قيمة للعائلات، بل تجاهلت أصلاً وجود عائلات عربية تسكن تلك المساكن، فقامت برفض الاعتراضات وأوعزت إلى لجنة اللجان المختصة بالموافقة على الخطط.

إن هذا الأمر يظهر بشكل واضح مدى تجاهل دولة الاحتلال للفلسطينيين، السكان الأصليين للمكان، حيث أنها تقوم بشكل متعمد بالتغاضي عن الاعتراضات التي يقدمونها ضد مخططات الاحتلال الرامية إلى تهجيرهم عن مساكنهم وأراضيهم وترحيلهم عنها. فهي تمنحهم حق الاعتراض على سياساتها، لكنها في المقابل ترد بالرفض ..!! بل وتتعامل بأسلوب المراوغة لإثبات ملكية الأراضي والعقارات إلى جمعيات استيطانية.

 وهذا ما تبين بشكل واضح عام 2012 عندما طالب أهالي سكان حي الشيخ جراح المهددون بإخلاء مساكنهم لصالح جمعيات استيطانية بكشف كيفية نقل الأرض للجمعيات الاستيطانية، حيث كانوا قد تقدموا إلى المحكمة المركزية لتقديم إدعاء لرفض إدعاءات الجمعيات الاستيطانية بملكيتها للأراضي في حي الشيخ جراح، حيث قام فريق المحامين بتقديم إثباتات قانونية تثبت بأن نقل الملكية للجمعيات الإستيطانية عام 1972 قد تمت بشكل غير قانوني وغير صحيح، إلا أن المحكمة المركزية حينها قامت برفض الطلب بحجة التقادم على هذا الملف. وتم حينها الاستئناف لدى المحكمة العليا الإسرائيلية، وخلال جلسة الاستماع، قدم الأهالي والمحامين الإثباتات التي تبين بأن عملية نقل الملكية في العام 1972 قد تم بشكل غير قانوني.

نبذة عن الشيخ جراح:

يقع حي الشيخ جراح على بعد 2كم شمال سور البلدة القديمة في القدس المحتلة، ويقدر عدد العائلات الموجدة في الحي اليوم نحو 70 أسرة كانت هجرت 28 أسرة إبّان حرب سنة 1948 من مدنهم وقراهم قسراً، ويقدر عددهم بنحو 550 فرداً يسكنون في 28 مبنى مكوناً من 63 وحدة سكنية صغيرة. ( المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية - مركز أبحاث الأراضي).