2019-10-22
أقدم المواطن المقدسي "ٍسلطان محمود بشير" من سكان حي جبل المكبر الواقع جنوب مدينة القدس المحتلة على هدم مسكنه هدماً ذاتياً، وذلك بعد أن أجبرته بلدية الاحتلال على ذلك، بذريعة أن البناء قد تم دون الحصول على ترخيص مسبق من بلدية الاحتلال.
ففي يوم الثلاثاء الموافق 22 تشرين أول 2019، قام المواطن سلطان بشير بإحضار جرافة على حسابه الخاص من أجل أن تقوم بهدم مسكنه الذي كان قد شيده قبل سنة، بهدف السكن فيه مع عائلته المكونة من 8 أفراد ( 6 منهم أطفال).
وقد أفاد المواطن سلطان بشير لباحث مركز أبحاث الأراضي:
قبل عام قمتُ ببناء المسكن، والذي هو بمساحة 50م2، وهو مبني من الطوب والخشب والزينكو ومكون من طابق واحد، وقد انتقلت للسكن فيه مع عائلتي وأطفالي، ويقع المنزل في حي بشير المحاذي للشارع الأمريكي الذي يوجد مخطط من أجل توسيعه، وهو عبارة عن شارع إستيطاني.
وأضاف:
قبل 4 شهور، حضرت سيارة تتبع لبلدية الاحتلال، وقاموا بتسليمي أمر هدم بذريعة أن البناء قد تم دون الحصول على ترخيص من بلدية الاحتلال. وعلى الرغم من أن المنزل متواضع وبمساحته الصغيرة، إلا أن بلدية الاحتلال لاحقتنا عليه، وفرضت علينا هدمه، حاولتُ أن أحصل على ترخيص المسكن لكن الأمر شبه مستحيل، حيث أن البلدية تسعى لتوسيع الشارع الأمريكي وهذا يعني أن مسكني سيتم هدمه بكل الأحوال. عدا عن أن إستصدار رخص بناء في الحي هو أمر صعب جداً بالأساس نتيجة متطلبات البلدية وشروطها الشبه تعجيزية، بالإضافة إلى التكاليف المالية العالية.
وتجنباً من أن تقوم بلدية الاحتلال بهدم المسكن بنفسها، وما يترتب على ذلك من تحمُل تكاليف ونفقات عملية الهدم، فقد قررت أن أقوم بهدم المنزل بنفسي هدماً ذاتياً. وهو الأمر الذي وجدت نفسي مضطراً أمامه، بعد أن قمت ببنائه حجر على حجر، وفي يوم الثلاثاء، قمت بإستئجار جرافة، والتي شرعت بهدم المنزل بشكل كامل تنفيذاً لأمر بلدية الاحتلال القاسي.
يذكر أن حي بشير كباقي أحياء جبل المكبر يعاني من إهمال كبير ومتعمد من قبل بلدية الاحتلال، حيث أن معظم أراضيه قد تمت مصادرتها من أجل البناء الاستيطاني، وشق الشوارع التي تربط بين المستوطنات الواقعة جنوب مدينة القدس المحتلة، وجزء آخر من أراضيه ممنوع البناء السكني فيها لتصنيفها بأنها أراضي خضراء، عدا عن أن ما تبقى من أراضي مصنفة كأراضي سكنية، بحاجة إلى تنظيم ووضع مخططات من أجل استصدار تراخيص بناء، بالإضافة إلى إهمال بلدية الاحتلال المتعمد لتقديم التزاماتها في تنظيف وإنارة وتعبيد شوارع الأحياء في البلدة، وكل ذلك يأتي ضمن سياسة إهمال بلدية الاحتلال للأحياء العربية بشكل خاص في المدينة المحتلة بشكل عام.
في المقابل، يتم فيه بناء وتوسيع المستوطنات، وشق شوارع ضخمة للربط بين المستوطنات، ومصادرة أراضي المقدسيين لتوفير مساحات ترفيهية للمستوطنين، وإنشاء ملاعب ومراكز رياضية، كل ذلك على حساب أصحاب الأرض الأصليين.
بلدة جبل المكبر[1]:
تقع بلدة جبل المكبر على بعد (5) كم من الجهة الجنوبية لمدينة القدس ويحدها من الشمال بلدة سلوان ومن الغرب بلدة الثوري ومن الشرق بلدتي أبو ديس والسواحرة الشرقية، ومن الجنوب بلدة السواحرة الغربية.
ويبلغ عدد سكان جبل المكبر والسواحرة الغربية ( 21,127) نسمة حتى عام (2012)م - حسب معهد القدس للدراسات الإسرائيلية 2012-، وتبلغ مساحتها الإجمالية 3,281 دونم، منها 682.7 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية.
1- نهبت المستعمرات من أراضي القرية نحو 300 دونم، وهي:
اسم المستعمرة | سنة التأسيس | مساحة الأراضي المصادرة / دونم | عدد المستعمرين |
تل بيوت الشرقية | 1973 | 275 | 12,591 |
نوف زيون | 2010 | 23.5 | غير متوفر |
الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:
تعريف: هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها.
إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق. وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" ((بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته - خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)). هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 137 مسكن على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال السبع سنوات الأخيرة (2010 -2018)، مما أصبح ما يزيد عن 848 فرداً بلا مأوى منهم 455 طفل فيما يلي جدول يوضح عدد المساكن التي أجبر أصحابها على هدمها حسب السنوات في شرقي القدس:
السنوات | عدد المساكن | المسطح بالمتر المربع | عدد أفراد الأسرة | عدد الأطفال |
2010 | 13 | 827 | 102 | 61 |
2011 | 15 | 700 | 88 | 56 |
2012 | 14 | 984 | 92 | 53 |
2013 | 13 | 822 | 107 | 64 |
2014 | 11 | 605 | 88 | 31 |
2015 | 6 | 380 | 31 | 14 |
2016 | 28 | 1999 | 125 | 56 |
2017 | 17 | 1325 | 90 | 55 |
2018 | 20 | 1976 | 125 | 65 |
المجموع الكلي | 137 | 9618 | 848 | 455 |
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية - مركز أبحاث الأراضي.
يوضح الرسم البياني عدد المساكن المهدومة – هدماّ ذاتياً- خلال السنوات الماضية ( 2010 -2018)