2020-03-30
بيان صادر عن مركز أبحاث الأراضي/ جمعية الدراسات العربية في الذكرى الرابعة والأربعين ليوم الأرض الخالد
تمر على فلسطين ذكرى يوم الأرض الخالد بينما تجتاح فلسطين جائحتان .. جائحة الوباء العالمي "فايروس كورونا" وجائحة الاحتلال وكورونا مستوطنيه الحاقدين.
فالاحتلال الصهيوني المارق على القانون الدولي الإنساني والخارج على الشرعية الدولية، لم يكتفِ بما هدم من مساكن الفلسطينيين وبيوتهم، وما صادر ونهب من أراضيهم وأملاكهم وعقاراتهم وما اقتلع من أشجارهم، حيث هدم أكثر من 170,000 مسكن وصادر أكثر من 21 مليون دونماً، واقتلع أكثر من 3 ملايين شجرة، بل وبنى جداراً عنصرياً توسعياً ليغلق الشمس عن أهل فلسطين بطول أكثر من 700 كم ووضع حوالي 900 حاجز عسكري وبوابة، وشق أكثر من 1400 كم طرقاً التفافية استيطانية وبنى حوالي 528 مستعمرة وبؤرة استعمارية، حتى عاد المستعمرون يشكلون دولة تخنق دولة فلسطين التي اعترف بها العالم عام 2012 على 22% من مساحة فلسطين التاريخية حسب حدود 1967م -حدود الأمر الواقع- ليبلغ عددهم في الضفة الغربية حوالي 850,000 مستوطن.
لم يكتفِ الاحتلال بذلك بل جاء رئيس الولايات المتحدة ترامب ليتمرد على الشرعية الدولية أيضاً باعترافه بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلي ويعترف بالمستعمرات المقامة على أراضي السلطة الفلسطينية ويعتبرها شرعية.
وبعد كل ذلك وبينما ينشغل سكان الكون كله بمحاربة وباء فايروس كورونا، ويلتزم الفلسطينيون بتعليمات منظمة الصحة العالمية بالعزل وتقليل الحركة وتوقف الأشغال، يطلق الاحتلال الإسرائيلي مستوطنيه للاعتداء على الأراضي الفلسطينية بالتخريب وتقطيع الأشجار ومطاردة الأغنام والرعاة كما حدث في قرية التواني في مسافر يطا وبيت الروش التحتا ترقوميا وسعير ويطا قضاء الخليل، وفي المزرعة الغربية وفرش بيت دجن وحوارة وخربة أم المراجم قضاء نابلس، وكفرقدوم وخلة الرميلة في قرية الزاوية وبروقين قضاء سلفيت، وكما يحدث في العيسوية وصور باهر وكل أحياء القدس.
وكذلك يقوم الاحتلال بتوسيع مستعمراته وإصدار قرارات الهدم والإخلاء ضد الفلسطينيين العاجزين عن التحرك القانوني في هذا الظرف العصيب، كما حدث في توسيع مستعمرة افرات ومحمية أم الخير في الأيام الماضية.
فأي وباء يبتلى به الفلسطينيون في ذكرى يوم الأرض هذا !!!
فقد وصلت بهذا الاحتلال أن يقوم جنوده بمحاولات نشر فايروسات كورونا في المدن والقرى الفلسطينية كما حدث في مدينة الخليل وفي المناطق القريبة من مستعمراته المنتشرة من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، وكما حدث في مدينة قلقيلية الفلسطينية حيث فتح الاحتلال بوابات الجدار للخنازير البرية الملوثة لتنشر الفايروس في الحقول والمزارع الفلسطينية.
رغم كل ذلك .. نقول في يوم الأرض أن شعب فلسطين المتجذر في أرضه والذي يقف على هرمٍ من التاريخ الحضاري سيظل يكافح وباء الاحتلال ووباء الكورونا حتى يعود للإنسانية بريقها ... ويعود للعدالة ميزانها ...
ولن تجف دماء شهداء يوم الأرض ما دام الاحتلال قائمٌ على أرض فلسطين.
المجد للشهداء ... الحرية للأسرى ... والحرية لأرض فلسطين
مركز أبحاث الأراضي
30 – آذار – 2020م
القدس - فلسطين