2020-04-05
الانتهاكات الاسرائيلية في ظل كورونا:
شرعت مجموعة من المستعمرين بالتزامن مع الوضع الصحي العالمي في ظل انتشار "فيروس الكورونا"، وذلك في نصب عددٍ من الخيام السكنية والغرف الخشبية على امتداد مساحات واسعة من الاراضي التابعة لقرية يتما ضمن المنطقة المعروفة باسم " المرحات"، حيث يقع الموقع المستهدف جنوب مستعمرة " رحاليم" الجاثمة على أجزاء من أراضي القرية.
وبحسب المتابعة الميدانية في موقع الانتهاك، فإن الأراضي المستهدفة من قبل المستعمرين تبلغ مساحتها ما لا تقل عن 60 دونماً تقع خارج المستعمرة ضمن المنطقة العازلة المحيطة بها، والتي لا يسمح للمزارعين أصحاب الأراضي من الوصول إليها بأي شكل من الأشكال علماً بأن جزء كبير من تلك الأراضي تصنف بأنها - أملاك حكومية - حسب مفهوم الاحتلال، وقسم بسيط مملوك لعددٍ من المزارعين من قريتي يتما وياسوف جنوب مدينة نابلس، علماً بأن هذا الجزء مصادر بناء على قرارات عسكرية قديمة بحيث لا يسمح للمزارعين من التواجد هناك إلا بالتنسيق المسبق مع جيش الاحتلال، وتعود ملكية تلك الأراضي لعائلة " عبيد " من ياسوف وعائلة " صنوبر" من قرية يتما.
وأفاد السيد غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، لباحث مركز ابحاث الأراضي بالتالي:
" في ظل الوضع الصحي الراهن وتقييد حركة تنقل المزارعين، بالتزامن مع وجود حكومة يمينية متطرفة داخل اسرائيل، فإن هناك ضوء أخضر للمستعمرين للاستيلاء على كافة الأراضي المحيطة بالتجمعات الاستعمارية، وكذلك في المناطق المعزولة وخاصة التي تقع خلف الجدار الفاصل العنصري، فما يخص اعتداء اليوم على اراضي قرية يتما فقد تكرر سابقاً وسوف يتكرر لاحقاً في الريف الفلسطيني فالمستعمرين يحاولون استباق الأمور وسرقة ما لا يمكن سرقته وتهويد ما يمكن تهويده في ظل حماية الجيش وفي ظل قانون يجيز للمستعمرين ذلك تحت بند الحق القومي لليهود حسب ادعاء الاحتلال أو تحت بند حماية أمن المستعمرات وتلبية الزيادة الطبيعية في سكان تلك المستعمرات".
وأضاف دغلس:
" إن القانون الإسرائيلي يصب في الأساس لمصلحة المستعمرين، ففي السنوات الثلاث الماضية على سبيل المثال لا للحصر تم استصدار وتشريع المزيد من القوانين التي تكفل سيطرة المستعمرين على أراض فلسطينية تحت بند يسميها الاحتلال " تنظم السوق" وهذا سوف يكون له أثر بالغ على الوضع الاقتصادي للمئات من العائلات الفلسطينية المنتشرة على طول الأرياف الفلسطينية”.
مستعمرة "رحاليم":
يشار إلى أن بدايات مستعمرة "رحاليم" كانت عبارة عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة قطعة أرض على أراضي قرية يتما بهدف إقامة قاعدة عسكرية فيها عام 1999م. وفي عام 2002م سمح الاحتلال الإسرائيلي للمستعمرين بإقامة 19 بيت متنقل في المنطقة ومن هنا كانت بداية مستعمرة "رحاليم" على أرض صادرها الاحتلال بالقوة لأغراض اسماها بالعسكرية. واليوم وبعد مرور 12 عام، أصبحت مستعمرة "رحاليم" من المستعمرات التي تنهب ما يزيد عن 450 دونماً من أراضي قرى اسكاكا وياسوف ويتما ( وحدة نظم المعلومات الخاص بمركز أبحاث الأراضي) بل يخطط الاحتلال الآن السيطرة على المناطق المحيطة بالمستعمرة لإقامة بؤر عشوائية جديدة ، لكي تتوسع في ما بعد لصالح مستعمرة "رحاليم" الكبرى.
تعريف بقرية يتما[1]:
تقع قرية يتما على بعد 14كم من الجهة الجنوبية من مدينة نابلس، ويحدها من الشمال قرية بيتا، ومن الغرب قريتي الساوية وياسوف، ومن الشرق قرية قبلان، ومن الجنوب قرية الساوية. ويبلغ عدد سكانها 2853 نسمة حتى عام 2007م. وتبلغ مساحة القرية الإجمالية 2952 دونماً منها 392 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية.
ونهبت الطرق الالتفافية 164 دونماً حيث يقام على أراضيها جزء من طريق رقم 60 وجزء من طريق رقم 505. هذا وتصنف أراضي القرية حسب اتفاق أوسلو إلى مناطق (B و C) حيث تشكل مناطق B (31%) بينما المناطق المصنفة C تشكل المساحة الأكبر وهي خاضعة للسيطرة الكاملة للاحتلال الإسرائيلية تشكل نسبة 69% ونوضح هنا المساحات بالدونم:
مناطق مصنفة "B" مساحة 912 دونم.
مناطق مصنفة "C" مساحة 2,040دونم.
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.
تم إعداد هذه النشرة بمساعدة من الاتحاد الأوروبي
محتويات هذه النشرة من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بأي حال من الأحوال وجهات نظر أو آراء الاتحاد الأوروبي