2020-11-15
الانتهاك: إقامة بؤرة استعمارية جديدة.
الموقع: منطقة أم خروبة - الأغوار الشمالية / محافظة طوباس.
تاريخ الانتهاك: 15/11/2020.
الجهة المعتدية: مجموعة من المستعمرين.
الجهة المتضررة: أهالي خرب الخروبة وسمرا وعين الحلوة.
تفاصيل الانتهاك:
شرعت مجموعة من المستعمرين، صباح يوم الأحد الموافق 15 تشرين ثاني 2020 بتنظيم مسيرة استفزازية في منطقة أم خروبة الواقعة إلى الشرق من خربة سمرا في الأغوار الشمالية، حيث أقدم المستعمرون على إنشاء بؤرة استعمارية هناك، عبر نصب معرش جديد في تلك المنطقة، ونصب سياج محيط بتلك المنطقة تمهيداً لإنشاء وحدة استعمارية على مساحة 6 دونمات تساهم في إغلاق المنطقة بشكل كامل.
وتقع البؤرة الاستعمارية الجديدة على مسافة تقدر بنحو 1400مترا شرق خربة سمرا التابعة لمنطقة واد المالح، وبهذا فإنها ستشكل حلقة وصل لربط البؤرة الاستعمارية التي أقيمت قبل عامين في منطقة السويدة مع البؤرة الاستعمارية الأخرى التي أقيمت في منطقة المزوكح لتشكل حلقة واحدة تساهم في مجملها بإغلاق المئات من الدونمات الرعوية، وتمنع المزارعين الفلسطينيين من استغلالها بشكل أو بآخر.
الصور 1-3: أثناء إنشاء البؤرة الاستعمارية على أراضي واد الخروبة – طوباس
ومن حيث الطبيعة الجغرافية، فإن البؤرة الجديدة أقيمت على منطقة مطلة على الحدود الأردنية – الفلسطينية وتتميز بموقع فريد من نوعه، حيث كانت المنطقة قبل عام 1967م مقراً لتجمع ريفي يزيد عدد سكانه عن 40 عائلة فلسطينية، ولكن بعد حرب النكسة 1967م فرض الاحتلال على المواطنين هناك إخلاء المنطقة بحجة أنها منطقة حدودية، وتم تصنيف أراضي المنطقة بأنها أراضي دولة، وقسم بأنها أملاك متروكة رغم أنها مملوكة لعدد كبير من المزارعين من بلدة طمون، وفي مطلع السبعينيات أقام الاحتلال معسكراً كبيراً جرى تسميته بمعسكر " المزوكح" وقام بإغلاق المنطقة بأكملها، ومنذ ما يقارب الخمسة أعوام سمح الاحتلال للمستعمرين فقط بدخول المنطقة، حيث تم بعد السماح للمستعمرين بدخول تلك المنطقة بإنشاء ثلاثة بؤر استعمارية فيها، بالإضافة إلى قيام المستعمرين بتسييج مساحات شاسعة من الأراضي تبدأ من معسكر المزوكح حتى منطقة أم الجمال وعين حلوة مما يعني إغلاق آلاف الدونمات الرعوية هناك، وهذا فعلياً يسمى الضم الصامت للأراضي الغورية، وتهويدها ويجسد رؤية حكومة الاحتلال في تهويد الأغوار وضمها بشكل متتابع وصامت.
تجدر الإشارة إلى انه منذ إقامة البؤرة الجديدة في منطقة " أم خروبة" صعّد الاحتلال من وتيرة ملاحقة رعاة الأغنام والأبقار هناك، ففي تاريخ (17/11/2020) أقدم الاحتلال على مصادرة أربعة رؤوس من الأبقار تعود ملكيتها للمزارع مهيوب علي زامل دراغمة، وذلك أثناء رعي أبقاره في منطقة المزوكح، حيث تم ملاحقته من قبل جيش الاحتلال وتم مصادرة الأبقار بحجة الدخول إلى منطقة مغلقة عسكرياً.
الصورة 4 : موقع البؤرة الجديدة
جدير بالذكر بأنه منذ البدء بالحديث حول ضم الأغوار الفلسطينية بدأ المستعمرون يطبقون ذلك على أرض الواقع، حيث أصبحت اعتداءاتهم تتواصل وبشكل متصاعد وكبير، فقد أنشأ عدد من البؤر الاستعمارية تزامن ذلك مع تسييج الأراضي الرعوية والزراعية من قبل المستعمرين، كل هذا تسبب في فقدان المزارعين معظم أراضيهم الرعوية وتعرض حياتهم للخطر في حال وصولها والتي يعتمدون عليها بشكل رئيسي في رعي مواشيهم، ولم يبقى شيء حتى المراعي التي بجانب التجمعات البدوية في واد المالح فقد تم إغلاقها بحجة أنها منطقة تدريبات عسكرية، مما ينذر بالكارثة الحقيقية في الأغوار الشمالية في ظل شح الإمكانيات وعدم توفر أيٍ من مقومات الثبات على الأرض، كل ذلك هدفه تفريغ منطقة الأغوار من الفلسطينيين لصالح الاستيطاني وضم الأغوار.
يشار إلى أن فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي قد رصد العديد من البؤر التي أقيمت على مدار العامين في الأغوار الفلسطينية والتي يسعى مجلس المستعمرات الإسرائيلية إلى شرعنتها بشكل أو بآخر، ضمن سياسة التهويد وإغلاق المناطق وعزل التجمعات الفلسطينية هناك بعضها عن بعض، فعلى مدار العامين أنشأ الاحتلال 4 بؤر استعمارية في المواقع التالية: (واد الفاو، المزوكح، والسويدة، وأخيراً بؤرة واد الخروبة).
تم إعداد هذه النشرة بمساعدة من الإتحاد الأوروبي
محتويات هذه النشرة من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس وجهة نظر الإتحاد الأوروبي