2021-02-22
في صباح يوم الاثنين الموافق 22 شباط 2021، استيقظ سكان قرية العيسوية على مشهد مأساوي لطالما اعتاد المقدسيين عليه، حيث اقتحمت القرية قوات كبيرة من الشرطة برفقة جرافات تتبع لبلدية الاحتلال، وذلك لتنفيذ قرار صادر عن محكمة الاحتلال القاضي بهدم بناية سكنية تعود لعائلة عليان، بحجة أن البناء قد تم دون الحصول على ترخيص من بلدية الاحتلال.
وبالنظر إلى البناية السكنية المستهدفة فهي مكونة من طابقين كل طابق يحتوي على شقتين سكنيتين " 4 شقق سكنية"، مساحة كل شقة 90 م2، ويسكن البناية 4 عائلات مكونة من 18 فرداً 9 منهم أطفال، وتعود ملكية البناية للمواطنة سميحة عليان وأبناءها فادي ومراد وأمجد وعائلاتهم.
ويفيد المواطن فادي عليان لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
"تم بناء البناية عام 2000، وهي مكونة من 4 شقق سكنية نسكنها أنا وأشقائي وعائلاتنا، البناية تم بناءها ضمن المخطط التنظيمي للقرية، لكن بدون الحصول على ترخيص حينها، وكانت بلدية الاحتلال قد حضرت للمكان وقامت بتصوير البناء وبدأ حينها مسلسل المحاكم والغرامات المالية".
ترخيص البناء الفلسطيني بالقدس أشبه بالمستحيل:
يضيف المواطن عليان:
"لقد تم فرض غرامة مالية بقيمة 160 ألف شيقل "50,000$" بسبب البناء بدون ترخيص، على الرغم من أننا طوال العشر سنوات الأخيرة كنا نعمل على ترخيص المبنى، ولطالما البناء تم ضمن المخطط التنظيمي للقرية، أي أن الأمر يكون أقل خطورة في هذه الحالة طالما لم يتم تجاوز المخطط. كما أن بلدية الاحتلال كانت قد اتخذت قرار بتجميد الهدم بالقرية من أجل استكمال المخطط الهيكلي للقرية. لكن مع كل ذلك، لم يمنع جرافات الاحتلال من وقف عملية الهدم بل باشر بحماية الجرافات التي تقوم أنيابها بكل حق وشراهة بهدم البناء الفلسطيني؟!"
يضيف:
كانت بلدية الاحتلال قد فرضت علينا قراراً يقضي بأن نقوم نحن بهدم البناء، لكننا رفضنا ذلك. وقبل يوم واحد من الهدم تلقينا اتصالاً من البلدية يعلمنا بأن غداً ستقوم جرافات الاحتلال بهدم البناء، فقمنا على الفور بإخلاء المساكن، وإخراج الأثاث من داخلها، ونقل وتفكيك ما يمكن منه قبل أن تقوم جرافات الاحتلال بهدم البناء. وفي صباح اليوم، كانت قوات الاحتلال قد تجمعت عند البناية، وقامت بإغلاق جميع المداخل والمخارج من الحي، ثم شرعت الجرافات بهدم البناء بشكل كامل.
وأضاف المواطن فادي والذي يعمل حارساً بالمسجد الأقصى، بأنه كان قد تلقى اتصالاً من ضابط بمخابرات الاحتلال، حيث قام الأخير بتهديده بهدم البناية بحجة أنه يقوم بالتعرض للمستوطنين أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى، والذي اتهمه الضابط بافتعال المشاكل بحسب المكالمة الهاتفية المسجلة والتي تم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا يوضح شكل من أشكال الابتزاز والضغط الذي تمارسه دولة الاحتلال بمؤسساتها المختلفة على المقدسي الفلسطيني في مدينته المحاصر داخلها.
بلدة العيسوية[1]:
تقع بلدة العيسوية على بعد 7كم شمال مدينة القدس ويحدها من الشمال شعفاط وعناتا ومن الغرب القدس وشعفاط ومن الشرق العيزرية ومن الجنوب القدس والزعيم.
تبلغ مساحتها الإجمالية 9,419 دونم، منها 637 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية.
وصادر الاحتلال من أراضيها ما مساحته (2305) دونم وفيما يلي التوضيح:
1- نهبت المستعمرات من أراضي القرية مساحة (1019) دونم ، وهي:
اسم المستعمرة | سنة التأسيس | مساحة الأراضي المصادرة / دونم | عدد المستعمرين |
الجامعة العبرية – هار هتسوفيم | 1968 | 538.6 | غير متوفر |
التلة الفرنسية – جفعات شابيرا | 1968 | 234.3 | 6,631 |
ميشور أدوميم | 1974 | 246 | غير متوفر |
2- نهبت الطرق الالتفافية ( 641.5 ) دونم، لصالح طريقي رقم (1) و (437).
3- نهب الجدار العنصري تحت مساره (44) دونم، وبلغ طوله ( 443) متراً.
4- نهبت معسكرات جيش الاحتلال (600) دونم.
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية - مركز أبحاث الأراضي.
حماية التجمعات المهمشة في القدس من خلال الدعم القانوني والمناصرة
تم إعداد هذا التقرير بتمويل من الإتحاد الأوروبي، محتويات هذا التقرير لا تعكس وجهة نظر الإتحاد الأوروبي