2021-03-30

في ذكرى يوم الأرض .. أرض فلسطين تنشد الحرية

بيان صادر عن مركز أبحاث الأراضي في الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض الخالد

على مسلة شرائعه كتب الملك البابلي حمورابي (1793-1750ق.م.) :- "لا يجوز للجندي والسماك أو أي موظف آخر أن يبيع بالدراهم الحقل والبستان والبيت" ... لا شك أن هذا التشريع قد اعتبر الأرض والبيت حقاً أساسياً من حقوق البشر وليست سلعة للبيع والشراء.

لكن الاستعمار الحديث لا سيما الاحتلال الصهيوني الاستيطاني الاحلالي لأرض فلسطين قد جعل الأرض والمسكن عقاراً تجارياً يتلاعبون بحقوق ملكيته من أجل نزع حق شعب فلسطين في أرضه وسيادته عليها مستبدلينهم بمستوطنين صهاينة جاؤوا بهم من كافة أصقاع الأرض بغرض استعماري محض ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق الإنسانية والقانون الإنساني الدولي وقرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة.

ومنذ فجر التاريخ تعيش الشعوب على الأرض .. لكن شعب فلسطين فقط هو من يحتفي بيوم الأرض الذي غدا له عيداً مقدساً يعبر عن تمسك هذا الشعب بأرضه مهما طال أمد الاحتلال .. هذا الاحتلال الذي هدم أكثر من 170 ألف مسكن فلسطيني وصادر أكثر من 21 مليون دونم من أرض بلد تبلغ مساحتها حوالي 27 مليون دونماً فقط! قام بتهجير حوالي 65% من شعب فلسطين وما زال هذا الشعب صامداً متمسكاً بحقه التاريخي بأرضه ووطنه. هذا الاحتلال هدم قرية العراقيب البدوية في النقب الفلسطيني للمرة 184 !!! ويستعد أهل العراقيب لإعادة البناء للمرة الخامسة والثمانين بعد المئة!!! هذا الاحتلال الذي كشف عن مضمونة العنصري ببناء جدار بطول يزيد عن 700 كم ليحجز الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م وأضاف لهم 880 حاجزاً آخر داخلياً  ليقطع سبل حركتهم ثم أنشأ على أرضهم المحتلة حوالي 538 مستعمرة وبؤرة استيطانية مغتصبة للأرض...

في ذكرى يوم الأرض الخامس والأربعين بينما ينعزل الفلسطيني هرباً من الوباء العالمي تندفع جرافات الاحتلال لهدم المزيد من المساكن والمنشئات، وتنشط أجهزة الاحتلال بحثاً عن وسيلة لتسجيل أرض فلسطين بأسماء الغرباء وتمليكها لهم ! نسوا وتناسوا أن الأرض للفلسطيني هي العرض وهي الروح وترابها مقدس بقدسية تراب الشهداء.

في يوم الأرض لهذا العام بينما ينشغل الفلسطينيون بإنتخاباتهم التشريعية لا تنشغل أجهزة الاحتلال عن هدم مساكن الفلسطينيين وبناء مساكن للمستوطنين ، فلينتبه الفلسطيني لأرضه وليمنح الانتخابات نصف عين والباقي يبقه لرعاية أرضه ، فلن يكون هناك برلماناً ولا حكومةً ولا دولة إن ضاعت من الفلسطينيين أرضهم.

في يوم الأرض هذا ونحن نوجه التحية لأرواح شهداء الأرض ولأسرى حرية النضال من أجل الأرض يجب أن نُذكِّر المحتل بأن شعباً يعتبر البابليين والكنعانيين أجداده، وأطفال الحجارة أحفاده، وشذى الحنون والزعتر والطيون عطر أيامه.. هو الذي سيفرح طويلاً لأنه هو من سيضحك أخيراً.



مركز أبحاث الأراضي / جمعية الدراسات العربية

         30-اذار -2021م

         القدس – فلسطين