2021-06-07
في يوم الاثنين السابع من حزيران 2021 أقدم المواطن مهند ابراهيم بشير على هدم مسكنه هدماً
ذاتياً، وذلك بعد أن أرغمته محكمة بلدية الاحتلال على هدمه وإلا فإنها ستقوم بهدم المسكن، مقابل أن يتحمل تكاليف الهدم والتي قد تصل إلى 60 الف شيقل أي ما يعادل " 18,500$ دولار أمريكي".
هذا ويقع المسكن في حي بشير في بلدة جبل المكبر جنوب مدينة القدس المحتلة، وهو مسكون حيث يعيش فيه المواطن مهند وعائلته المكونة من 5 أفراد بينهم 3 أطفال.
وتبلغ مساحة البناء 150م2 وهو مبني من "الاسمنت والبناليت والصاج المقوى، وقد انتهى من بناء المسكن قبل أشهر قليلة خلال العام الجاري 2021، بحيث أصبح جاهز للسكن وانتقل اليه مع عائلته.
وكانت محكمة الاحتلال قد قامت بتصوير البناء بعد الانتهاء منه وقدمت استدعاء للمواطن مهند بشير وفرضت عليه غرامة مالية بقيمة 95 الف شيقل بسبب البناء بدون الحصول على ترخيص من بلدية الاحتلال في القدس، كما أصدرت وزارة الداخلية الإسرائيلية قراراً بهدم المسكن.
وأفاد المواطن بشير بالتالي:
" منذ أن تم تهديدنا قمنا أنا وشقيقي وأفراد العائلة بتفريغ محتويات المسكن وتفكيك النوافذ والأبواب وإخراج محتويات المسكن من أثاث وكل ما فيه ثم باشرنا بعملية الهدم، وذلك تفادياً لدفع مبالغ أخرى جديدة وكبيرة لا طاقة لنا على دفعها".
هذا ويعاني حي بشير في بلدة جبل المكبر من مشكلة الهدم منذ سنوات، حيث حجة البلدية أن المنطقة غير منظمة وبحاجة لمخطط تنظيمي، لكن من أجل عمل هذا المخطط فإنه يتطلب هدم عدة مباني في الحي، عدا عن المماطلات من قبل بلدية الاحتلال وفرض الشروط التعجيزية من أجل الحد من إصدار تراخيص بناء للمقدسيين في مدينتهم التي يتم تهويدها يومياً وطرح العطاءات من أجل بناء المستوطنات على أراضيها.
جدير بالذكر بأن بلدية الاحتلال وأذرعها في القدس صاعدت من هذه السياسة " سياسة الهدمالذاتي" والتي تعد جريمة وهي من أشد أنواع الهدم ألماً وقهراً ليس كالهدم الذي ينفذه الاحتلال ... فعند قيام الاحتلال بهدم المسكن فالأسرة تبقى متماسكة حاقدة على الاحتلال خاصة الأطفال ... بينما عندما ينفذ أمر الهدم رب الأسرة ويهدم المسكن الذي يأوي أسرته تُظهره أمام أبنائه بأنه ضعيف لا يحميهم ولا يوفر لهم الأمن والأمان مما يجعل الأسرة مفككة تشعر بعدم الاستقرار (( فرب الأسرة الذي من المفروض أن يحميهم ويبني لهم مأوى يلائمهم يقوم بهدم مأواهم ؟!!)) ... فلذلك يحبط الأطفال نفسياً ويعيشون حياة ممزقة مأساوية تنعدم فيها الثقة بالأسرة والمجتمع وبالتالي الثقة بالمستقبل، بالإضافة إلى ذلك الخسائر المادية التي سيتكبدها المواطن، وشقاء عمره كله يذهب هدراً.
كما أن هذه السياسة التي انتهجها الاحتلال توفر عليه تعقيدات اجراءات ومواجهات واحراجات الهدم ويبرئ الاحتلال نفسه من جريمة الاخلاء والهدم، كما تُظهر الفلسطيني بأنه يهدم مسكنه بنفسه اعترافاً منه بخطئه.
هذا ووثق فريق البحث الميداني في القدس المحتلة خلال الـ 11 عاماً الماضية (2010-2020) إجبار 270 أسرة على هدم مسكنها بنفسها مما أدى إلى تشريد 1444 فرداً منهم 726 طفل، كما أن عملية الهدم الذاتي في عام 2020 زادت بنسبة 140% عن العام 2019.
يوضح الرسم البياني عدد المساكن المهدومة – هدماّ ذاتياً- خلال السنوات الماضية (2010 -2020)
بلدة جبل المكبر[1]:
تقع بلدة جبل المكبر على بعد (5) كم من الجهة الجنوبية لمدينة القدس ويحدها من الشمال بلدة سلوان ومن الغرب بلدة الثوري ومن الشرق بلدتي أبو ديس والسواحرة الشرقية ، ومن الجنوب بلدة السواحرة الغربية.
ويبلغ عدد سكان جبل المكبر والسواحرة الغربية ( 21,127) نسمة حتى عام (2012)م - حسب معهد القدس للدراسات الإسرائيلية 2012-، وتبلغ مساحتها الإجمالية 3,281 دونم، منها 682.7 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية.
1- نهبت المستعمرات من أراضي القرية نحو 300 دونم ، وهي:
اسم المستعمرة | سنة التأسيس | مساحة الأراضي المصادرة / دونم | عدد المستعمرين |
تل بيوت الشرقية | 1973 | 275 | 12,591 |
نوف زيون | 2010 | 23.5 | غير متوفر |
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية - مركز أبحاث الأراضي.
حماية التجمعات المهمشة في القدس من خلال الدعم القانوني والمناصرة
تم إعداد هذا التقرير بتمويل من الإتحاد الأوروبي، محتويات هذا التقرير لا تعكس وجهة نظر الإتحاد الأوروبي