2021-05-30
أقدم المستعمرون في ساعات المساء من يوم الأحد الموافق 30 أيار 2021 على إغلاق البوابة المعدنية المقامة على السياج المعدني المحيط بنبعة عين الساكوت في منطقة الأغوار الشمالية.
يشار انه وبإغلاق تلك البوابة، سيُمنع المزارعون والمستجمون الفلسطينيون من الوصول الى موقع النبعة، في حين سيُسمح للمستعمرين الوصول الى هناك واستغلال منطقة النبعة بشكل كامل وبشكل عنصري، علماً بأن السياج المعدني تم وضعه حول النبعة في شهر آذار الماضي على يد نفس المجموعة من المستعمرين وتحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن ما يقوم به المستعمرون وتحت حماية جيش الاحتلال يعتبر خرق للقانون ولقرار محكمة الاحتلال العليا الصادر في العام 2014م، والتي حكمت بحق الفلسطينيين في استغلال النبعة والوصول إليها.
السياج الذي أقامه المستعمرون حول نبعة الساكوت
وعلى مدار السنوات الماضية، كرس المستعمرون جهود كبيرة في الاستيلاء على ما تبقى من أراضي الساكوت، بل وهناك مساعي حثيثة تتوجه الى إغلاق المنطقة، والسماح للمستعمرين باستغلال الأرض هناك، وإحباط كافة المشاريع الزراعية التنموية فيها، فقبل عامين تم تدمير شبكات الري التي نفذتها جمعية الإغاثة الزراعية لصالح توفير مياه الري لنحو 3500 دونم في الساكوت، وفي مطلع العام 2019م تم إغلاق الطريق المؤدي الى عين الساكوت عبر وضع مكعبات اسمنتية هناك، وحالياً يتم تسييج النبعة ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها.
يشار إلى أن موقع الساكوت كان قبل عام 1967م يعج بالمزارعين والزراعات المختلفة وكان مقصد للمستثمرين في القطاع الزراعي، وبعد حرب عام 1967م جرى الاستيلاء عليه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتم تحويله إلى مناطق عسكرية مزروعة بالألغام الأرضية بصفة المنطقة منطقة حدودية مع الأردن، وفي العام 2011م جرى تفكيك الألغام الأرضية من تلك المنطقة وعلى أثر ذلك حاولت شركات إسرائيلية استعمارية على الفور بإجراء مخطط للاستيلاء على كامل الأراضي الزراعية الخصبة في الموقع على امتداد 3500 دونم من الأراضي المملوكة لفلسطينيين بعد أن جرى تفكيك الألغام الأرضية منها، إلا أن يقظة المالكين للأرض حالت دون ذلك وقد تم تقديم التماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية في العام 2012م مطالبين باستيراد الأرض بموجب الأوراق الرسمية التي تؤكد صلتهم بالأراضي المصادرة وبعد عدة جلسات في أروقة محاكم الاحتلال تمكن أصحاب الأرض الشرعيين من انتزاع قرار باسترجاع الأرض وإعادتها إلى أصحابها الأصليين في العام 2014م، ولكن هذا لم يرق للمستعمرين الذين مازالوا يحاولون الاستيلاء على الأرض مجدداً عبر طرق مختلفة، من بينها منع المشاريع التنموية في سهل الساكوت والانتهاء بالإغلاق عين الساكوت المصدر المائي للزراعات هناك.
جدير بالذكر بأن المستعمرين يحاولون الاستيلاء على كافة الينابيع المائية في المنطقة المصنفة "ج" بحماية جيش الاحتلال، ففي عام 2021 استهدف المستعمرون ثلاثة ينابيع مائية الأولى: نبعة عين الحلوة شرق طوباس حيث أحضر المستعمرون مواد بناء وأنشأوا بركة سباحة وغيروا معالم النبعة، وأما الثانية: فهي نبعة عين الفصايل في أريحا حيث أقدمت مجموعة من المستعمرين على اغلاق النبعة ومنعوا أحدا من الفلسطينيين الاقتراب منها، واليوم يغلقون نبعة الساكوت، كل ذلك بهدف الاستيلاء على أهم مصدر من المصادر الطبيعية وهو المياه لتصبح الحياة شبه معدومة في منطقة الأغوار الفلسطينية ويحلوا للمستعمرين السيطرة عليها؟!!.
تم إعداد هذا التقرير بتمويل من الإتحاد الأوروبي
محتويات هذا التقرير من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس وجهة نظر الإتحاد الأوروبي