2021-09-26
تعد ما تسمى " مزرعة عمير" الجاثمة على أراضي منطقة العوجا، من أبرز التحديات التي تواجه التجمعات البدوية والمزارعين في منطقة العوجا ورأس العوجا على حد سواء، حيث ومنذ سنوات طويلة وتلك البؤرة العشوائية انعكست بشكل سلبي على القطاع الزراعي والاستثمار الزراعي في المنطقة بسبب زيادة وتيرة المضايقات اليومية من قبل المستعمرين في تلك البؤرة بحق المواطنين الفلسطينيين في المنطقة.
ففي 26 أيلول 2021 قامت مجموعة من المستعمرين بحراثة أراضي زراعية رعوية في منطقة العوجا تقع إلى الغرب مباشرة من تلك البؤرة الاستعمارية، حيث تبلغ مساحة الأراضي التي تم حراثتها تمهيداً للاستيلاء عليها قرابة 24 دونماً من الأراضي الزراعية والرعوية والتي يصنفها الاحتلال الإسرائيلي بأنها أراض دولة حسب وصف الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم مد خطوط مائية إلى تلك القطع بعد حراثتها تمهيداً لزراعتها من قبل المستعمرين بالتزامن مع منع المزارعين من المنطقة من فلاحتها أو حتى الاستفادة منها كمراعي للمواشي التي يمتلكونها.
سبق ذلك، قيام المستعمرين مؤخراً وقبل أيام قليلة بتعبيد طريق استعماري يربط مزرعة "عمير" بالطريق الالتفافي الذي يربط منطقة المعرجات ببلدة العوجا، ويبلغ طول المقطع الذي تم تعبيده ما يقارب كيلومتر واحد بعرض أربعة أمتار، وتم وضع نصب على مدخل ذلك المقطع للإشارة إلى مزرعة عمير.
مدخل المقطع الذي تم تعبيده ووضع نصب عليه
الأراضي التي تم حراثتها من المستعمرين وتظهر ايضا خط مائي ناقل يربط البؤرة بالأرض التي تم حراثتها
من جهته أكد السيد صلاح فريجات رئيس بلدية العوجا للباحث الميداني بالقول:" منذ فترة ونحن نعاني من قيام مجموعة من المستعمرين من تلك البؤرة بالتجول بين الخيام السكنية وفي المراعي بهدف إرعاب السكان، بل تطور الأمر إلى طرد السكان البدو من المراعي بهدف السيطرة عليها، ولقد تقدمنا بعدد كبير من الشكاوى إلى الجهات المختصة ولكن دون أي فائدة تذكر".
وفي إفادة سابقة، أكد الشيخ ياسر الجمل مدير العلاقات العامة في مديرية أوقاف محافظة أريحا :
" أن هناك خطر حقيقي يكمن في منطقة العوجا من جراء مطامع المستعمرين بدعم من سلطات الاحتلال، حيث يوجد 1738.5 دونما مملوكة للأوقاف تقع بجوار مزرعة "عمير " هناك ضمن الحوض الطبيعي رقم 44 قطعة رقم 2، حيث تبدأ تلك الأراضي من نقطة شلالات العوجا وحتى المفترق المؤدي إلى شارع المعرجات".
ونوه الشيخ الجمل إلى وجود محاولات متكررة من قبل المستعمرين أنفسهم بهدف الاستيلاء على المنطقة عبر إعادة زراعتها وتغير معالمها، حيث يقوم جيش الاحتلال بالتعرض لأي مزارع فلسطيني يتواجد هناك عبر ملاحقة واعتقاله" في حين يقوم جيش الاحتلال بتوفير التسهيلات للمستعمرين للتواجد والتحرك في تلك المنطقة بكل حرية.
فعلى سبيل المثال لا للحصر ومنذ مطلع العام الحالي2021م تم منع عدد من الشركات من الاستثمار زراعياً في تلك المنطقة، بل وحاول المستعمرون تعطيل مبادرة لإحياء الأرض في منطقة العوجا عبر تدخل جيش الاحتلال وإفراغ الأراضي لحماية المستعمرين، علماً بأن المبادرة تركزت في منح عدد من المزارعين قطع أراضي لزراعتها و تأهيلها بهدف ضمان مصدر دخل له، الا ان هذا لم يرق للمستعمرين الذين قاموا باستدعاء جيش الاحتلال لطرد المزارعين.
يذكر ان ما تعرف بمزرعة "عمير " في منطقة رأس العوجا بدأت جذورها في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، حيث ومن خلال ما يسمى بمسؤول أملاك الغائبين في الإدارة المدنية بالتنسيق مع مجلس المستعمرات في غور الأردن قاموا بمنح احد المستعمرين قطعة ارض في منطقة رأس العوجا، بهدف زراعتها واستثمارها، ومع تقدم الوقت قام نفس المستعمر بالاستيلاء على مزارع النخيل المجاورة، بل والاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي وزراعتها وتأهيلها لتصبح اليوم تزيد عن 650 دونماً، بحسب التقديرات المتوفرة في محافظة أريحا.
جزء من مزرعة "عمير" الاستعمارية
تم إعداد هذا التقرير من ضمن أنشطة مشروع حماية الحق الفلسطيني بالأرض والسكن
محتويات هذا التقرير من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس وجهة نظر الإتحاد الأوروبي