2013-09-10
نفق المستعمرين اليهود من أسفل سوق الخواجات إلى حي القرمي، أم إهمال بلدية الاحتلال المتوارث لواجباتها تسبب في تشقق وتصدع بل بداية انهيارات شاهدها وشعر بها سكان أكثر من 20 مسكناً؟!!.
في حوالي الساعة السادسة من صباح الأربعاء 10 أيلول 2013م تهددت بشكل مباشر حياة 120 طفلاً وامرأة وشيخاً وشاباً فلسطينياً وتشريدهم منها، بل تهديد عشرات المساكن بالانهيار وحياة مئات المواطنين المقدسيين من سكان الحي بشكل غير مباشر.
سببت حفريات المستعمرين المتطرفين للأنفاق أسفل سوق الخواجات إلى الشمال الشرقي أسفل مسكن عائلة إدريس في الوسط الذي يعلو الممر الذي حفره المستعمرون ليصل حي القرمي بعقبة الهكاري والمدرسة اللؤلئية – حوش الأسمر - ، إلى الشمال حيث تسكن فيها 14 عائلة اضطرت 8 منها إلى إخلاء مساكنها ، والى الجنوب حوش وقفية وهبة وفيه 7 مساكن ومنجرة ، ومحلين لعائلة زلوم أخليت قسرا منها قبل 3 شهور لصالح المستعمرين الذين حولوها إلى مسكنين لعائلتين من الأزواج الشابة من المستعمرين اليهود .
وأفاد عدد من سكان الموقع أنهم منذ أكثر من ستة أشهر يسمعون ليلاً أصوات آلات حفر ترتج منها بيوتهم وتقلق منامهم وأطفالهم، ولا غرابة في ذلك فما حدث في حوش الخليلي من تصدعات وانهيارات أكثر من مرة، وكذلك ما حدث ويحدث في حوش الزربا وعوض وعلى امتداد الرواق الغربي للمسجد الأقصى، مباني شارع الواد وشرق طريق باب السلسلة، وعلى امتداد طريق وادي حلوة من تصدعات وانهيارات جراء الحفر والتجريف أسفل المباني والمساكن والمباني – مدرسة الوكالة " الانروا "لبنات سلوان الابتدائية وغيرها.
استدعى المقدسيين سكان الحي من الذين غادروا مساكنهم إلى الشارع بلدية الاحتلال في حوالي الساعة 6 صباحاً خوفاً على سلامتهم وحياة أطفالهم ونسائهم ورجالهم ،ووصل موظفون من البلدية والآثار متأخرين بعد ساعتين رغم أن الوضع في الموقع خطير للغاية، ويهدد السكان بكارثة إنسانية تقع مسؤوليتها على بلدية الاحتلال وسلطة الآثار وحكومة الاحتلال بشكل عام ، التي تم حفر النفق تحت سمعها وبصرها سواء كان بقرارها أم بدون قرارها وتخطيطها، وهي التي لا يغادر موظفوها وعسكرها الحي لأكثر من سبب، وعلى رأسها حماية المستعمرين اليهود ومراقبة السكان العرب الفلسطينيين في الحي بل وفي غرف نومهم، وأفاد حشد من المواطنين المعتصمين في الشارع أمام بيوتهم لباحث مركز أبحاث الأراضي :
وصلت البلدية والآثار بعد الساعة الثامنة، بعد ساعتين من استدعائهم، وقالوا لا نستطيع عمل شيء، بيوتكم في خطر ، اخلوها ، وهذه مسؤوليتكم.
وقال موظفو البلدية ردا على طلب المواطنين سكان البيوت إصلاح بيوتهم :
" لا يوجد ميزانية للترميم وهذه مسؤوليتكم " .
مشاهد من التصدعات خارج وداخل مساكن حي القرمي نتيجة الحفريات الإسرائيلية اسفلها – البلدة القديمة
هذا وتحركت بلدية الاحتلال وبعد مرور أكثر من أسبوعين لا لإصلاح وترميم البيوت بل لوضع لافتة كتب عليها "احذر مباني خطرة ...جدار خطر " ولم تقم بشيء آخر .
اللوحة التي وضعتها بلدية الاحتلال !!
وعبّر السكان رجالاً ونساءً المعتصمين في الشارع عن استنكارهم وغضبهم من رد البلدية وسلطة الآثار قائلين :
البلدية تعلم بشكاوينا المتكررة إليها من حفريات الأنفاق أسفل بيوتنا، لكن البلدية وسلطة الآثار في تجاوزات المستعمرين اليهود دائماً تجعل نفسها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، فالحفريات بدأت أثارها من تشققات تظهر في شهر 1/2013 وأخذت تتسع وتكبر يوماً بعد يوم، حتى أصبحت تصدعات كبيرة شعرنا بها حركة وسمعنا صوتها وشاهدناها انهيارات وسقوط حجارة وأتربة في زوايا بعض البيوت وأسقفها وجدرانها كما في بيت عائلة سمير الأسمر ومحمد السلايمة، وأرضيتها وبلاطها وجدرانها كما في بيت عائلة مازن الأسمر .
وقالت عائلة عبد الرحمن الأسمر لمراقب حقوق الإنسان والسكن في مركز أبحاث الأراضي:
انتهى العمل في ترميم بيتنا وعلى حسابنا على عيد رمضان – الفطر – يعني قبل شهر من اليوم ولكن كما ترى " وأشاروا إلى تشققات جديد ة في غرفة الصالون والحمام وبلاط مدخل البيت" .
وأشار احدهم إلى تصدع كبير في جدار بيت عائلة الجعبري من الجهة الشمالية من الخارج يتسع لأكثر من كف اليد في حائط البناء - ومن الداخل يبدو التصدع أوسع واكبر- على ارتفاع أكثر من مترين من باب المنجرة ، التي أغلقت أبوابها بسبب هذه التصدعات وأخرى في جدرانها من الداخل.
أهالي حي القرمي المعتصمين ضد حفريات بلدية الاحتلال أسفل مساكنهم
يؤكد مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية بالقدس من خلال البحث الميداني بالمشاهدة العينية، ومن خلال سماع أقوال أهالي الحي الضحايا في البيوت المتضررة ، ومن خلال حالات مشابهة سابقة مثل الانهيار في حوش عسيلة وعلى امتداد الرواق الغربي للمسجد الأقصى، وحالات أخرى أقوى من هذه تنصلت فيها بلدية الاحتلال من مسؤوليتها عن أعمالها وإهمالها والتي تسببت في سقوط بيوت في طريق برج لقلق – بيوت - مساكن عائلات : حمو ومرار ودكيدك وغيرهم – والتشققات والتصدعات في عشرات المساكن والمباني في حي باب حطة مثل دار جابر، وفي حارة السعدية مثل بيت عائلة الزيتاوي وغيرها الكثير.
يحمل مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية في القدس بلدية الاحتلال وسلطاته :
مسؤولية كافة الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بالسكان والمباني وما سينجم عنها ، حيث مضى أكثر من شهر وحال المباني يزداد سوءاً وخطورة .
مسؤولية إعادة إعمار المباني وتأهيلها لتكون سليمة وآمنة وصالحة للسكن .
مسؤولية ردم الأنفاق العنصرية أسفل الأرض والمباني والبيوت في الموقع وفي البلدة القديمة ومحيطها بشكل عام، التي تسببت مباشرة بالأضرار بالمساكن والمباني التاريخية والأثرية وبالإنسان الساكن، وتهدد حياة عشرات بل مئات العائلات الفلسطينية من خطر الانهيار والإخلاء القسري والتشرد .
مسؤولية توفير وضمان حق المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال في سكن آمن ملائم يلبي لهم حاجتهم ويحفظ لهم كرامتهم على أرضهم تحت الاحتلال، الحق الذي تضمنه لهم اتفاقية جنيف الرابعة والشرعة والشرعية الدوليتين.