2011-01-24

الاحتلال الإسرائيلي يشق نفقاً يهدد المباني التاريخية والسكنية والمسجد الأقصى المبارك

أعلنت سلطة الآثار على لسان نائب مديرها في 24 كانون ثاني 2011 عن الانتهاء من حفر نفق بطول 600 متر يربط عين سلوان بساحة البراق وعلى بعد أمتار من الحائط الغربي للمسجد الأقصى مروراً بأسفل شارع عين حلوة ومدخل طريق واد حلوة " موقف جفعاتي" والى امتداد موقع القصور الأموية من الغرب " الحديقة الأثرية" من أسفل سور القدس التاريخي، تضليل الرأي العام بتزوير وتزييف التاريخ والجغرافيا أمراً ليس جديداً ولا مفاجئاً بل هو الأساس الذي قامت عليه إسرائيل بل هو كنهها ووجودها، ومهما استخدم الاحتلال من تسميات التهويد والاسرلة، ومن مصطلحات الاستعمار الاستيطاني: بركة هشيلوح، ومدينة داود، والحديقة الأثرية وان النفق قائم منذ الهيكل الثاني، كل هذه التسميات والتوصيفات لصبغ النفق بالقدسية وربطه بالايدولوجية الدينية وكما يرويها عالم الآثار اليهودي مزراحي المعارض لها وللرواية الإسرائيلية التي تدعي: " إن ما تحت سلوان هو لنا لأنه يعود إلى عهد الهيكل الثاني، لذا فثقافة هذه المنطقة يهودية إسرائيلية – حسب رأيهم، وكل ما تحت مدينة القدس لنا وسنحتفظ به".

الرواية الإسرائيلية التلمودية الخرافية والتحريض عليها بشكل يتناغم مع المشاعر الدينية والعنصرية ضد كل ما هو ليس يهودياً. ونشرت الصحف أقوالاً لعالم الآثار اليهودي مزراحي من منظمة " آثار من أجل بناء الجسور": ( هذا النفق يتبع طريقاً قديمة يعود تاريخها إلى الفترة الرومانية ... وأن هذه الحفريات التي نفذت من قبل سلطة الآثار بسرية تامة ولم يعرف أحد مسارها أو هدفها ولا داعي لها)، وهذا النفق هو أحد وأطول شبكة من الأنفاق التي تمزق القدس أسفلها كما مزقت البؤر الاستعمارية الاستيطانية اليهودية عاليها، ويقول عالم الآثار مزراحي إلى جريدة معاريف العبرية في 25 كانون ثاني 2011 (( إن هناك حفريات للأنفاق في الحي الإسلامي في القدس القديمة لنفس الهدف، وأن سلطة الآثار كانت تعمل بصورة سرية وتتجاهل المعايير المقبولة للبحوث العلمية ودون نقاش عام أكاديمي، وحولوا البحوث إلى أداة تستخدمها المنظمات الأيديولوجية ومثل هذه النشاطات قد تفجر الوضع في سلوان))، وهذا صحيح كما فجر نفق "الحشمونئيم" انتفاضة النفق عام 1996.

 إن عجز الاحتلال الإسرائيلي عن احتلال مدينة القدس على الأرض بتمسك أهلها بها وثباتهم عليها وعودتهم إليها لجأ الاحتلال إلى احتلال القدس تحت الأرض الأمر الذي يهدد مباني القدس التاريخية والسكنية وبالذات المسجد

 الأقصى، وتستمر إسرائيل في انتهاكاتها لحقوق الإنسان لتهويد مدينة القدس بشكل عام وسلوان اليوم بشكل خاص بصمت العالم وتصريحاته اللفظية والتي بحاجة إلى ترجمة على الأرض  وخاصة في المؤسسات الدولية.
Image titleمشهد داخلي للنفق الذي تم الانتهاء من إعداده لزيارة السياح ، الذي يربط بين عين سلوان التحتا وحائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى المبارك ، الذي استمرت الأعمال فيه 7 سنوات. أ.ف.ب – جريدة القدس 26/01/2011