2022-02-28
أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على قمع وترهيب المئات من الفلسطينيين ظهيرة يوم الاثنين الثامن والعشرين من شباط 2022 وحتى المساء، وذلك في منطقة باب العامود في القدس القديمة، فقد هرعت قوات كبيرة من الشرطة وجميع أجهزة حرس الحدود والأمن الى باب العامود، مصحوبة بالذخيرة وبالأدوات القمعية المتعددة بما فيها سيارة رش المياه العادمة[1] لتفريق الجموع المتواجدة في المكان.
أسفرت الاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال عن العديد من الإصابات والاعتقالات في صفوف الفلسطينيين، طالت الشباب والاطفال والنساء والشيوخ، فقد استعملت القوات قنابل الصوت، ورشت الجموع بالمياه العادمة لتفريقهم من المكان ولتخريب فرحتهم بالاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج.
يشار الى توافد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الى القدس لإحياء هذه الذكرى الدينية، فمنهم من قدم من قرى ومدن الشمال الفلسطيني المحتل 1948، ومنهم من قدم من النقب، بالإضافة الى محافظات الضفة الغربية، فكل فلسطين اجتمعت في القدس لتحيي ذكرى الاسراء والمعراج ونشطّت الحركة التجارية والاقتصادية في البلدة القديمة من القدس، الأمر الذي لم يرق للاحتلال فقام بالاعتداء على المواطنين، حيث أصيب العشرات من المواطنين من بينهم أطفالاً وتم اعتقال آخرون، فأصيبت الطفلة منور برقان (11 عاماً) – وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة - بقنبلة صوتية في وجهها مما أدى الى كسر في فكها، كما أصيب أيضاً طفلاً رضيع عمره 6 أشهر بجروح في الوجه جراء اطلاق قنبلة صوت اتجاهه.
مشهد الاعتداءات الإسرائيلية خلق جواً من الهلع والخوف في صفوف المواطنين الذين قصدوا المسجد الأقصى برفقة أطفالهم لإحياء الذكرى الدينية.
من الجدير ذكره أيضاً أن الاحتلال يحاول تهويد منطقة باب العامود لأنها المكان الأكثر شعبية بين الفلسطينيين والمكان الذي يجمعهم، فعلى مدى عشرات السنين كان باب العامود هو المكان الذي تنطلق منه فعاليات دينية او وطنية او ثقافية، وكان وما زال الاحتلال يقمع ويطمس هذه النشاطات والمكان الذي تقام فيه لما له من رمزية كبيرة لدى الفلسطينيين.
[1] سيارة ضخ المياه تستخدمها الشرطة لتفريق المظاهرات، وتستخدم معها تركيبة كيميائية تجعل من رائحة المياه مياه عادمة لها رائحة كريهة جداً لا تحتمل. وتتعمد شرطة الاحتلال عند اقتحام الأحياء أن تقوم بضخ المياه ليس على المتظاهرين فحسب، بل على المنازل والسيارات والساحات والمحلات التجارية وذلك بشكل متعمد. حيث أن الرائحة تعبق بكل ما تلامسه لمدة طويلة ولا تزول بسهولة.