2022-03-21
باشرت طواقم البلدية في بداية شهر آذار 2022 بإجراء حفريات في حوض طباليا الى الجنوب الشرقي من قرية بيت صفافا جنوب القدس، بهدف بناء مستوطنة جديدة بإسم (جفعات همتوس) وذلك استمراراً لسياسة تهويد القدس وضواحيها، وقضم كل متر في أرض القدس لصالح المستوطنين وتوطينهم في القدس.
ويعتبر إنشاء مستوطنة "جفعات همتوس" واحد من المشاريع التي تهدف الى عزل القدس عن محيطها الجنوبي المرتبط بمدينة بيت لحم. فقرية بيت صفافا المحاطة من كل الإتجاهات بالمستوطنات والتي قام الاحتلال بمصادرة مساحات كبيرة من أرضها، يقوم هذه الأيام بشق طريق وتجريب أراضي لإقامة المستوطنة المذكورة وقد تمت مصادرة هذه الأرض بحجة أملاك الغائبين.
جانب من اعمال توسيع الطريق على حساب أراضي بلدة بيت صفافا
في أثناء الحفر والتجريف في جبل بيت صفافا، تم الكشف عن موقع أثرى، ومن المشاهدة الأولية لهذا الموقع يلاحظ أن الموقع محفور في الصخر، حيث لا يوجد جدران مبنية، الا ان القطع الموجودة في الصخر الام يشير الى وظيفتين محتملتين لهذا الموقع، الأول وهو موقع كان يستعمل لقطع حجارة البناء، أما الوظيفة الثانية ومن خلال بعض الأحواض الموجودة، ربما قد استعمل كمعصرة للعنب او الزيتون، حيث ان هذا النوع من المنشآت يتواجد بكثرة في جميع المناطق الفلسطينية، ويؤرخ معظمها للفترة الرومانية وما تلاها. ومن المعلوم أيضاً احتمالية أن يكون الموقع الأثري كمنشأة مائية علماً انها بالقرب من خط القدس الخليل والذي احتوى على قنوات المياه التي كانت تزود القدس بالمياه من الخليل، فلا يبعد هذا الموقع الا حوالي كيلو متر عن خط المياه هذا، فقد وجد مثل هذه الآثار على طول تلك القناة، هذا بالاضافة الى قرب المكان على دير مار الياس، فالمنطقة بشكل عام كانت عامرة تاريخية بالسكن والنشاطات البنائية المختلفة.
الموقع الأثري الذي تم كشفه أثناء الحفريات والتجريف الذي قامت به آليات الاحتلال
يدور الحديث حول عزم الاحتلال بناء حوالي 2500 وحدة استيطانية في الموقع على مساحة 285 دونم، مما يؤكد على حجم المستوطنة الكبير والذي سيلتهم ويسيطر على بيت صفافا من المنطقة الشرقية. بالإضافة الى أن هذه المستوطنة التي بدأ الحديث عنها قبل حوالي عشر سنوات، ينوي الاحتلال اقامة مستوطنة اخرى الى الشمال من القرية ويسمى بجفعات هشكيد على مساحة 38 دونما، وستقام فيه 500 وحدة استيطانية.
تبلغ مساحة بيت صفافا 3,341 دونم، ولكن تم مصادرة مساحات شاسعة منها، فمستوطنة جيلو قضمت 1529 دونم، وحوالي 166 دونمات لمسوطنة هار حوما، والان حوالي 285 دونم لصالح مستوطنة "جفعات همتوس"، وحوالي 39 دونم لمستوطنة "جفعات هشكيد"، هذا بالإضافة الى شارع بيغن الذي يقطعها من المنتصف، والقطار الخفيف الذي يلتف حولها.
جانب من أعمال التجريف للبدء ببناء مستعمرة جديدة على اراضي بلدة بيت صفافا حيث يحيط أعمال التجريف جدار حديدي
من الجدير ذكره ان قرية بيت صفافا الواقعة الى الجنوب الغربي لمدينة القدس، تتعرض ومنذ عام 1948 لعمليات تهويد ومصادرة وحتى هذا اليوم، ففي عام 1948 تم تقسيم القرية الى قسمين، قسم كان يتبع لحكومة الاردن، والقسم الاخر تم احتلاله من قبل الاسرائليين، اما في النكسة في عام 1967 فقد تم ازالة الحاجز وتم ضم القرية بشكل كامل تحت سيطرة الاسرائليين، وفي ضوء ذلك فقد قام الاحتلال ببناء مستوطنات على كامل حدود القرية، ففي الجنوب والجنوب الشرقي والجنوب الغربي، تقع مستوطنتي جيلو وهار حوما (ابو غنيم) ومن الشمال تقع مستوطنة تل بيوت، اما من الغرب فتقع مستوطنة تسومت بات، هذا بالاضافة الى إقامة مستوطنتي "جفعات همتوس" الى الشرق ومستوطنة "جفعات هشكيد" الى الشمال. وشارع بيجين العريض الذي يقطع القرية من الشمال الى الجنوب والذي التهم مساحة كبيرة من أراضي البلدة، يضاف الى ذلك مشروع القطار الخفيف الذي يلتف حول القرية من جميع الجهات، فيبدأ من شمال القرية الغربي، ويمتد الى جنوبها، وبذلك يفصلها عن قرية شرفات الى الغرب، ومن ثم يلفت من الغرب الى الشرق قرب دير الطنطور فيفصلها بشكل نهائي عن بيت لحم، ومن ثم من الجنوب الى الشمال في الشرق والذي يفصلها عن أم طوبا وصور باهر.
كل ذلك ينعكس على المشهد العام للقرية والذي فقد محيطه الفلسطيني، ولم يتبقى الا مساحة الأرض حيث يعيش سكان القرية الذين يعانون من ضيق المكان وارتفاع أسعار الأرض والبيوت وأيضاً استحالة عملية استصدار رخص بناء والشروع به في ظل المبالغ الهائلة التي تقتضيها مثل هذه المشارع، ونفاذ اراضي البناء.