2022-08-24
في 24 آب 2022 أجبرت بلدية الاحتلال عائلة فرج أبو رموز على هدم مسكنها بنفسها، وذلك بذريعة عدم الترخيص.
وبالنظر إلى المسكن المهدوم فهو يقع في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى في حي رأس العمود "الشياح" والقريب من البلدة القديمة، وتسكنه أسرة أبو رموز منذ العام 2015 والمكونة من 10 أفراد منهم الأب والأم وأطفالهم الثمانية (5 ذكور و3 إناث)، إضافة إلى الابن الأكبر المتزوج وزوجته، حيث يقطنان في غرفة من المنزل وباقي أفراد العائلة في باقي المنزل البالغة مساحته 110م2 والمكون من ثلاث غرف ومنافعها والمبني من مادة البناليت والجبس.
وجاء الاحتلال بأمر هدم المنزل بحجة أن المسكن مبني بدون ترخيص، علماً بأن البناء في هذا الحي يعتبر غير منظم لأن بلدية الاحتلال لا تمنح للمواطنين التراخيص اللازمة للبناء القانوني، والخدمات في الحي أيضاً شحيحة جداً.
هذا وأفاد صاحب الملك فرج لباحثة مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
" منذ سنة ونصف حضرت البلدية ومعها الجيش إلى موقع سكننا، وسلمتنا أوراقاً من المحكمة تقول بأن علينا دفع مخالفة مالية تقدر بمبلغ 50 ألف شيكل غرامة ( ما يعادل 15300 دولار أمريكي) بحجة البناء بدون ترخيص، وقمت حينها بتقسيط المبلغ وتسديد مبلغ 18 ألف شيكل، وبعدها أي قبل 6 أشهر حضرت مرةً أخرى لتسليم قرار الهدم باليد، ومؤخراً وبتاريخ 24 آب 2022 حضرت البلدية بمعدات ثقيلة وجيش معزز لتنفيذ الهدم مما دفعني لقرار هدم منزلي ذاتياً تفادياً لدفع تكاليف الهدم الباهظة التي تفرضها البلدية على المواطنين المقدسيين في حال هي قامت بالهدم والتي تقدر بمبلغ 100 ألف شيكل - أي ما يعادل 30500 دولار أمريكي-".
وأفاد أيضاً:
"حين جاءت بلدية الاحتلال لتنفيذ أمر الهدم كنا نحتفل بمولودنا الجديد البالغ من العمر 10 أيام فقط، وظروفنا العائلية لا تسمح لضغوطات إضافية، حيث أن البلدية لم تلتمس لنا عذراً وقامت بتهديدنا في حال لم نهدمه قسرا ستهدمه (البلدية) وتقوم بتكبيدنا تكاليف الهدم مما جعلني مجبراً أهدمه ذاتيا".
الابن الرضيع الذي لم يرى النور في بيته الذي أُجبر والده فرج على هدمه بدلاً من احتضانه فيه وأن يعيش في سكن ملائم له
جدير بالذكر بأن تكلفة بناء المنزل كما أفاد أبو رموز قد بلغت 300 ألف شيكل (91,500 دولار أمريكي)، عدا عن الغرامات المالية ... رحل أبو رموز وعائلته إلى منزل أمه (الجدة) المجاور لمنزله للمكوث عندها والتي كل مساحته 120 متر مربع، والذي أصبح مسكن الجدة يأوي ثلاثة عائلات (أم فرج وعائلة فرج من بينها ابنه الأكبر المتزوج وزوجته) أي 12 فرداً، وأضاف:
((حتى بعد الهدم لم تعفينا محكمة بلدية الاحتلال من المخالفات وعلينا تسديد ما تبقى منها)).
قصة إضافية مشابهه لقصة فرج، أخوه الأكبر عزام أبو رموز في الجهة المقابلة لمنزله وعلى أعلى العمارة المجاورة بيت آخر مساحته 120 متر مربع مهدد بالهدم، يعيش عزام وعائلته نفس الظروف والتحديات القهرية التي فرضت على فرج في السابق.
تعقيب قانوني:
إن ما تقوم به سلطات الاحتلال من عمليات هدم للمساكن والمنشآت الفلسطينية يأتي ضمن انتهاكاتها للقانون الدولي والإنساني، وانتهاك حق من حقوق المواطنين الفلسطينيين الذي كفله القانون الدولي والمعاهدات الدولية وهو الحق في سكن ملائم، ضمن المواد التالية:
حي رأس العمود في القدس (مدونة فلسطين):
حي رأس العمود من الأحياء الملاصقة للمسجد الاقصى والجبل الزيتون ومنطقة الجثمانية ولا يعتبر حي راس العامود بصورة عامة بمثابة حي منفصل بل جزءً من التواصل العمراني المتواصل من وسط سلوان شرقا باتجاه وادي قدوم. على الرغم من ذلك، يمكن حصر راس العامود داخل المنطقة الممتدة ما بين سلوان الوسطى غربا، جبل الزيتون شمالا، طريق بيت لحم القديمة ووادي قدوم شرقا، ووادي النار (نهر كدرون) جنوبا. تتسم المنطقة بمبنى مائل ومعلق، وهي تهبط من المنطقة العالية من الجهة الشمالية- الغربية للحي لغاية المناطق المنخفضة في الناحية الجنوبية- الشرقية. يطلق السكان على القسم الأعلى والغربي من المنطقة اسم راس العامود، والى الأسفل منها، في وسط المنحدر، تمتد منطقة سويح وفي مسار الوادي من الجنوب يقع حي عين اللوزة. هناك قيود كبيرة وضعتها سلطة الاحتلال على البناء في هذا الحي وذلك لأنه ملاصق لمقبرة جبل الزيتون اليهودية والتي دفن فيها العديد من قيادات الصهاينة.