2016-03-30

يوم الأرض تأكيداً على عدالة القضية الفلسطينية

بيان صادر عن مركز أبحاث الأراضي في الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد

أربعون عاماً مرت وما زالت الأطماع الصهيونية متصاعدة تبتلع المزيد من أرض فلسطين ... وما زالت الأرض ملتهبة بدماء الشهداء وتزهر أزهار الحنون.

فمشروع تهويد الجليل الذي أطلقوه بداية عام 1976م تحت اسم " مشروع تطوير الجليل" والذي يصادر حوالي 21,000 دونماً من أراضي بلدات: عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد، قد أطلق العنان للغضب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948م، وتفجر غضب كل الفلسطينيين على كامل التراب الفلسطيني وفي كل أوساط الفلسطينيين في الشتات ليقولوا كلمتهم الفصل: فلسطين لنا وستظل لنا مهما مزقتها أنياب مجنزرات الاحتلال.

وتأتي الذكرى الأربعين هذا العام متعانقة مع انتفاضة الأقصى الذي أعدم فيها الاحتلال بدم بارد حوالي (208) شهيداً ...

تأتي هذه الذكرى وحواجز الاحتلال تتضاعف ... ففي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2016م يضيف الاحتلال 84 حاجزاً جديداً ليصبح عدد الحواجز في الضفة الغربية لوحدها حوالي 656 حاجزاً تمزق أوصال المدن والقرى الفلسطينية.

ويتواصل هدم المساكن والمنشآت بطريقة همجية، حيث هدم الاحتلال حوالي 505 مسكناً ومنشأة منذ مطلع العام الحالي بمعدل 168 شهرياً، في حين أن المعدل الشهري لهدم المساكن والمنشآت بلغ خلال الخمسة سنوات الأخيرة 52 مسكناً ومنشأة.

وهذا يعني تهجير حوالي 1000 فرد فلسطيني تهجيراً داخلياً معظمهم أطفال.

وتزداد شراسة المستعمرين اليهود ضد الفلسطينيين من حرق الطفل محمد أبو خضير حياً إلى حرق عائلة الدوابشة إلى تحطيم الأشجار وتهديد المزارع الفلسطيني في أرضه وحقله، حتى بلغ الأمر بتشكيل " وحدة شرطية" خاصة بالمستوطنين تسعى لملاحقة الفلسطينيين في أرضهم ومزارعهم ومساكنهم يعيثون فساداً دون رقيب أو حسيب.

بل أن دولة الاحتلال تحولت بجميع أركانها إلى دولة مستوطنين ... هدفها خدمتهم وتشجيعهم على السكن في المستعمرات على أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية، حتى أن محاكم الاحتلال غدت أدوات استيطانية جديدة ... وتتسابق الوزارات لتخصيص الموازنات للاستيطان، ويتحول المستوطنون إلى وزراء وسفراء بالعالم.

حتى أن ما يسمى بمراقب الدولة الإسرائيلية ينتقد الإدارة العسكرية التي تدير الضفة الغربية بحجة أن أعمال هدم المساكن أقل مما يجب وعليهم رفع الوتيرة سباقاً للزمن...!

فأي حكومة هذه وأي جيش هذا الذي يتصرف بمنطق عصابات شتيرن وبالماخ.. ؟ كيف لا وهم أبناء نفس المدرسة من الإرهاب والإجرام.

يأتي ذكرى يوم الأرض هذا العام وقد نسفت سياسات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي ما يسمى بحل الدولتين  فقد بلغ الاستيطان مداه ليسيطر على غالبية الأراضي الفلسطينية المصنفة "ج" فضلاً عن السيطرة الكاملة على القدس الشرقية والبلدة القديمة بالخليل وحصار قطاع غزة.

ولعل يوم الأرض هذا العام يعيد القطار الفلسطيني الواحد إلى سكته حاملاً كل أطياف شعب فلسطين في كل أرضه التاريخية وكل فلسطينيي الشتات نحو هدف واحد يعيد جغرافيا الوطن لحضن تاريخ الوطن وهويته السرمدية.


القدس – فلسطين

30 آذار 2016م

مركز أبحاث الأراضي