2023-04-28
أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في يوم الجمعة الموافق 28/4/2023م بإخلاء قطعة أرض وإزالة الأشجار منها، في منطقة " تل الحمة" بمنطقة العين البيضا في الأغوار الشمالية، بحجة زراعتها في منطقة مصنفة " أثرية" حسب زعم الاحتلال.
ويحمل الاخطار الرقم ( 4112) ويستهدف قطعة أرض مساحتها ( 7 دونمات) يملكها المزارع صايل عبد الكريم الفقها من سكان قرية عين البيضا.
الإخطار رقم 4112 الذي يستهدف أراضي المواطن فقها
الأراضي المستهدفة بالإخطار
وبحسب المتابعات الميدانية في موقع الانتهاك، فان الأرض المستهدفة تم زراعتها في مطلع العام 2022م الماضي بنحو 50 شتلة زيتون بعمر خمسة أعوام من قبل المزارع المتضرر بهدف الاستفادة منها، علماً بأن الأرض المتضررة مملوكة بموجب اوراق طابو اردني بأسماء المتصرفين بها.
وقد افاد المزارع المتضرر لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
" أعيل أسرة مكونة من (6) أفراد من بينهم (3) اناث و 3 أطفال، حيث نمتلك نحن العائلة أراض زراعية في موقع الحمة شرق محافظة طوباس، وعلى مدار عقود طويلة كانت عائلتنا تزرع الارض هناك وتقوم بفلاحتها، ولكن بسبب شح المياه اضطررنا الى تركها فترة من الفترات، وحديثاً قررتُ العودة الى الأرض وإعادة زراعتها، حيث قمت بزراعتها بالزيتون، ولكن استغربت عندما قام الاحتلال بإخطار القطعة بالإخلاء بحجة انها منطقة أثرية، حيث انني كوني ابن تلك المنطقة لا أتذكر وجود أي آثار هناك، ورغم ذلك لن اخلي الأرض مهما كلف الأمر وهي مملوكة لنا بموجب اوراق طابو رسمية".
يذكر أن خربة الحمة تعتبر من الخرب التي حاول الاحتلال إخلائها سابقاً، بل وأعلن عن أجزاء كبيرة منها منطقة عسكرية مغلقة، ومنع حركة البناء هناك، او حتى استغلال الأراضي هناك، بل وخلال الأعوام الماضية نفذ الاحتلال عمليات هدم واسعة طالت عدد كبير من المنشآت الزراعية هناك، فخلال العام 2019م تم ايضاً اخطار بإخلاء 45 دونماً هناك بحجة الاعتداء على الآثار حسب وصف الاحتلال
هذا وفي الوقت الذي يسعى الاحتلال فيه إلى إفراغ الأراضي الزراعية في مناطق مختلفة من الأغوار بحجة أنها مناطق أثرية، فانه لم يتوانى يوماً واحد على تسهيل تحركات المستعمرين للاستيلاء على مواقع مختلفة من أراضي الأغوار حتى تلك التي يدعي الاحتلال أنها مواقع أثرية قد سيطر المستعمرين على أجزاء منها وحولها إلى بؤر استعمارية عشوائية كما هو الحال في منطقة السويدا ومنطقة خلة حمد.
وعلى أرض الواقع فإن أراضي الأغوار تشهد حملة مسعورة من قبل المستعمرين للاستيلاء على مساحات شاسعة منها، حيث يستند هؤلاء المستعمرين إلى ما يعرف بالمناطق الأثرية والمناطق المغلقة عسكرياً، وكذلك ما يعرف بأراضي الدولة في إقامة بؤر عشوائية واستغلال الأرض فيها تحت تسميات مختلفة زائفة ليبقى المزارع الفلسطيني وحده يجابه مخططات الاحتلال التوسعية على أرض الواقع.
يذكر أن خربة الحمة تواجه خطر حقيقي يتمثل باستهداف الاحتلال لها، والذي يصر منذ أن تعرضت الخربة للهدم في شهر أيلول الفائت على منع المواطنين القاطنين هناك من ترميم ما تم هدمه، بل ومصادرة أي مساعدات إنسانية تقدمها منظمات محلية أو حتى دولية لإغاثة العائلات المنكوبة هناك، في شكل يعكس عمق مخططات الاحتلال في تهجير السكان في المنطقة تمهيداً للاستيلاء على الأرض.
ويقع تجمع الحمة على مسافة لا تتعدى 500متر عن قرية بردلة، ويقطن بالتجمع ما لا يقل عن 77 فرداً يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل أساسي ووحيد.
حماية الحق الفلسطيني في الأرض والسكن سبلار (2)
تم إعداد هذه النشرة بمساعدة من الاتحاد الأوروبي
محتويات هذه النشرة من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بأي حال من الأحوال وجهات نظر أو آراء الاتحاد الأوروبي