2023-07-30
أقدمت مجموعة متطرفة من المستعمرين، صباح يوم الأحد الموافق (30/7/2023)م، على الاستيلاء على قطع أراضي رعوية في منطقة (واد الفاو) ومنطقة مكحول وعين الحلوة في الأغوار الشمالية، وقاموا تحت حراسة جيش الاحتلال بنصب سياج معدني طولي على مساحات كبيرة من الأراضي هناك، مما يمهد نحو الاستيلاء عليها وتغيير معالمها بالكامل، بل ومنع تواجد المزارعين هناك.
مستعمرون ينصبون سياج معدني في الأراضي المستولى عليها
السيد معتز بشارات مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس افاد لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
" ان ما يجري هو خطوة نحو تهويد المنطقة ككل، حيث أن الأراضي التي يخطط الاحتلال الاستيلاء عليها فعلياً هي بالأصل تخدم شريحة واسعة من المزارعين ومربي الماشية ويوجد بالقرب منها أكثر من خمسة تجمعات بدوية، يستفيدون من المراعي وفي حالة السيطرة الكاملة على المراعي؛ يعني ذلك تدميراً كاملا للقطاع الزراعي وحرمان المزارعين من أبسط حقوقهم الانسانية وهذا سوف يؤدي ايضا إلى خلق واقع يستحيل التعايش معه".
وأضاف القول:
" انه من غير المستبعد أن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها سوف يتم بشكل مباشر تسريبها للنشاطات الاستعمارية علماً بأن تلك الأراضي تربط مستعمرة "مسكيوت" بمستعمرة "روتم" والبؤر المحيطة بها، وهذا سيزيد من احتمالية التوسع الاستعماري نحو تلك الأراضي التي سوف تخضع بشكل مباشر للنشاطات التوسعية".
وبحسب المتابعة الميدانية، فإن الأراضي المهددة بالمصادرة تقدر بحوالي 500 دونم تصنف على أنها محميات طبيعية من قبل الاحتلال، وسوف يلجأ الاحتلال لاحقاً لإقامة بؤر رعوية عليها.
يشار الى ان منطقة الأغوار تشهد منذ مدة نشاطاً ملحوظاً للمستعمرات الاسرائيلية الجاثمة عليها مما يخلق واقع صعب، في ظل تهجير المواطنين الفلسطينيين وفي ظل انحصار الأراضي المخصصة للزراعة.
المزارع مهدي الزامل ضراغمة وهو أحد المزارعين في منطقة عين الحلوة افاد بالقول:
" بعد تسييج المساحات الكبيرة من تلك الأراضي سوف يلجأ المستعمرون الى فرض قيود علينا ومنعنا من الوصول الى أراضينا بشكل أو بآخر، وهذا سوف يحد من وجودنا وسوف يمنع المستعمرون حراثة الأرض او حتى الاستفادة منها بشكل أو بآخر مما يدمر القطاع الزراعي برمته".
من جهته أكد الناشط الحقوقي في منطقة الأغوار عارف دراغمة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:
” تعتبر المنطقة المستهدفة من الناحية الفعلية منطقة إستراتيجية وهامة بالنسبة لسكان منطقة الأغوار، حيث كانت على مدار عقود طويلة تستخدم كمراعي بالنسبة لسكان تجمعات واد المالح الريفية، وذلك في ظل إغلاق مناطق شاسعة وتحويل مساحات أخرى إلى قواعد ومناطق تدريبات عسكرية التي بدورها دمرت الأخضر واليابس وحولت حياة السكان إلى جحيم لا يطاق، علماً بان المنطقة التي استولى عليها المستعمرون حديثاً تحتوي على آثار ومواقع لخرب فلسطينية تم تهجيرها بعد حرب عام 1967م.
ومن الملاحظ أن ما قام به المستعمرون تم بدعم مطلق من الاحتلال عبر ما تعرف بالإدارة المدنية الإسرائيلية، استناداً الى دعوة حكومة الاحتلال بضم مناطق الأغوار لنفوذ دولة الاحتلال.
يشار إلى أن وادي المالح يقع على مسافة تبعد 15 كم تقريبًا عن مدينة طوباس، وتشمل المنطقة “وادي المالح” عدد من التجمعات والخرب الفلسطينية وهي: خربة الفارسية، عين حلوة، حمامات المالح، خربة سمرا، خربة الحمة، خربة مكحول، البرج وخربة حمير
وعلى مدار سنوات طويلة أغلق الاحتلال الوادي وحول جزء كبير منه إلى قواعد تدريبات عسكرية ومنع أي مشروع تنموي هناك، ويعمل الاحتلال جاهداً على تقييد حركة تنقل المواطنين الفلسطينيين هناك وفرض حقائق تهدف الى تهجير كامل السكان في نهاية المطاف، وتجريدهم من حقوقهم الإنسانية التي كفلتها لهم المواثيق الدولية.
حماية الحق الفلسطيني في الأرض والسكن سبلار (2)
تم إعداد هذه النشرة بمساعدة من الاتحاد الأوروبي
محتويات هذه النشرة من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بأي حال من الأحوال وجهات نظر أو آراء الاتحاد الأوروبي