2023-10-07
أُجبرت عدد من التجمعات السكانية على أطراف محافظة الخليل، على الرحيل عن أراضيها ومساكنها، بعد ان شنت عصابات المستعمرين هجمات على هذه التجمعات وهددتهم بالقتل في حال لم يغادروا مساكنهم، ما اضطرهم إلى الهجرة قسراً.
وقد رُصدت عدد التجمعات السكانية التي أجبرت على الرحيل قسراً، بعد أحداث 7 تشرين الأول 2023 ( الحرب على غزة) حيث تصاعدت اعتداءات المستعمرين على التجمعات السكانية والأراضي الزراعية في المنطقة المصنفة "ج".
وفي مايلي التجمعات السكانية التي أجبرت على الرحيل قسراً بسبب تهديد المستعمرين:
1_ قرية زنوتا: الواقعة إلى الجنوب من بلدة الظاهرية جنوب محافظة الخليل، فقد هاجم المستعمرون من البؤرة الاستعمارية القريبة من القرية عدة مرات، أبتداءا من 23/10/2023 وقاموا بالاعتداء على المواطنين بالضرب، وتخريب الممتلكات من خزانات المياه وتحطيم الألواح الشمسية المولدة للطاقة الكهربائية ورشق المنازل بالحجارة، وطالبوا المواطنين بالرحيل عن القرية، وإلا سيقومون بقتلهم، الأمر الذي أدى بالمواطنين إلى مغادرة القرية قسرا والتوجه للإقامة على أطراف بلدة الظاهرية.
فقد اضطرت ( 37 أسرة) يبلغ تعدادها ( 250 شخصا) من بينهم ( 98 طفلاً) على الرحيل عن القرية، بعد أن قاموا بتفكيك مساكنهم المبنية من الواح الصفيح، وتفكيك منشآتهم الزراعية.
وقد اضطر المواطنين الرحيل عن قريتهم مصطحبين معهم قطعان مواشيهم التي يقدر عددها ( 5 ألاف رأس)، تاركين خلفهم كهوفهم ومراعي مواشيهم والأراضي الزراعية التي كانوا يفلحونها ويرعون مواشيهم فيها والتي تقدر بحوالي ( 20 ألف دونم).
كما فرغت مدرسة القرية من الطلاب بعد غادر الطلاب القرية مع ذويهم، حيث توزع ( 29 طالباً) و سبعة معلمين على مدارس بلدة الظاهرية.
جدير بالذكر بأن المستعمرون قد أقاموا في العام 2021 بؤرة استعمارية رعوية على أراضي بلدة الظاهرية قبالة قرية زنوتا، ويقوم المستعمرون في هذه البؤرة بالاعتداء على أراضي المواطنين ورعي محاصيلهم الزراعية، للمزيد اضغط هنا
2_خربة الرظيم ومحيطها: الواقعة جنوب بلدة السموع، حيث هاجم المستعمرون مساكن المواطنين هناك ( الرظيم، العتيرية، ودادي)، بتاريخ 19/10/2023، وهددوهم بالرحيل عن المنطقة، ما اضطر ( 8 عائلات) يقدر تعداد أفرادها ( 50 فرداً) على الرحيل عن أراضيهم وتجمعهم قسراً، مصطحبين معهم قطيع المواشي الذي يملكونه والذي يقدر بحوالي ( 1200 رأس).
وقد قام المستعمرون بهدم عدد من مساكن المواطنين ومنشآتهم الزراعية وتجريف الأعلاف بعد مغادرتهم التجمع.
وتجدر الإشارة إلى أن المواطنين الذين أُجبروا على الرحيل قسراً، كانوا يحوزون حوالي ( 2000 دونم) من الأراضي المفلوحة والمراعي.
3_ خربة القانوب: شرق بلدة سعير، حيث بدأت هجمات المستعمرين على التجمع، بتاريخ 9/10/2023م، حين هاجمت مجموعة من المستعمرين أحد المزارعين ( محمد عبد الفتاح شلالدة) وقاموا بإحراق مساكنه ومنشآته الزراعية وسرقة قطيع المواشي، للمزيد اضغط هنا.
وقد اضطر المواطن شلالدة إلى الرحيل عن أرضه والعودة إلى بلدة سعير بعد هذا الاعتداء، كما لا يزال قطيع المواشي محتجز بيد المستعمرين حتى تاريخ اعداد هذا التقرير.
وبتاريخ 1/11/2023م، ووفق شهادات المواطنين، فقد هاجم التجمع مجموعة من المستعمرين، يقدر عددهم بحوالي ( 70 مستعمرا ) يحملون أسلحة نارية، واعتدوا على ما تبقى من مساكن المواطنين ومنشآتهم الزراعية، وقاموا بتحطيم الألواح الشمسية وثقب خزانات المياه، والاعتداء بالضرب على المواطنين ورشق منازلهم وقطعان المواشي بالحجارة، وهددوهم بالقتل في حال لم يغادروا الموقع فورا، ما اضطر المواطنين إلى اقتياد قطعان المواشي واصطحاب أطفالهم ونساءهم ومغادرة الموقع تاركين كافة ممتلكاتهم خلفهم.
المواطن إبراهيم شلالدة أحد المتضررين أفاد بأن المواطنين ( أبناؤه وأقاربه) قد غادروا التجمع بما عليهم من ملابس فقط، تاركين خلفهم مساكنهم والمواد الغذائية وبعض الأموال والمصاغ الذهبي لنساء أبناءه، وأعلاف المواشي وثمار الزيتون التي قطفوها من أراضيهم ومقتنيات أخرى.
وأوضح شلالدة بأنهم لجؤوا إلى منطقة أخرى بعيدة بالقرب من بلدة الشيوخ.
وحسب شلالدة فقد غادر المنطقة ( 9 عائلات) يبلغ تعداد أفرادها ( 50 فرداً) من بينهم ( 15 طفلا) و ( 18 نساء)، بالإضافة إلى قطعان المواشي البالغ تعدادها حوالي ( 1200 رأس)، تاركين خلفهم مساحات من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، والمراعي، والأراضي التي تُزرع بالمحاصيل الحقلية، المُقدر مساحتها بحوالي ( 800 دونم).
وأشار شلالدة إلى أن عدد من صغار الماشية قد نفق أثناء نقلة بسرعة من منطقة القانوب الى منطقة اللجوء شرق بلدة الشيوخ، كما أنهم حاولوا العودة إلى مكان سكنانهم لتفقد المكان ومحاولة جلب بعض المواد إلا أن المستعمرين المسلحين المنتشرين في المكان اعترضوهم وطاردوهم مرة أخرى.
تجدر الإشارة هنا إلى أن مستعمرتي " اسفر" و" متساد" تقعان على أراضي بلدتي سعير والشيوخ، وتقابلان منطقة القانوب من الجهة الغربية والجنوبية، وتتوسعان على أراضي المنطقة.
4_ خربة الطيبة: الواقعة إلى الشرق من بلدة ترقوميا، والمُقدر مساحتها بحوالي ( 2000 دونم) من الأراضي الزراعية، المزروعة غالبيتها بالأشجار المثمرة المعمرة، والتي تحوي عدد من المساكن الزراعية ( خيام وعرائش وغرف زراعية من الطين والصفيح)، تشهد منذ مدة من الزمن اعتداءات مستمرة يتفذها مستعمرو " أدورا" و " تيلم" القريبتان من المنطقة.
فبعد أن قام المستعمرون بتنفيذ هجمات مستمرة على مساكن المزارعين وهدم عدد كبير منها باستخدام الآليات والأدوات الأخرى، حسب ما اتضح من آثار الاعتداء، ومطاردة المزارعين وتهدديهم بالقتل في حال بقاءهم في أراضيهم أو العمل فيها أو الإقامة في مساكنهم الزراعية، اضطر المزارعين إلى ترك أراضيهم وبات الوصول إليها صعباً.
وفق شهادات المتضررين والمزارعين في الخربة، فإن المستعمرين هدموا 25 مسكن زراعي في خربة الطيبة ووديانها وشعابها ( الهردش، مرحان ير النجد، خلة البير).