2023-10-12
تفاصيل الانتهاك:
أقدمت مجموعة من المستعمرين فجر يوم الأحد الموافق (8/10/2023)م على مداهمة منزل سكني مأهول في بلدة المزرعة الغربية، بعد إجبار سكانه على إخلاءه قسراً في العراء تحت تهديد السلاح، ومن ثم اجبارهم على الخروج ليلاً الى مكان آخر، وبعد خروج أصحابه منه عنوةّ قام المستعمرون بالاستيلاء عليه وعلى محتوياته والاقامة فيه.
وتعود ملكية المسكن المستهدف الى الموطن محمد صالح محمود شريتح، (63 عاماً)، حيث كان يقيم في ذلك المنزل ثلاثة أفراد من بينهم أنثى واحدة، وهو صاحب المنزل وزوجته وابنه خالد 28 عاماً.
صور متداولة للمستعمرين الذين استولوا على منزل المواطن شريتح
وحول تفاصيل هذا الانتهاك، أفاد المواطن المتضرر للباحث الميداني بالقول:
" املك بيتا مساحته 370 م2 وهو عبارة عن طابق واحد، وذلك في منطقة حراشة "جبل الدير" الواقعة قرب "عين حراشة" جنوب قرية المزرعة الغربية الواقعة شمال غرب مدينة رام الله، والبيت مبني من عام 1994 وكنت أقيم فيه مع زوجتي وابنائي السبعة (خمسة ذكور وابنتين)، وأبنائي كبروا وتزوجوا وسكنوا في مناطق أخرى فبقيت انا وزوجتي مريم صبري شريتح (63 عاما) وابني خالد (28 عاماً) وهو أعزب"
يضيف شريتح:
عندما بنيت المسكن لم يكن ثمة تواجد لمستعمرة "حراشة" التي بدأ الاحتلال ببنائها كما اتذكر في عام 2000، وكانت في البداية بعيدة عن أرضي 400 متر، لكن الاحتلال قام بتوسيع المستعمرة وأصبحت تقترب بالتدريج من أرضي، لتصبح على بعد أمتار قليلة، ومنذ إقامة تلك المستعمرة وأنا اتعرض لمضايقات من قبل المستعمرين الذين حطموا أشجاري ومزروعاتي وقاموا بالاعتداء علي وعلى أبنائي بل وصل بهم الحد الى محاولة حرق المسكن سابقاً، وقد توجهت الى مؤسسات حقوقية أكثر من مرة ولكن لا نتائج ملموسة وأنا فعلياً أقيم بالمسكن بهدف حمايته حيث أنني لو تركت المنطقة سوف يقوم المستعمرين بالاستيلاء عليها بالكامل.
وأضاف القول:
" بعد الأحداث التي جرت في تاريخ (7/10/2023)م قام الاحتلال باقتحام منزلنا وقاموا بقطع الماء والكهرباء عنه، وبقوا على سطح المنزل لغاية الساعة السابعة مساء، وكلما كان أحدنا يحاول الخروج من المنزل يتم الصراخ عليه من فوق السطح "ادخل جوا ادخل جوا"، حتى المساء حيث قاموا بالمغادرة، وأعادوا مهاجمة المنزل ظهيرة يوم الاحد الموافق (8/10/2023)م، حيث اقتحم المنزل ما يزيد عن عشرين جندياً، وقاموا تحت تهديد السلاح بإجبارنا على المغادرة بعد التنكيل بنا ومنعنا من إخراج أي شيء حتى الأدوية الخاصة بزوجتي المريضة لم نستطع إخراجها، وتركنا النقود وبطاقات الهوية وأغراضنا كما هي وخرجنا بلباس النوم فقط ".
وقد قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق الطريق الى المنزل بالحجارة والأتربة وكتبوا بالدهان عبارة منطقة عسكرية مغلقة. وفي 12/10/2023، توجهت الى تلة قريبة من منزلي كنت اسمع صوت المستعمرين يقومون بأعمال التخريب هناك، وشاهدت من بعيد مجموعة من المستعمرين يقومون بتكسير نوافذ المنزل والبوابات وتكسير محتويات المنزل، وقمت حينها بالاتصال بالارتباط المدني الفلسطيني والصليب الأحمر اضافة الى الاتصال ببلدية المزرعة الغربية، وقد قاموا بالاتصال مع الارتباط العسكري الفلسطيني الذين تواصلوا مع الارتباط العسكري الاسرائيلي، وقد رد الارتباط العسكري الاسرائيلي ان اقتحام المستعمرين والجنود للمنزل هو غير صحيح وان المنزل مغلق ولا يوجد اعتداء عليه. وقد تم ترتيب زيارة لي للبيت لمدة نصف ساعة بوجود سيارة جيش إسرائيلية وانا قمت بالذهاب الى البيت فوجدت جنود الاحتلال بانتظاري ودخلت معهم للبيت فوجدت البيت مفتوح و شاهدت كل شيء مدمر و شاهدت تخريب كامل لمحتويات المنزل حتى الجدران قام المستعمرون بتخريبها و هدم جزء منها، و تم تدمير كل شيء و لم اعثر على هوياتنا او أي شيء آخر ولاحظت قيام المستعمرين بشق طريق الى منزلي من داخل المستعمرة، بعد نصف ساعة قام جنود الاحتلال بإخراجي من المنزل و لم استطع العودة ثانية اليه، والآن أنا اتواجد في منزل ابني صلاح، وهو متزوج ولديه طفلين، ومنزله فقط من غرفتين، فاضطررنا أنا وزوجتي وابني ان ننام في غرفة ابناءه، وان ينام الاطفال في غرفته الى حين ان نتمكن من العودة لمنزلنا. يذكر أنني لم أقدم اية شكوى حول الموضوع لسلطات الاحتلال، كون تقديم الشكاوى يتم في حاجز نعلين العسكري الإسرائيلي، والطرق مغلقة ولا أدري إن كان الاحتلال يستقبل الشكاوى في الفترة الحالية.
نبذة عن قرية المَزْرَعَة القِبْلِيَّة – الغربية[1]:
تقع بلدة المزرعة الغربية على بعد 12كم من الجهة الشمالية الغربية من مدينة رام الله، ويحدها من الشمال قرية أبو شخيدم، ومن الغرب تحاصرها مستعمرة “تلمون” المقامة على أراضيها، ومن الشرق قرية أبو قش، ومن الجنوب قرية عين
هذا ويبلغ عدد سكانها 5180 نسمة حتى عام 2017م، كما تبلغ مساحتها الإجمالية 15,275 دونم منها 1165 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية. ;كما صادر الاحتلال من أراضيها ما مساحته 329 دونماً لصالح مستعمرتي “نحلئيل” التي تأسست عام 1984م ونهبت 13 دونماً من أراضيها، إضافة إلى مستعمرة “تلمون” التي تأسست عام 1989م وصادرت من القرية 241 دونماً. كذلك الطريق الالتفافي رقم 450 نهب من أراضي القرية أكثر من 75 دونماً.
هذا وصنفت أراضي القرية حسب اتفاق أوسلو إلى:
مناطق مصنفة (ب) مساحتها 8533 دونماً.
مناطق مصنفة (ج) مساحتها 6742 دونماً.
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.