الانتهاك: إجبار مواطن على هدم منزله ومنشآته.

تاريخ الانتهاك: 21/01/2024.

الموقع: قرية الزعيم/ القدس المحتلة.

الجهة المعتدية: بلدية الاحتلال في القدس.

الجهة المتضررة: المواطن ضرار درويش.

التفاصيل:

أجبرت بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة المواطن ضرار درويش على هدم مسكنه ومنشآته الزراعية ذاتياً (بيده)، بحجة بناءها دون ترخيص في قرية الزعيم شرق مدينة القدس.

فقد اضطر المواطن درويش إلى هدم منزله ومنشآته بيده بعد أن هددته بلدية الاحتلال في القدس بدفع غرامات مالية باهظة في حال لم يقم بهدم هذه المباني، وتكبيده أجرة آلياتها في حال هدمتها هي.

ففي ساعات مساء يوم الأحد الموافق 21/1/2024م، استأجر المواطن درويش حفار على حسابه الشخضي، وقام بهدم المنزل الذي يقيم فيه مع أسرته، بالإضافة إلى منشأة زراعية عبارة عن حظيرة كان يربي فيها عدد من رؤوس المواشي والخيول.

فقد هدم المواطن منزله المبني منذ العام 2000م، من مادة الاسمنت المسلح، وكانت مساحته (100م²) ويقطنه مع أسرته المكونة من (7 أفراد) من بينهم ( 5 أطفال).

وبالإضافة إلى المنزل؛ قام المواطن بهدم المنشأة الزراعية المبنية من ألواح الصفيح والأسلاك الشائكة، والبالغ مساحتها ( 120م²) وتستخدم لتربية عدد من رؤوس المواشي والخيول، التي كانت تساهم في توفير الدخل اليومي لأسرته.

وأعرب المواطن درويش عن ألمه وحزنه حين قام بهدم منزله ومنشآته بيده، وقال:

 " إن من أصعب الأشياء ... هو أن تقوم بهدم منزلك بيدك، وتصبح أنت وأسرتك بلا مأوى، وخاصة أننا في فصل الشتاء".

وأشار بأن بلدية الاحتلال أصرت على هدم منشآته للتمهيد لمشروع استعماري تنوي سلطات الاحتلال إقامته بين بلدتي الزعيم والعيساوية.

وكانت بلدية الاحتلال في القدس قد منحت المواطن درويش مهلة (24 ساعة) لتنفيذ عملية الهدم وهددته بدفع غرامة مالية فيمتها (300 ألف شيكل) ما يعادل حوالي (85 ألف دولار) في حال لم ينصاع لأوامرها ويهدم ما تم بناؤه.

يذكر أن منطقة الزعيم بحسب تصنيفات بلدية الاحتلال تحت سيطرتها، ولكن لا تقوم بلدية الاحتلال بتقديم أي خدمات لسكان البلدة، وقد كانت بلدية الاحتلال تقف بشكل مباشر خلف الهدم الذي حصل في البلدة بحجة وذريعة أن البناء قد تم دون الحصول على ترخيص مسبق من البلدية. وأفاد المواطنون أنهم قد توجهوا إلى بلدية القدس وتبين أن هنالك مخطط ستقوم به البلدية في المنطقة يتمثل بمرور شارع من المنطقة بحسب ما أفاده السُكان .

الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:

تعريف الهدم الذاتي: هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها.

إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق.

وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" (( بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته – خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)).

هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 491 مسكن على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال الـ 14 سنة الاخيرة مما أصبح ما يزيد عن 2495 فرداً بلا مأوى منهم 1255 طفلاً، فيما يلي جدول يوضح عدد المساكن التي أجبر أصحابها على هدمها حسب السنوات في شرقي القدس:

المصدر: توثيق ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية، للسنوات (2010 -2023).

ملاحظة: عامي 2020 و2021 سجلت أعلى الأعوام بالنسبة للهدم الذاتي، حيث كانت "فترة كورونا" استغل الاحتلال الإسرائيلي انتشار "فايروس كورونا"، والتزام المواطنين في بيوتهم وانشغال العالم به واستفرد بالمقدسيين وأجبرهم على هدم مساكنهم بأنفسهم، وسط نداءات العالم الصحي أجمع بالتزام المواطنين بيوتهم، إلا أن الاحتلال أخرجهم من بيوتهم وأجبرهم على هدمها ؟!!!.