2024-03-24

مستعمرون يحطمون متنزهاً أثرياً خاصاً في قرية رابود جنوب الخليل

الانتهاك: تحطيم متنزه خاص.

تاريخ الانتهاك: 24/03/2024.

الموقع: رابود – بلدة دورا/ محافظة الخليل.

الجهة المعتدية: المستعمرون.

الجهة المتضررة: المواطن شادي حريبات.


التفاصيل:

حطم المستعمرون متنزها خاصاً، يملكه المواطن شادي إبراهيم محمود حريبات، في قرية رابود جنوب بلدة دورا، جنوب محافظة الخليل.

وأفاد حريبات ( 30 عاماً) لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:

" نملك قطعة في تلة قرية رابود وسط القرية المعروفة بخربة رابود القديمة، والواقعة في المنطقة المصنفة B ضمن سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية، وهي منطقة ذات طابع أثري ومصنفة لدى دائرة الآثار الفلسطينية كموقع أثري، وقد بدأت بالتفكير في إنشاء مشروع سياحي في هذه المنطقة بهدف إحياء موقع قريتي وجلب السياح إليها، فحصلت على مشروع من مسار فلسطين التراثي يتمثل في إنشاء متنزه صغير على مساحة 500م2، وإقامة عرائش وكافتيريا ومراجيح ومقاعد ذات طابع تراثي، عبر إعادة تدوير الخردوات كأعمدة الكهرباء وبكرات أسلاك الكهرباء وأغصان النخيل وغيرها وأيضاً ضمن وسائل الحفاظ على البيئة".

ويضيف حريبات:

"بعد أن تواصلت مع سلطة الآثار الفلسطينية وتقدمت بطلب ترخيص وإذن أعمال ، منحتني ترخيصاً وإذن بالعمل في الموقع، وقد بدأت بأعمال إنشاء المتنزه مطلع العام 2024، حيث بنيت سياجاً من الحجارة حول القطعة، وبدأت ببناء نافورة مياه من الحجارة وبعض الطاولات من بقايا بكرات الأسلاك المستخدمة في شبكات الكهرباء، وأقمت عرائش على أعمدة كهربائية قديمة، وقمت بتمهيد قطعة الأرض لأزرعها بالنجيل الأخضر، وكنت أراعي كل متطلبات العمل في موقع أثري ووفقاً لتوجيهات سلطة الآثار الفلسطينية، كما وضعت حاوية معدنية كان بداخلها كمية من الكوابل الكهربائية والكشافات والعدد اليدوية وبعض الأغراض التي سأستخدمها في إتمام العمل في المتنزه، حيث استخدمت الحاوية كمخزن، وبعد انتهاء العمل كنت أفكر بإعادة تدويرها واستخدامها كافتيريا في المتنزه"

 ويضيف:

"في تاريخ 24/3/2024 واثناء عملي في الموقع، تفاجأت بقدوم دورية عسكرية لجيش الاحتلال، فنادى علي أحد الجنود وقال لي: غدا سوف يقوم وفداً بزيارة للتلة وعليك عدم التواجد هنا حتى يغادر الوفد الموقع، فطلبت من الجندي عدم دخول هذا الوفد الذي سيزور الموقع الى المتنزه ومكان العمل فيه، وكنت أتوقع بأن الوفد يقصد به مستعمرين، لانهم يزورون المكان في بعض الأوقات من العام بدعوى وجود مقام ديني لهم، وفي اليوم التالي لم أتوجه للعمل في المكان، فاقتحمت القرية في ساعات الظهر عدة مركبات عسكرية لجيش الاحتلال وبرفقتها 4 باصات للمستعمرين وعدد من المركبات الخاصة، وتوجهوا الى التلة، وحين غادروا الموقع في ساعات العصر توجهت الى المتنزه لتفقده فوجدت أن كافة الأعمال التي قمت بها قد تم تخريبها وتحطيمها، حيث قام المستعمرون بكسر القفل على بوابة المتنزه وتخريب كافة محتوياته".

Image title

Image title

Image title

Image title

الصور 1-4: اثار تحطيم وتخريب متنزه المواطن شادي حريبات – قرية رابود

 ويشرح حريبات ما جرى في اليوم التالي لاعتداء المستعمرين على الموقع وتحطيم المتنزه:

" تلقيت اتصالاً من أحد الأقارب المطلين على الموقع بأن هناك شاحنة عليها رافعة قد توجهت الى المتنزه، فتوجهت انا ووالدي الذي يعرف اللغة العبرية الى المكان، فشاهدنا مركبة للمستوطنين وقد ترجل منها مستعمر مسلح، والشاحنة تقوم بحمل الحاوية من الموقع، وبعد أن تحدث اليهم والدي باللغة العبرية وقال لهم بأن هذه المنطقة مصنفة B ويملكون ترخيصاً للعمل في المكان، وسألهم عن سبب مصادرة الحاوية المعدنية، فأجابه المستعمر بأن عليه إزالة كافة الأعمال من المكان وإعادة الوضع الى طبيعته، وبعد أن حاولت الشاحنة الخروح من الموقع ونظرا لوعورة الطريق وضيقها، لم تتمكن من الخروج من الموقع وعليها الحاوية، فقاموا بإنزال الحاوية بجوار المتنزه، وبعد أن غادروا المكان لاحظت بانهم سرقوا كل المحتويات التي كانت بداخلها".

لحماية البيئة الفلسطينية المحيطة به المواطن شادي حريبات أعاد تدوير الخردوات في إنشاء مشروعه السياحي:

في سبيل حماية البيئة وإحياءً للمواقع الأثرية الفلسطينية أنشأ المواطن حريبات مشروعه السياحي فأعاد تدوير الخردة التي تؤثر سلباً على البيئة في حال عدم إعادة تدويرها، كما استخدم أغصان النخيل في تزيين مشروعه التي هي أيضاً تحمي المنطقة من غبار الجو وعليه تخفف من التلوث البيئي، إلا أن الاحتلال ومستعمريه لا يهدأ بالهم عندما يجدوا الفلسطيني يبتكر ويعمل في سبيل حماية أرضه وبيئته فيسارع بتدمير ما بناه او ابتكره غير آبه أو يتعمد إحداث آثار سلبية سواء على البيئة أو الأرض الفلسطينية، وبالنظر الى هذه الحالة فإنه اعتدى على أحد المواقع الأثرية التي تعد جزءاً من الهوية الفلسطينية وبالتالي التي تعد أحد أهم عوامل التنمية الاقتصادية.

وهذا الاعتداء يعد خرقاً فاضحاً للاتفاقيات والقوانين الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي الفلسطيني، واتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي والاعلان الدولي الصادر عن اليونسكو حول التدمير المتعمد للتراث الثقافي من قبل الاحتلال لسنة 2003.


قرية رابود:

قرية رابود الواقعة الى الجنوب من بلدة دورا، ويحدها من الجهة الشرقية الشارع الالتفافي ( طريق رقم 60)، وتقابلها مستعمرة " عتنئيل"، تشهد اقتحامات المستعمرين لها من حين لآخر، ويتوجهون الى الخربة القديمة والتلة المقام عليها المتنزه، بدعوى وجود أثار لهم أو موقع ديني هناك، كما يقومون بإقامة حفلات صاخبة في الموقع.

مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV   - FCDO

Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.

إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين