2024-10-01
أقدمت مجموعة من المستعمرين ظهر يوم الثلاثاء الموافق (1/10/2024)م يعتقد أنهم قدموا من مستعمرة "ايتمار" بالاعتداء على راعي فلسطيني أثناء تواجده في المراعي لرعي أغنامه، حيث كان يرعى في أراضي تابعة لخربة الطويل شرق بلدة عقربا في محافظة نابلس.
يذكر أن المستعمرين الذين يزيد عددهم عن 25 مستعمر استغلوا حالة الهدوء وتواجد المزارع وحده أثناء رعي الأغنام، في مهاجمته والاعتداء عليه بالضرب المبرح، في حين قامت مجموعة أخرى في الإحاطة بالأغنام والسير بها مسافة 400مترا باتجاه منطقة ملاصقة لمستعمرة "ايتمار"، وقاموا أيضاً بسرقة معدات زراعية كانت بحوزة المزارع نفسه.
السيد يوسف ديرية وهو ناشط في تلك المنطقة أفاد بالقول:
" لقد تفاجأ المزارع بقدوم هؤلاء المستعمرين الذين قدموا باتجاه المزارع عبر تركتورنات كانت معهم وقاموا في البداية بالتوجه نحو المزارع وسرقة الهاتف النقال الذي كان يوجد معه، ومن ثم قاموا بالاعتداء بالضرب المبرح عليه وكسر يده، ومن ثم قام مستعمرون آخرون باقتياد الأغنام مسافة 400متر باتجاه المستعمرة، ترك المزارع وحيداً ينزف لمدة تزيد عن نصف ساعة قبل أن يتم نقله الى البلدة وإسعافه، وهو حالياً في المستشفى يتلقى العلاج".
هذا الاعتداء تكرر أكثر من مرة، وبنقس الآلية حيث كان المستعمرون يستغلون تواجد المزارعين بالقرب من المستعمرة في تنفيذ الاعتداء عليهم وسرقة ما بحوزتهم من أغنام. وهذا ما وثقه فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي من استهداف الاحتلال للمراعي والأغنام.
استهداف للثروة الحيوانية والمراعي وسيلة لضرب الوجود الفلسطيني:
إن الاحتلال الإسرائيلي ومستعمريه يستمرون في سياستهم القديمة الجديدة باستهداف المراعي والثروة الحيوانية، حيث استخدم عدة وسائل في محاربة قطاع الثروة الحيوانية الفلسطينية منها: سرقة للأغنام، ورش المراعي بالسموم والمواد الكيميائية، وإطلاق النار والدهس والقتل للرعاة ومواشيهم، إضافة الى هدم وتهديد البركسات التي تأوي الأغنام أو مخازن حفظ طعام الماشية ... واليوم وصل الحد بأن تعاني المواشي من حالة عطش شديد بفعل منع الاحتلال الرعاة من الوصول الى مصادر المياه، حيث يفرض قيوداً مشددة من الوصول الى المراعي إضافة الى منع الوصول الى آبار المياه ومنع حفرها ومصادرة حتى الصهاريج الصغيرة، واتلاف خطوط المياه وتخريبها، كما أنه يسمم آبار المياه، ويستولي على الينابيع بهدف ضرب الثروة الحيوانية، حيث بات قطاع الثروة الحيوانية على وشك الانهيار التام بفعل إجراءات الاحتلال والمستعمرين كل ذلك يصب في نهاية المطاف الى تنفيذ سياسة التهجير القسري للتجمعات البدوية والريفية الفلسطينية وجعلها فارغة من الفلسطينيين، وفي المقابل لتصبح مخزوناً استعمارياً لصالح بناء المستعمرات والبؤر الرعوية!. نتيجة تسميم الآبار أو الاستيلاء عليها وعلى الينابيع، ومنع الرعاة من الوصول اليها.
هذا وبحسب التوثيق الميداني المباشر لقسم مراقبة الانتهاكات الاسرائيلية في مركز أبحاث الأراضي فإن الاحتلال ومستعمريه اعتدوا على قطاع الثروة الحيوانية منذ بدء الحرب على غزة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير فيما يلي أبرز تلك الاعتداءات:
نتسيجة هذه الاعتداءات اضطت المئات من الأسر التي تعتمد بشكل على أساسي على تربية الأغنام لبيع أغنامها أو جزء كبير منها مما أدى إلى تهجير 33 تجمعاً بدوياً قسراً (338 عائلة -2181 فرداً) والتي تعتمد بالأساس على تربية الأغنام بفعل اعتداءات المستعمرين المتكررة عليهم منذ تشرين أول 2023 – بدء العدوان على غزة- وأغلق الاحتلال عشرات آلاف الدونمات من المراعي ومنع الرعاة الفلسطينيون من الوصول اليها الأمر الذي جعل العديد من البدو يبيعون أغنامهم، بفعل فقدانهم مصادر المياه والمراعي.
معلومات عامة عن خربة الطويل:
تقع هذه الخربة والتي هي تابعة لأراضي عقربا شرق بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس، تحديداً على حوض رقم (10) من أراضي بلدة عقربا الزراعية، حيث تبعد عن مسطح البناء في بلدة عقربا حوالي 1,5 كم. هذه الخربة هي مجموعة من الخراب القديمة التي منها الإسلامية ومنها الرومانية مثل خربة تل الخشبة، خربة مراس الدين وخربة العرقان . وتحتوي على عدد من الآبار القديمة التي تنتشر في جميع أنحاء الأراضي الزراعية مما يدل على أن الخربة كانت مأهولة بالسكان منذ أقدم الأزمنة، حيث ساعد طبيعة المناخ المعتدل في فصل الشتاء على أن تكون أراضي الخربة صالحة للزراعة الشتوية المنتشرة بكثرة بالإضافة إلى وفرة المراعي بها ما شجع الكثير من المزارعين في بلدة عقربا على استغلال أراضيهم وحتى الإقامة بها ولا يوجد مزارع واحد من البلدة لا يمتلك أراض زراعية في هذه الخربة.