الانتهاك: تهجير تجمع سكاني.
تاريخ الانتهاك: أيلول و تشرين الأول 2024.
الموقع: جورة الخيل – بلدة سعير/ محافظة الخليل.
الجهة المعتدية: المستعمرون.
الجهة المتضررة: مواطنو تجمع جورة الخيل.
تقديم:
صعّد المستعمرون من هجماتهم واعتداءاتهم على المواطنين المقيمين في خربة جورة الخيل شرق بلدة سعير، شرقي محافظة الخليل، بهدف إجبارهم على الرحيل عن أراضيهم الزراعية ومساكنهم، وقد "نجح" المستعمرون في تمرير هذا المخطط، بعد أن اضطر معظم المواطنين الى هجرة خربتهم قسراً خوفاً على حياتهم وعلى حياة أُسرهم، وبعد أن عاث المستعمرون فساداً في مساكن المواطنين وممتلكاتهم في الخربة.
ففي جورة الخيل يقيم مواطنون معظمهم من عائلة الشلالدة، على أراضيهم التي يعملون على زراعتها بالأشجار المثمرة، وبعضها مزروع بالزيتون منذ عقود، ويعملون في تربية المواشي ورعيها في أراضيهم والجبال المحيطة بخربتهم، ويسكنون في منازل من صفيح وبعض الكهوف، حيث يحظر الاحتلال عليهم بناء أي من المساكن الحديثة ويرفض منحهم التراخيص، بل ونفذ في الخربة في العام 2016 عمليات هدم طالت مساكن المزارعين وأبار المياه الزراعية التي كانت تستخدم في الزراعة واحتياجهم اليومي.
منظر لتجمع جورة الخيل – حزيران 2024
وتقع الخربة الى الشرق من البلدة، بالقرب من وادي سعير، وعلى بعد حوالي 500 م الى الجنوب من الشارع المعبد المار بوادي سعير، وتطل عليها من السفوح الشرقية مستعمرتي" متساد وأسفر" المقامتان على أراضي بلدتي سعير والشيوخ، وتبعدان حوالي 1 كم من التجمع السكاني، وعلى مقربة من هاتين المستعمرتين أقام المستعمرون بؤرة استعمارية رعوية –زراعية، كما أقام جيش الاحتلال برجاً عسكريا لجنوده، على المدخل المؤدي الى الخربة، والطريق المؤدي للمستعمرات.
سعي المستعمرين لتهجير الخربة:
ولكن؛ منذ الثامن من أكتوبر 2023، ومع اندلاع الحرب على قطاع غزة، بالتزامن مع هجمات المستعمرين على التجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والتي طالت العديد من التجمعات في محافظات الضفة الغربية، وتم ترحيل عدد من التجمعات في محافظة الخليل، وخاصة تلك القريبة منها شوارع استعمارية أو مستعمرات أو بؤر استعمارية، فقد قام المستعمرون بترحيل تجمع " القانوب" الواقع على أراضي بلدة سعير الشرقية، بعد أن سرقوا قطعان المواشي ودمروا مساكن المواطنين، ثم تفرغوا لترحيل التجمع الآخر ( جورة الخيل) والواقع على بعد حوالي 2 كم هوائي الى الغرب من تجمع القانوب.
حاول المستعمرون تهجير مواطني جورة الخيل منذ أكتوبر 2023 وبالتزامن مع ترحيل القانوب، لكن صمود المواطنين فيها والمواجهة القانونية التي قاوموا بها هذه الممارسات حالت دون ذلك تقريباً، فلم يرق للمستعمرين هذا الصمود وبقاء المواطنين على أراضيهم، وكما هو معروف فإن المستعمرين وسلطات الاحتلال ككل تتقاطع في هدف واحد وهو تهجير المواطنين الفلسطينيين عن أراضيهم وإحلال مستعمرين غرباء بدلاً عنهم.
ومن هذا القبيل؛ صعّد المستعمرون من هجماتهم واعتداءاتهم على المواطنين في الخربة، بهدف إجبارهم على الرحيل عنها قسراً، وابتكروا أساليب عديدة لزيادة الضغط على المزارعين، لإجبارهم على ترك الخربة، وإن صح التعبير؛ بدأت الهجمات الكبيرة على الخربة بتاريخ ( 2/9/2024) حين هاجم المستعمرون الخربة وطردوا سكانها منها، فتوجهوا الى تلة مقابلة لمراقبة الخربة وممتلكاتهم ومواشيهم التي بقيت في حظائرها.
سرقة قطيع المواشي:
ويفيد المواطن إبراهيم محمد مصطفى شلالدة ( 70 عاماً) بأن المستعمرين هاجموا الخربة في ساعات بعد الظهر، بتاريخ 2/9/2024، فهرب المواطنون بعيداً عنها، وظل إبراهيم يراقب الموقع خائفاً على قطيع المواشي الذي يملكه، رغم أنه حاول أخذ القطيع معه، إلا أن المستعمرين هددوه وهددوا المواطنين، ما اضطرهم الى الابتعاد خوفاً على حياتهم.
المواطن إبراهيم محمد مصطفى شلالدة
ويضيف إبراهيم:
" شاهدتُ المستعمرين يسوقون قطيع المواشي بعد أن أخرجوها من الحظيرة وسرقوها وتوجهوا بها نحو مستعمرة "أسفر" شرقاً، وكان القطيع يبلغ تعداده حوالي 150 رأس من الأغنام، وكانت مصدر رزقي ومصدر دخلي الوحيد، وقد تقدمت بشكوى لشرطة الاحتلال لكنها لم تُعد لي أغنامي ولم تلاحق المعتدين حتى الآن".
وأشار إبراهيم إلى إعتداء المستعمرين عليه حين أطلقوا كلباً عليه ونهش رجله، وقال :
" بتاريخ 19/10/2024 هاجم الخربة خمسة مستعمرين بعمر الشباب، وكنت في مسكني، وقاموا بمهاجمة المسكن والاعتداء علي بالضرب، ثم أطلقوا علي كلبهم الذي عضني في أنحاء من رجلي، وقد سقطت أرضاً وتم نقلي للمستشفى لتلقي العلاج، وخاصة العلاجات واللقاحات الخاصة باعتداء الكلب علي".
ويشير المواطن أحمد مصطفى الشلالدة (63 عاما) إلى أن المستعمرين كانوا ينفذون اعتداءات يومية على الخربة ولأكثر من مرة في اليوم، حيث يأتي المستعمرون من المستعمرة شرقاً ومن البؤرة الاستعمارية الزراعية، راكبين دراجات ومركبات رباعية الدفع، وبعضهم يحمل السلاح الناري والبعض الاخر يحمل هراوات وأدوات حادة، وينفذون جولات استفزازية في التجمع السكاني وبين مساكن المواطنين، ويوجهون لهم عبارات نابية وفي كل مرة يطلبون منهم الرحيل عن الخربة، ويهتفون بالموت لهم، فاتخذ المواطنون أسلوباً لحماية أنفسهم وعوائلهم، فأبعدوا النساء والأطفال عن الخربة ونقلوهم الى مساكن لأقاربهم في بلدة سعير، وتبقى الرجال وكبار السن في الخربة، حتى لا يستفرد بها المستعمرون.
وأشار أحمد شلالدة إلى أن " الهجوم الأخير" أو الهجوم الأكبر، قد نفذه المستعمرون بتاريخ 22/10/2024، حين هاجم الخربة – في ساعات قبل الظهر- نحو 20 مستعمراً، قادمين من المستعمرة شرقاً، عبر دراجات رباعية الدفع ومركبات خاصة، وانتشروا وسط مساكن المواطنين، وأثاروا الرعب بين الموجودين، وهددوا حياتهم، ما أضطرهم الى الهروب خوفاً على حياتهم، لكنهم راقبوا الموقع من بعيد، فشاهدوا المستعمرين يعيثون خرابا في الخربة، ويقتحمون مساكن المواطنين ويخربون محتوياتها، قبل انسحابهم من المكان.
وأوضح بأن بعض الرجال قد تمكنوا من العودة الى الخربة لمعاينتها والاطلاع على الاضرار التي لحقت بها، فوجدوا بأن كافة المساكن والحظائر قد تم تدميرها وتخريبها، وسرقة بعضها، حتى باتت مساكن المواطنين غير قابلة للعيش فيها مع اقتراب فصل الشتاء، كما أصبحت المواد التموينية والغذائية بداخل المساكن غير صالحة للاستخدام الآدمي، بعد أن نثرها المستعمرون وخلطوها بالتراب.
آثار تخريب مساكن المواطنين ومقتنياتهم
وعدد أحمد الشلالدة المواطنين المتضررين وما لحق بهم من أضرار، ندرجها في الجدول التالي:
طبيعة الاعتداء والتخريب | منهم إناث | منهم أطفال | عدد أفراد الأسرة | المواطن المتضرر | الرقم |
تخريب مسكن صفيح 30م2+ سرقة بركس أغنام 50م2+ تخريب خزانات مياه عدد 2 | 1 | 0 | 4 | ابراهيم محمد مصطفى شلالدة | 1 |
تخريب مسكن صفيح30م2 ، تفكيك وسرقة بركس غنم 50م2، تكسير لوحات طاقة شمسية عدد2 | 3 | 3 | 5 | عبد الله ابراهيم مصطفى شلالدة | 2 |
تخريب مسكن صفيح 30م2، وتفكيك وسرقة بركس أغنام 50م2 + تقطيع معرش دوالي 200م2 | 1 | 0 | 4 | احمد محمد مصطفى شلالدة | 3 |
تخريب مسكن صفيح 30م2+ سرقة تنك ماء تركتور 3م3 + تخريب خزان ماء 1.5م3+ تفكيك وسرقة بركس صفيح 50م2. | 4 | 6 | 8 | عمر مصطفى محمد شلالدة | 4 |
سرقة خيمة من الشادر والمواسير المعدنية+ تخريب خزان ماء 1.5م3 | 1 | 0 | 3 | ياسر محمد مصطفة شلالدة | 5 |
حظيرة اغنام مواسير وشادر ( تفكيك وسرقة)، خزان ماء 1.5م3، تخريب | 1 | 3 | 5 | جمال موسى الشلالدة | 6 |
تخريب مسكن صفيح 25م2 + هدم حظيرة اغنام من الصفيح. | 1 | 2 | 4 | عزات محمد الشلالدة | 7 |
تخريب مسكن صفيح 30م2، وتخريب خزان ماء 1.5م3 | 1 | 3 | 4 | محمد ياسين الشلالدة | 8 |
تخريب مسكن صفيح 30م2+ تخريب خزان ماء 1.5م3. | 2 | 1 | 3 | ياسين محمد مصطفى شلالدة | 9 |
تخريب مسكن صفيح 30م2، +عريشة خشب+ خزان ماء 1.5م3 | 2 | 1 | 3 | زياد محمد عبد المجيد شلالدة | 10 |
تخريب مسكن صفيح 30م2 +خزان ماء بلاستيك 5م3، خزان 1.5 م3 | 2 | 1 | 5 | خالد محمود عبد المجيد شلالدة | 11 |
تخريب مسكن صفيح 30م3+غرفة طوب وحمام مساحة 25 م2. | 1 |
| 2 | سناء احمد حسن الشلالدة | 12 |
هدم عريشة من الشادر بمساحة 30م2 + تخريب خزان ماء 1.5م3 | 2 | 1 | 2 | عالية احمد حسين الشلالدة | 13 |
هدم مسكن من الشادر بمساحة 20 م2 + تخريب خزان ماء 1.5م3 | 1 |
| 2 | منى احمد حسين الشلالدة | 14 |
هدم خيمة من الشادر بمساحة 20 م2+حظيرة اغنام من الصفيح. | 2 | 3 | 4 | تيسير يوسف شلالدة | 15 |
تخريب مسكن صفيح 30م2، خزان ماء 1.5م3 | 1 | 0 | 2 | محمد محمود شلالدة | 16 |
تخريب محتويات غرفة زراعية من أدوات طبخ وأدوات زراعية. | 1 | 0 | 2 | ايمن نعيم الشلالدة | 17 |
تفكيك وسرقة حظيرة مواشي من اسلاك شائكة وزوايا بمساحة 150 م2 | 1 | 0 | 2 | ياسر حسن الشلالدة | 18 |
تخريب المقتنيات والموجودات في كهفين يملكهما ويقيم فيهما | 2 | 2 | 6 | يوسف فوزي الطروة | 19 |
مصدر المعلومات: مقابلة مباشرة لباحث ميداني مركز أبحاث الأراضي مع أحد المتضررين – أحمد شلالدة-.
أما المواطنة مي أحمد حسين شلالدة، فأوضحت بأن المستعمرين قد قطعوا 15 شتلة زيتون كانت مزروعة في قطعة أرض تملكها بجوار مسكنها في الخربة، وأشارت إلى أن المستعمرين قد نفذوا اعتداء سابق على هذه القطعة، كما نفذوا اعتداء على قطعة أرض لشقيقتها منى القريبة منها، واجتثوا منها وخربوا نحو 20 شتلة لوزيات، موضحة بأن المستعمرين كانوا يقتحمون هذه الأراضي بدراجات رباعية الدفع ويدوسون على الاشتال بالعجلات أو يقومون باقتلاعها بالأيدي وركلها بالأرجل.
آثار تخريب المزروعات في خربة جورة الخيل
الاعتداء على قاطفي الزيتون:
لاحق المستعمرون المزارعين وأهالي الخربة حتى أثناء عملهم في أراضيهم الخاصة وقطف الزيتون منها، ووفقاً لمزارعي الخربة، فإن عدداً من المزارعين أصحاب الأراضي المزروعة بالزيتون قد تجمعوا يوم الأربعاء 30/10/2024، وتوجهوا سوية كل إلى أرضه الخاصة به، لقطف الزيتون في محيط الخربة، بعد أن كاد الموسم أن يفوتهم بسبب اعتداءات المستعمرين وخوفا من الوصول الى أراضيهم.
ويفيد المزارع ياسر محمد حسن شلالدة:
" في ذاك اليوم وبعد أن عملنا لأكثر من 4 ساعات في قطف الزيتون، هاجمنا مجموعة من المستعمرين وما يسمى بحارس أمن المستعمرة، وطردونا من أراضينا، وهددونا بالقتل في حال بقاءنا فيها، فحملنا على ظهورنا وبمساعدة احدى المركبات ما جمعناه من ثمار الزيتون، وهربنا من الموقع، وما إن وصلنا على أطراف الخربة حتى تفاجأنا بمركبة حارس المستعرة ومعه مستعمرين قد التفوا علينا وقطعوا الطريق علينا في واد سعير، وحاصرونا وسرقوا كل ما جنيناه من ثمار، التي تقدر بحوالي 1 طن زيتون".
وذكر ياسر شلالدة أسماء المزارعين المتضررين والذين تم سرقة ثمار الزيتون منهم وهم ( جهاد نظمي شلالدة، احمد محمد شلالدة، إبراهيم محمد شلالدة، عزات محمد شلالدة، ياسين محمد شلالدة، مصطفى محمد شلالدة، خالد عبد المهدي شلالدة، زياد عبد المهد شلالدة، جميل حسن كوازبة، سناء شلادلة، يوسف فوزي الطروة".
الاعتداءات السابقة التي تعرض لها تجمع جورة الخيل:
- مستعمرون يدمرون مشروع زراعي لمواطنة من عائلة الشلالدة في جورة الخيل شرق سعير / محافظة الخليل.
- مستعمرون يعتدون على أراضي المزارعين ومواشيهم في جورة الخيل شرق سعير.