تفاصيل الانتهاك:
أقدمت مجموعة من المستعمرين، صباح يوم الأربعاء الموافق (13/11/2024) على إضرام النيران في غرفة زراعية في قرية برقة شمال شرق مدينة رام الله، حيث تعمد المستعمرون على إلحاق أضرار جسيمة بها.
وتعود ملكية الغرفة الزراعية الى المزارع أحمد مفلح فالح عفانة المعيل لأسرة مكونة من (8) أفراد من بينهم (2) إناث وهناك (2) اطفال ضمن العائلة.
وقد أفاد المزارع المتضرر لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
" امتلك ما مساحته نحو عشرين دونماً في أراضي قرية برقة الواقعة شمال شرق رام الله، وجزء من الأراضي التي أملكها، حوالي عشرة دونمات، تقع في منطقة "البلد" التي تقع الى الغرب من قرية برقة، وهذه الدونمات العشرة مزروعة بأشجار زيتون ولوز وتين وتوت وصبر، وقد أقمت قبل نحو عشرة أعوام غرفة زراعية على جزء من أرضي الواقعة في منطقة البلد، والغرفة الزراعية مساحتها نحو 20م2 وهي مبنية من جدران من الطوب وسقف من الزينكو، والى جانب الغرفة الزراعية أقمت بركس للأغنام مساحته نحو 30 متراً مربعاً، عبارةعن دوامر من الحديد عليها شادر بلاستيكي، والهدف من هذه الغرفة من أجل الجلوس فيها وإعداد الطعام ووضع الأغنام فيها في فترة النهار أثناء رعيي للأغنام، حيث أنني أملك قرابة 30 رأساً من الأغنام، وفي ساعات المساء أقوم بوضع الأغنام في حظيرة لها بجانب منزلي وسط القرية، لكن من 3 الى 4 شهور لم أتوجه الى الغرفة الزراعية بسبب أن المستعمرين الرعاة أصبحوا يحضرون ليرعوا أغنامهم في أرضي ويدخلون الى الغرفة، كما أصبح المستعمرون يتجولون على التراكترونات عند الغرفة وفي محيطها، فصرت أخاف أن أتوجه الى الغرفة وأيضاً الى أرضي الواقعة في تلك المنطقة، ولم أعد أذهب بأغنامي الى الحظيرة الموجودة بجانب الغرفة، مع العلم أنه يوجد هناك بؤرتين استعماريتين رعويتين قريبتين من أرضي، الأولى في منطقة الحدب الواقعة الى الشمال من أرضي وهذه البؤرة تبعد نحو 800 متر عن أرضي، والبؤرة الثانية في منطقة الخلاف الواقعة على بعد نحو 1 كم الى الشمال الغربي من أرضي".
وحول الانتهاك أفاد عفانة:
وفي يوم الأربعاء الموافق 13/11/2024، قرابة الساعة الثانية والربع عصراً، كنتُ أتواجد في المسجد القديم الواقع وسط قرية برقة، وبعد أن أديت صلاة العصر، جاءني أحد الأشخاص من القرية وقال لي لماذا لم تذهب لترى غرفتك الزراعية فقد قام المستعمرون بحرقها، وأراني تصوير قام بالتقاطه لغرفتي الزراعية المحترقة على هاتفه النقال، وهو أخبرني أن الحريق حصل قبل رؤيته لي بساعة، وبعد معرفتي بالخبر توجهت مباشرة الى منطقة مطلة على الغرفة الزراعية، فشاهدت النيران تشتعل بشدة فيها وفي الحظيرة وما حولهما من مقتنيات زراعية تعود لي، ولم يجرأ أحد على الاقتراب من الغرفة لإطفائها خوفاً من أن يكون المستعمرون متواجدين أو مختبئين بالقرب منها، كما لم نتصل بالاطفائية بسبب خطورة الوضع، علماًّ أنني لم أرى المستعمرين حين قدومي للغرفة، واستمر الحريق لحوالي الساعة الخامسة مساءً الى أن خمدت النيران بنفسها.
يضيف:
لم اتجرأ في ساعات المساء الليل على الذهاب الى الغرفة، وبقيت لغاية ساعات ما قبل الظهر من اليوم التالي أي الخميس 14/11/2024، حيث توجهت الى هناك، وعادة المستعمرون يتواجدون في الارض في ساعات العصر والمساء ولا يحضرون في ساعت الصباح، وعندما توجهت اليها وجدت انه قد تم كسر القفل على بوابتها والدخول إليها وحرق الغرفة على ما فيها من عفش بسيط عبارة عن سرير للنوم وكراسي بلاستيكية وأيضاً أباريق وكاسات للشاي والقهوة، والحظيرة تم حرقها كاملة وتم حرق شادر بلاستيكي ملفوف كان موجود داخل الحظيرة طول الشادر نحو 300 مترا، وهذا الشادر كنت استخدمه سابقاً عندما كنت أذهب للأرض لعمل بركس للأغنام. يذكر أنني لم ار المستعمرون وهم يحرقون الغرفة، لكني متأكد أنهم هم من قاموا بذلك، بسبب انه لم يعد أحد من اهل القرية يجرؤ على الذهاب الى تلك المنطقة التي لم يعد يتواجد فيها غير المستعمرين وأغنامهم.
الغرف الزراعية في دائرة الاستهداف الإسرائيلي:
إن استهداف جيش الاحتلال والمستعمرين للغرف الزراعية التي يبنيها المزارع الفلسطيني في أرضه بغرض حفظ العدد الزراعية التي يستخدمها في الاعتناء بأرضه، إضافة الى أنه يستخدم الغرفة للاستراحة بعد تعب عند قيامه بالعمليات الزراعية (حراثة، ري المزروعات، تعشيب الأرض، رشها بالمبيدات الحشرية ..الخ)، يهدف الاحتلال ومستعمريه من هذه الاعتداءات الى ثني المزارع الفلسطيني عن أرضه ودب الرعب فيه بأن وصوله للأرض يهدد حياته للخطر وبالتالي حرمان المزارع من الوصول الى أرضه بأمان.
هذا ووثق مركز أبحاث الأراضي هدم سلطات الاحتلال لـ 302 منشأة زراعية منذ بدء الحرب على قطاع غزة – حتى شهر 11/2024 - منها 54 غرفة زراعية، كما أن المستعمرين اعتدوا بالحرق أو التخريب أو تدمير للمتلكات الزراعية لـ 446 منشأة زراعية منها 106 غرفة زراعية.
وعليه فإن جيش الاحتلال ومستعمروه يتبادلون الأدوار في الاعتداء على ما هو زراعي من منشآت وأراضي بهدف جعل تلك الاراضي فارغة يخشى الفلسطينيون على حياتهم عند الوصول اليها لتبقى مخزوناً استعمارياً.
الصور المرفقة : آثار إحراق الغرفة الزارعية