تفاصيل الانتهاك:
أقدم جيش الاحتلال ظهيرة يوم الأحد الموافق 12/1/2025م، وعبر جرافة عسكرية تابعة لهم، على أعمال تجريف وتدمير لقطعة أرض زراعية تبلغ مساحتها دونمين، حيث جرى خلال ذلك إقتلاع 15 شجرة زيتون معمرة بعمر 50 عاماً، تعود ملكيتها للمزارع إبراهيم سعادة زيادة والمزارعة ماهرة حسين قط.
وتقع تلك الأرض التي تم استهدافها في منطقة "العقب" جنوب القرية، وهي على سفح تلة محاذية تمامًا للطريق الاستعماري الالتفافي المعروف بطريق رقم 60، الذي يربط مستعمرة "يتسهار" بالمستعمرات الإسرائيلية الجاثمة في المنطقة.
من جهته، أفاد رئيس مجلس قروي مادما السيد عبد الله أحمد علي زيادة بالقول:
"تفاجأنا يوم الأحد بقيام الاحتلال الإسرائيلي بتجريف أرض زراعية واقتلاع 15 شجرة زيتون معمّرة فيها، حيث يدعي الاحتلال أن الهدف من التجريف هو كشف المنطقة ومنع إطلاق النيران باتجاه الطريق العام الالتفافي، بحسب ما يدعيه جيش الاحتلال".
يُذكر أن ما يسمى قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المدعو "ياكي دولف" أصدر في كانون الأول الماضي أمراً عسكرياً مستعجلاً يحمل الرقم (24/12/فوري ومستعجل)، والذي يتضمن استهداف 2400 متر من أراضي قرية مادما تحديدًا ضمن موقع "العقب"، عبر ما يسمى بتقليم الأشجار ضمن تلك المنطقة، تحت أسباب أمنية حسب وصف الاحتلال. ويعتبر ما جرى اليوم هو تنفيذ واقعي لهذا الأمر العسكري.
و تعود ملكية الأشجار الى العائلات التالية:
المزارع المتضرر | عدد أفراد العائلة | عدد الإناث | عدد الأّطفال | عدد الاشجار المستهدفة |
ابراهيم سعادة زيادة | 4 | 2 | 1 | 9 |
ماهرة حسين قط | 3 | 2 | 0 | 6 |
المجموع | 7 | 4 | 1 | 15 |
تجدر الإشارة إلى أنه من خلال المتابعات الميدانية المتكررة، فإن قرية مادما جنوب نابلس شهدت على مدار السنوات الماضية اعتداءات متكررة على المزارعين وعلى أشجار الزيتون على حد سواء، حيث تم استهداف العشرات من أشجار الزيتون إما بالحرق أو التقطيع أو حتى برش مواد سامة بهدف النيل منها من قبل المستعمرين، ناهيك عن الإغلاقات المتكررة للطرق التي يقوم بها جيش الاحتلال، مما ساهم ذلك في خلق معاناة حقيقية للمواطنين تجسدت بشكل ملحوظ في تحويل القرية إلى قرية منكوبة وقرية محاصرة من قبل مشاريع الاستيطان التي باتت تلتهم الأراضي هناك يومًا بعد يوم.
قرية مادما[1]:
تقع بلدة مادما على بعد 12كم من الجهة الجنوبية الغربية من مدينة نابلس، ويحدها من الشمال عراق بورين وتل، ومن الغرب عصيرة القبلية، ومن الشرق بورين، ومن الجنوب عوريف. يبلغ عدد سكانها (2,092) نسمة حتى عام 2017م. هذا وتبلغ مساحتها الإجمالية 3824 دونم منها 190 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية. وصادر الاحتلال من أراضيها ما مساحته 118 دونم لصالح مستعمرة "يتسهار" التي تأسست عام 1983م ويقطنها 400 مستعمراً . وتصنف أراضيها حسب اتفاقية أوسلو، مناطق مصنفة "B" (2509 دونم)، ومناطق مصنفة C (1314 دونم).
الاعتداء على الأشجار ... شكل من أشكال الانتهاكات الاسرائيلية للبيئة الفلسطينية:
تتصاعد وتيرة هجمات المستعمرين والجيش على الأشجار الفلسطينية، حيث وبحسب فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي فإن الاحتلال استهدف خلال عام 2024 أكثر من 59,500 شجرة وشتلة هي الأعلى منذ 10 سنوات ماضية-، 90% من هذه الأشجار أعدمت بالكامل وهو ما ينذر بكارثة بيئية حقيقية خاصة أنه عند فقدان الأشجار سواء بالقطع أو الحرق أو التسميم فإنه ينتج عن ذلك نقص في عدد الأشجار مما يعني تقلص مساحة الغطاء النباتي والتي تمد المنطقة بكميات كبيرة من الأوكسجين وتخلصها من غاز الكربون، كذلك عند فقدان الأشجار تصبح الحيوانات غير قادرة على العثور على مأوى وغذاء وبالتالي تهدد بانقراض بعض الحيوانات بسبب تدمير موطنهم الطبيعي وهذا يضر بالتنوع الحيوي.
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.
صور من الأشجار التي اقتلعها الاحتلال