تفاصيل الانتهاك:
يواصل الاحتلال الإسرائيلي التضييق على المزارعين في قرية النزلة الشرقية الواقعة إلى الشمال من محافظة طولكرم، حيث تشهد القرية بشكل مباشر اعتداءات يومية من قبل المستعمرين القاطنين في مستعمرة "حرميش".
شق طريق استعماري جديد:
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد شرع على مدار الأشهر الماضية بشق طريق استعماري يربط بين مستعمرة "حرميش" الواقعة إلى الشمال من قرية النزلة الشرقية والبؤرة الاستعمارية الجديدة هناك، والمقامة ضمن المناطق الحرشية على أطراف أراضي القرية. بلغ طول هذا الطريق حتى الآن ما يقارب 2 كيلومتر، وهو مقام على أراضٍ يصنفها الاحتلال الإسرائيلي بأنها "أراضي دولة".
الصورة أعلاه منظر للشارع الاستعماري
تبرز خطورة هذا الطريق في كونه يقع ضمن منطقة كانت تستخدم سابقًا كمراعٍ للماشية، إضافة إلى أنه يؤدي فعلياً إلى إغلاق كامل للمنطقة الشمالية من القرية بشكل محكم. منذ السابع من أكتوبر، منع الاحتلال المزارعين ومربي الثروة الحيوانية من التواجد هناك أو استغلال تلك الأراضي.
صرّح السيد وائل كتانة، رئيس مجلس قروي النزلة الشرقية، قائلًا:
"منذ إقامة هذا الطريق ونحن سكان القرية البالغ عددنا ثلاثة آلاف نسمة في حالة قلق يومي. بات المستعمرون قريبين جداً من منازل القرية بسبب هذا الطريق، حيث يمر على مسافة لا تزيد عن 200 متر من أقرب منزل. الطريق يخترق منطقة واسعة من الأراضي الرعوية، مما يهدد فعلياً ما لا يقل عن 400 دونم من الأراضي".
من جهة أخرى، يُخشى أن يلجأ المستعمرون في المستقبل إلى التوسع الاستعماري لمستعمرة حرميش على تلك الأراضي التي يمر بها الطريق، خاصةً أن معظمها مصنف كأراضي دولة، ما يعني مضاعفة المساحة المستولى عليها من قبل المستعمرة.
إغلاق أراضٍ مزروعة بالزيتون:
أقدم المستعمرون على وضع بوابة حديدية على أطراف هذا الطريق الذي نفذه الاحتلال، ويتحكم المستعمرون وحدهم في فتحها وإغلاقها، هذا الإجراء حرم المزارعين من الوصول إلى نحو 70 دونماص مزروعة بأشجار الزيتون المثمر، إذ لم يتمكنوا من جني محصول الزيتون نتيجة للبوابة والتهديدات المسلحة والملاحقات المستمرة من المستعمرين. وقد تأثر بذلك ما لا يقل عن عشرة مزارعين حُرموا من دخول أراضيهم الواقعة شرقي القرية في منطقة تُعرف بـ"طهر البريدة".
منظر للبوابة المعدنية التي أقامها المستعمرون
إنشاء بؤرة استعمارية جديدة:
في إطار الهجمة الاستعمارية المستمرة، أقام المستعمرون بؤرة جديدة في المنطقة الحرشية المسماة "السنبلة" شمال شرق القرية. شملت هذه البؤرة بركساً معدنياً وثلاث وحدات متنقلة على مساحة ثلاثة دونمات ضمن أراضٍ يصنفها الاحتلال كمحمية طبيعية.
تتصل هذه البؤرة بمستعمرة "حرميش" الواقعة شمالها عبر الطريق الاستعماري الجديد، الذي يفصل بينهما كيلومتر واحد فقط، تكمن خطورة هذه البؤرة في قربها الشديد من منازل القرية، إذ لا تفصلها سوى مسافة 150 متراً، مما أثار قلق السكان وأثار مخاوف جدية لديهم بشأن حياتهم اليومية.
منظر للبؤرة الاستعمارية الجديدة
صرّح المواطن فايز خالد كتانة، وهو من سكان الحي القريب من البؤرة، قائلًا:
"منذ إقامة البؤرة وجيش الاحتلال لا يفارق القرية. تم تهديدنا بهدم أي منزل جديد أو أي توسعة في المنازل القائمة، مما جعل حياتنا مقيدة بفعل هؤلاء المستعمرين".
مستعمرة حرميش:
يذكر أن مستعمرة حرميش أُقيمت عام 1980 على أراضٍ مصنفة كأراضي دولة تعود لقرى قفين والنزلة الشرقية والنزلة الوسطى شمال مدينة طولكرم. بلغ عدد سكان المستعمرة حوالي 300 نسمة حتى عام 2018.