تفاصيل الانتهاك:
مع مطلع العام الحالي، صعّد الاحتلال من وتيرة مصادرة الأراضي في الضفة الغربية، خاصة في مناطق الأغوار، ففي صباح يوم الخميس الموافق (2/1/2025م)، شرع جيش الاحتلال، تحت إشراف ما تسمى "الإدارة المدنية الإسرائيلية"، بنصب سياج معدني وبوابات معدنية، بالإضافة إلى وضع يافطات باللغة العبرية حول موقع "أرخيلانس" الأثري والتاريخي على مساحة 193 دونماً، تقع جميعها بمحاذاة الطريق الالتفافي المعروف بطريق رقم "90" شرق بلدة العوجا، وتحديدًا ضمن الحوض الطبيعي رقم (2) والقطع: 1، 2، 5، 9، 10، والحوض الطبيعي رقم (4) والقطعة: 1، علمًا بأنها مملوكة لوزارة الأوقاف الفلسطينية.
يُذكر أن هذا الإجراء من قبل الاحتلال جاء استناداً إلى إخطار عسكري سابق صادر في شهر شباط من العام 2023م، والذي جاء تحت عنوان "قرار بشأن استملاك وأخذ حق التصرف رقم "ه/23/02"، والمتضمن الاستيلاء على كامل تلك المنطقة بهدف تهويدها والبالغ مساحتها 139 دونم.
من جهته، أفاد السيد فخري نجوم، رئيس بلدية العوجا، لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
"إن الاستيلاء على تلك المنطقة له مؤشرات خطيرة، من أبرزها محاولة وضع اليد على المواقع التاريخية وتزييف التاريخ الفلسطيني عبر قلب الحقائق في محاولة لإثبات وجودهم هناك، ومن غير المستبعد أن يلجأ المستعمرون إلى تغيير الطابع التاريخي لهذا الموقع الذي تم الاستيلاء عليه، عبر إجراء عدد من الحفريات هناك في محيط تلك المنطقة التاريخية، والسماح أيضاً للمستعمرين بالوصول إلى الموقع وإقامة صلوات دينية فيه."
يُشار إلى أن موقع "أرخيلانس" يعكس الحقبة التاريخية الرومانية، وأيضاً الإسلامية، ويبرز أهمية تلك المنطقة من خلال تواجد عدة حضارات فيها، علماً بأن الموقع المستهدف يحتوي على منطقة أثرية قديمة تضم حجارة تُشكّل مدرجات.
وبحسب المؤشرات المتوفرة لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية للعام 2020م، بلغ مجموع مساحة الأراضي المملوكة للأوقاف الإسلامية في منطقة أريحا والأغوار، بموجب أوراق رسمية، 261,000 دونم، وتتوزع هذه الأراضي في منطقة النبي موسى ومنطقة الفشخة المحاذية للبحر الميت، وكذلك منطقة العوجا ودير أبو حجلة. من هذه الأراضي، 222,000 دونم خاضعة بشكل مباشر لسيطرة جيش الاحتلال، الذي حول قسماً كبيراً منها إلى قواعد عسكرية ومناطق عازلة كونها محاذية للحدود الأردنية، وقسماً آخر وهبها لمجلس المستعمرات الإسرائيلية في غور الأردن. وقد أُقيمت عليها عدد من المستعمرات، من أهمها مستعمرات (نعران، وجلجال، ونتيف هجدود، وبيت هعرفرا، ومزرعة عومير).
وبحسب المؤشرات أيضاً، فإن الأراضي التي تقع حالياً تحت تصرف وزارة الأوقاف الفلسطينية مباشرة تبلغ مساحتها 37,018 دونمًا، منها 7,675 دونمًا تم تأجيرها لمزارعين وجمعيات زراعية فلسطينية بهدف استغلالها. وهناك 29,343 دونمًا غير مستغلة حاليًا، وتسعى الأوقاف إلى تأجيرها لمزارعين بهدف تنميتها.
الصور المرفقة السياج المعدني حول الموقع المستهدف