في  خطوة نحو  التهويد   والاستيلاء  على  الموارد الطبيعية ... إنشاء  ثلاث بؤر  استعمارية جديدة   في الجفتلك وفصايل ورأس العوجا / محافظة أريحا | LRC

2025-02-04

في خطوة نحو التهويد والاستيلاء على الموارد الطبيعية ... إنشاء ثلاث بؤر استعمارية جديدة في الجفتلك وفصايل ورأس العوجا / محافظة أريحا

الانتهاك: انشاء  بؤر استعمارية رعوية جديدة.

الموقع: قرى الجفتلك وفصايل و رأس العوجا/ محافظة أريحا.

تاريخ الانتهاك:  شهر كانون   الثاني 2025م.

الجهة  المعتدية: مجموعة  من   عصابات المستعمرين.

الجهة  المتضررة: أهال الأغوار الوسطى.

تفاصيل الانتهاك:  

منذ مطلع العام الحالي، شرع الاحتلال الإسرائيلي في تشديد الخناق على المزارعين في منطقة الأغوار الفلسطينية، حيث فرض المزيد من القيود التي تحدّ من حركة المواطنين، إضافة إلى ذلك، كثّفت الجمعيات الاستعمارية جهودها لإنشاء مزيد من البؤر الاستيطانية في الأغوار، بهدف إغلاق مساحات شاسعة من الأراضي والسيطرة عليها بالكامل، وتركّزت هذه المرة على الاستيلاء الكامل على المناطق التاريخية والينابيع المائية.

ووفقًا للمستجدات الأخيرة، أقدم الاحتلال، عبر الجمعيات الاستعمارية، منذ بداية العام الحالي على إنشاء ثلاث بؤر رعوية جديدة، وهي:

1. البؤرة الاستيطانية في تل الصمادي – الجفتلك:

أنشأت مجموعة من المستوطنين بؤرة استيطانية سكنية جديدة في منطقة تل الصمادي، جنوب قرية الجفتلك، بالقرب من السجن العثماني القديم، الذي لطالما حاول المستوطنون السيطرة عليه بشتى الطرق والوسائل، يُذكر أن هذا السجن يُعدّ أحد أبرز المعالم التاريخية لمنطقة الجفتلك، لكنه الآن أصبح بالكامل في قبضة المستوطنين.

وتتكون هذه البؤرة من خمسة بيوت متنقلة، تحيط بها أشجار النخيل، وتقع على أراضٍ يصنّفها الاحتلال بأنها "أراضي دولة". وتكمن خطورة هذه البؤرة في قربها من مزارع المواطنين في قرية الجفتلك، حيث يوجد ما لا يقل عن 300 دونم مزروعة بالنخيل والدفيئات الزراعية. ويسود تخوف كبير من قيام المستوطنين بالاعتداء على هذه المزارع أو تقييد وجود أصحابها بحجج أمنية يختلقها الاحتلال.

البؤرة الاستعمارية المقامة على أراضي قرية الجفتلك 

2. البؤرة الاستيطانية في نبعة فصايل الفوقا – قرية فصايل:

أنشأ مستوطنون بؤرة رعوية جديدة تضمّ أربعة بيوت متنقلة وحظيرة للأغنام، على مساحة ثلاثة دونمات من الأراضي الرعوية التي يصنّفها الاحتلال بأنها "أراضي دولة"، ووفقًا للمتابعة الميدانية، فإن موقع هذه البؤرة يقع بالقرب من نبعة فصايل المائية، شرق قرية فصايل، مما يمهّد للسيطرة الكاملة عليها.

تُعدّ هذه النبعة موردًا مائيًا أساسيًا لنحو 60 عائلة في منطقة فصايل، تعتاش على تربية الأغنام والمواشي. كما أن للنبعة بُعدًا تاريخيًا هامًا، إذ تعود للعهد الروماني. وبإقامة هذه البؤرة، يصبح المستوطنون قادرين على فرض سيطرتهم التامة على هذه النبعة، إضافة إلى السيطرة على نحو 80 دونمًا من المراعي المجاورة.

وفي هذا السياق، صرّح مسؤول ملف الاستيطان في محافظة أريحا، السيد محمد غروف، قائلاً:

"ما يجري من سيطرة على نبعة فصايل هو دليل قاطع على تمادي الاحتلال الإسرائيلي، إذ أن هذه النبعة كانت، لأكثر من 100 عام، جزءًا من الهوية التاريخية للمنطقة، ومصدرًا أساسيًا لمياه الشرب لسكان قرية فصايل. أما إنشاء البؤرة في تل الصمادي، فهو امتداد لسياسة الاحتلال، حيث كانت هذه المنطقة تُصنَّف على أنها أثرية، وقام الاحتلال على مدار سنوات بهدم المساكن والمنشآت الفلسطينية هناك، ليعود اليوم ويقيم بؤرة استيطانية على بُعد أمتار قليلة من السجن العثماني، تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليه وتغيير معالمه التاريخية."

البؤرة الاستعمارية الجديدة المقامة على أراضي فصايل

3. توسعة البؤرة الرعوية في رأس العوجا وشقّ طريق استيطاني:

بالتزامن مع ما سبق، شرعت الجمعيات الاستعمارية ببناء بؤرة جديدة، تبعد نحو 100 متر فقط عن البؤرة القائمة على التلة المطلة على نبعة العوجا. ويعني ذلك توسعة ملحوظة للاستيطان الرعوي في منطقة "رأس العوجا"، بالتزامن مع شقّ طريق استيطاني بطول 2 كم، يربط هذه البؤرة بمنطقة نبعة العوجا، تمهيدًا للسيطرة التامة عليها.

وتتمركز البؤرة الجديدة على مساحة 12 دونمًا، حيث تم وضع أكثر من 25 وحدة سكنية متنقلة على سفح تلة مطلة على نبعة العوجا، وهي أراضٍ يصنفها الاحتلال بأنها "أراضي دولة" وأراضٍ رعوية.

وتُعدّ نبعة العوجا واحدة من أبرز وأهم الينابيع المائية في مناطق الأغوار الفلسطينية، إذ تشكّل موردًا حيويًا للزراعة والتنمية في المنطقة. كما كانت النبعة مصدرًا أساسيًا لمياه الشرب لقطعان الأغنام التابعة لتجمع بدو رأس العوجا. ومع إنشاء البؤر الاستيطانية، باتت السيطرة الكاملة على النبعة أمرًا واقعًا، مما يهدّد مصادر المياه والرعي في المنطقة.

البؤرة الاستعمارية المقامة على أراضي رأس العوجا وهي مطلة على نبعة العوجا

يرى مركز أبحاث الأراضي أن إقامة بؤر استيطانية عشوائية بالقرب من مصادر المياه والمواقع التاريخية يعكس بوضوح أن الهدف الأساسي من هذه البؤر هو تنفيذ مخطط الضمّ الإسرائيلي. وتتمثل الخطوة الأولى لهذا المخطط في السيطرة على الموارد المائية والطبيعية والمواقع الأثرية، ثم توسيع الهيمنة على الأراضي المحيطة، ما يشكّل خطرًا وجوديًا على الفلسطينيين في الأغوار.