الانتهاك: تخريب ورعي مئات الدونمات – رعي جائر.
تاريخ الانتهاك: آذار2025م.
الموقع: قرية سكة – بلدة دورا/ محافظة الخليل.
الجهة المعتدية: الاستيطان الرعوي.
الجهة المتضررة: مزارعو قرية سكا.
التفاصيل:
اشتكى المزارع داود خالد سعيد حريبات من إقدام المستعمرين على رعي المواشي في أرضه، وكذلك في أراضي مزارعين آخرين في قرية سكة، غرب مدينة دورا، جنوب محافظة الخليل.
فعلى بُعد حوالي 2كم إلى الشرق من القرية، أقام المستعمرون بؤرة استعمارية رعوية عام 2016، وتُعدّ من أوائل مزارع الأغنام التابعة لهم في المنطقة، ويمتلك هؤلاء المستعمرون قطيعاً من المواشي يقومون برعيه في أراضي القرية الزراعية.
ويقول داود حريبات (36 عاماً) في إفادته لباحث المركز:
"يطلق المستعمرون أغنامهم في الأراضي الزراعية والتي أستأجرها من مزارعين آخرين، كما يطلقونها في أراضٍ أخرى تابعة لمزارعين من قرية سكة وبلدة بيت عوا، ففي كل صباح، يأتي المستعمرون بقطيعهم إلى المنطقة ويطلقونه في الأراضي القريبة من البؤرة الاستعمارية، وصولاً إلى الأراضي القريبة من الجدار غرباً."
ويضيف حريبات:
"لقد ألحقت أغنام المستعمرين الضرر بحوالي 500 دونم من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الشتوية، مثل القمح والشعير، ويتعمد المستعمرون الرعاة إطلاق الأغنام وتوزيعها على أكبر مساحة من الأراضي لتخريب الزروع حتى بعد أن تشبع، كما يقومون برعيها في الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، حتى القريبة من بيوت القرية، وقد أتت الأغنام على نحو 10 دونمات من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، محدثةً فيها أضراراً جسيمة، خاصة مع تفتح أزهار الزيتون للموسم القادم."
وأشار حريبات إلى أنه يستأجر نحو 80 دونماً في المنطقة، قام بزراعتها بالشعير والقمح كمصدر للأعلاف لمواشيه، إلا أن المستعمرين قاموا برعيها وتخريبها، ونتيجة لذلك، يضطر لرعي أغنامه في المناطق الجبلية شبه الجرداء التي تكاد تخلو من الأعشاب، كما أوضح أنه يعتمد على شراء الأعلاف الجافة في فصل الربيع، وهو ما سينعكس عليه سلباً في فصل الصيف، حيث سيضطر لشراء كميات إضافية من الأعلاف نتيجة تخريب محصوله ورعيه من قبل المستعمرين.
وأشار حريبات إلى أنه يتواصل مع شرطة الاحتلال لتقديم شكاوى بشأن اعتداءات المستعمرين، إلا أن هذه الاعتداءات ما زالت مستمرة، وأوضح أنه في إحدى المرات، عندما علم المستعمرون بوجود شكوى ضدهم، حضرت الشرطة إلى الموقع وطالبتهم بالخروج من الزروع، فابتعد الرعاة قليلاً، لكن أحد المستعمرين، الذي كان يقود دراجة زراعية رباعية الدفع "تراكترون"، قام بالدوس على الزروع والتجول داخل الأراضي الزراعية، محدثاً أضراراً إضافية بطريقة استفزازية، وكأنه ينتقم بتخريب أكبر كمية ممكنة من الزروع.
وتعد هذه الأراضي التي يرتادها المستعمرون أراضٍ خاصة، يملكها مواطنون من قرية سكة وبيت عوا والمجد وبلدة دورا، ويملكون فيها الوثائق الثبوتية، لكن هذا الأسلوب الاستعماري الجديد بات منتشراً في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، حيث تنتشر مزارع الأغنام والبؤر الرعوية في عدة مناطق، ويقومون برعيها في أراضي المزارعين الفلسطينيين؛ لتخريب زروعهم أولا، ولتقليل التكلفة على المستعمرين من خلال رعي اغنامهم في أراضيهم وتوفير الأعلاف، فضلاً عن جودة وكمية منتجات ألبان الأغنام المغذاة على الأعشاب، كل ذلك على حساب المواطن الفلسطيني وأرضه والطبيعة الخضراء والبيئة النقية، فضلاً عن الهدف الأكبر الذي يرنو إليه المستعمرون وهو الحد من الانتشار الزراعي، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، لتسهل السيطرة عليها لصالح المشاريع الاستعمارية.
الرعي الجائر في الأراضي الزراعية الفلسطينية إحدى الانتهاكات البيئية الاسرائيلية الاحتلالية:
إن ممارسة الرعي الجائـر في الأراضي المزروعة قد يؤدي الى تعرية التربة وتآكلها، كذلك يؤدي الى التقليل من التنوع الحيوي، وينتج عنه ّأيضاً تقليل الانتاجية والتنوع البيولوجي والذي يعد أحد أسباب التصحر.
يؤدي الدوس المستمر للعديد من الحيوانات على النباتات في المساحة الخضراء الى تسريع موت النبانات والغطاء النباتي، حيث أن الحيوانات تدوس أثناء الرعي على براعم النمو الجديدة في النباتات وهذا يؤدي الى تآكل التربة، الأمر الذي يتسبب بتدهور للاراضي الزراعية، وفي المناطق مثل قرية بردلة تكون نسبة الضرر كبيرة جداً مما يؤدي الى استمرار حدوث عملية التصحر أيضاً في المناطق الزراعية، وبالتالي إحداث أضرار بالبيئة[1].
وبلا أدنى شك فإن الرعي الجائر من قبل عناصر مستعمري الاحتلال يسعى بالأساس الى جعل التربة متصحرة وغير قابلة للحياة من أجل تيئيس أصحاب الأرض الفلسطينيين من إمكانيات الاستفادة منها مما سيدفعهم لتركها والهجرة عنها، لذا فهم يطلقون أغنامهم ومواشيهم في الأراضي الفلسطينية المزروعة بالحبوب أو الخضار أو المخصصة لرعي الاغنام ويمنعونها عن أصحابها، ويكررون الرعي الجائر حتى تصبح التربة خالية من أي أصول أو بذور مما يهدد بانقراض التنوع الحيوي النباتي وبالتالي يهدد التنوع الحيواني وهذا يؤدي بالضرورة الى تهديد التنوع الحشري ويهدد الحياة البرية والنباتية في الأرض. إن رعاة الأغنام من المستوطنين المستعمرين يطلقون مواشيهم في الأرض فقط لكنهم لا يحرثونها للأمطار ولا يزرعونها ولا يعتنون بها زراعياً بل يتركونها بوراً وهذا ما يضاعف من القضاء على تنوعها الحيوي وذلك ببساطة لأنها ليست لهم فهم مارقون سارقون وليسوا مالكون، بينما الفلسطيني تراه يشبه الأرض لأنه لا يفارقها يعانقها وباستمرار يحاورها، فأصحاب الأرض الحقيقيون يحرصون على الرعي الجزئي في مواسم مخصصة تحفظ الأنواع ولا تهدد الحياة البرية، بل يحرصون على الأحياء الدقيقة وعلى النباتات الطبية وذات الندرة، يحرصون على تواصلهم في الأرض لأنهم يرتبطون بها ارتباطاً تاريخياً حتى أصبحت جزءً من الثقافة الشعبية الفلسطينية، إن صاحب الأرض الحقيقي يحرص على إنمائها لا إلى تدهورها لذا بقيت الأراضي الزراعية في فلسطين في حالة تطور واستمرارية منذ آلاف السنين ولكن الاحتلال جعل مواقع عديدة منها متصحرة وبهدف سياسي استعماري تهجيري من أجل أن تصبح هذه المراعي لقمة صائغة للاحتلال ومستعمريه[1].
[1] المصدر: نشرة خاصة أصدرها مركز أبحاث الاراضي – كانون أول 2024 بعنوان (البؤر الاستيطانية الرعوية نقطة انطلاق لنهب المزيد من الأراضي الفلسطينية).
الصور المرفقة لأغنام المستعمرين ترعى الحقول الزراعية الفلسطينية في منطقة سكة