شهدت منطقة تجمع "دار فزاع" الواقعة إلى الشرق من بلدة الطيبة في محافظة رام الله، والقريبة من حاجز الطيبة العسكري المؤدي إلى منطقة المعرجات، اعتداءً جديداً من قبل المستعمرين، الذين يُعتقد بأنهم من البؤر الرعوية التي باتت تنتشر بشكل كبير في المنطقة الشرقية "بادية رام الله".
يُشار إلى أنه بالتزامن مع اعتداء المستعمرين الذي نُفّذ على أراضي قرية كفر مالك مساء يوم الأربعاء الموافق (25/6/2025)، والذي أسفر عن ارتقاء أربعة شهداء في القرية، قد نفذ المستعمرون أعمال تخريب وعربدة استهدفت تجمع "دار فزاع البدوي"، حيث قاموا بتخريب وإحراق عدد من المقتنيات الزراعية فيه.
السيد مصعب الكعابنة، وهو أحد سكان التجمع البدوي المستهدف، أفاد بالقول:
"أنا متزوج وأب لثمانية أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 و16 عاماً، وأسكن في تجمع دار أبو فزاع البدوي الواقع على أراضي قرية الطيبة شرق مدينة رام الله، في يوم الأربعاء الموافق 25-6-2025، الساعة 20:05، وبعد أن صلينا صلاة المغرب داخل التجمع، سمعنا أخباراً متداولة تفيد بأن المستعمرين يهاجمون قرية كفر مالك، وأن هناك العديد من الإصابات هناك، وفي تلك اللحظة، لاحظنا توقف نحو 10 مركبات تحمل لوحات تسجيل صفراء إسرائيلية إلى الجهة الشمالية من التجمع على طرف شارع ألون، وما إن توقفت تلك المركبات، حتى نزل منها نحو 30-35 مستعمراً وركضوا باتجاه خيامنا وتجمعنا، وانقسموا إلى قسمين؛ قسم هاجم التجمع من الجهة الشمالية الغربية، والقسم الآخر من الجهة الشمالية، وبدأوا بإشعال النيران في الأراضي المحيطة بالتجمع، حيث كانت الحشائش الجافة تساعد على سرعة الاشتعال، كما أحرق المستعمرون مركبة تستخدم كقطع كانت متوقفة في الأرض، وخطّوا شعار ’نجمة داود‘ على أحد جدران منازل التجمع من تلك الناحية".
وأضاف في إفادته:
"بالتزامن مع الهجوم من الجهة الشمالية، هاجم القسم الآخر من المستعمرين التجمع من الناحية الشمالية الغربية، حيث قفزوا فوق السياج المعدني أمام المنازل، وما إن وصلوا إلى ساحة التجمع ما بين المنازل والخيام حتى باشروا بإشعال النار في مركبة قانونية تعود لمحمد محفوظ فزاع (من نوع سوبارو إمبريزا)، حيث فتحوا بابها وأشعلوها من الداخل، كما أشعلوا مركبة أخرى غير صالحة كانت متوقفة بالمكان، ثم هاجموا منزل محمد محفوظ وحاولوا إحراقه بينما كان هو وزوجته وأطفاله الثلاثة بداخله، لكن محمد أغلق الباب بسرعة، فسكبوا مواد مشتعلة على نافذة منزله فقط".
واستطرد قائلاً:
"تمكّنا نحن سكان التجمع من إخماد الحرائق بعد نحو 20 دقيقة من إشعالها، باستخدام مطافئ يدوية وخراطيم مياه، وعلى الرغم من وجود نقطة عسكرية إسرائيلية على بُعد عشرات الأمتار فقط من مكان التجمع، لم يصل الجنود إلا بعد مغادرة المستعمرين وتنفيذهم الهجوم".
يُذكر أن الأضرار شملت ما يلي:
تجدر الإشارة إلى أن عرب الكعابنة (دار فزاع) يقطنون منطقة شرق الطيبة منذ أكثر من 60 عاماً، وهم عبارة عن إخوة وأبناء عمومة، ويسكن التجمع حالياً 15 أسرة من أولاد وأحفاد فزاع الذي سُمّي التجمع باسمه.
يضم التجمع حالياً نحو 100 شخص، أكثر من نصفهم تحت سن 18 عاماً (أطفال)، ويوجد فيه نحو 20 امرأة، بالإضافة إلى الرجال والشبان. يحتوي التجمع على نحو 35 خيمة ومنزلاً، بينها خيام سكنية وخيام لحظائر الأغنام وأخرى كمضافات.
ويُعتبر هذا التجمع البدوي آخر تجمع بدوي في شرق مدينة رام الله، إذ تمكن المستعمرون من تهجير كافة التجمعات البدوية الأخرى الواقعة شرق المدينة، بعد تصاعد وتيرة اعتداءاتهم الممنهجة.