2017-11-01
تواصل الحركات الاستعمارية وعصابات المستعمرين في الضفة الغربية مخططاتها للاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية، بالتنسيق مع ما تسمى دائرة الأملاك الحكومية في الإدارة المدنية الإسرائيلية التي تقوم بدور تسريب الأراضي الفلسطينية لصالح المستعمرين في المنطقة.
يشار الى ان مجموعة من المستعمرين قد شرعوا في مطلع شهر تشرين الثاني 2017م بنصب 6 بيوت متنقلة بالإضافة الى معرشات خشبية على سفح تلة تقع في منطقة " ابو النقار" شرق بلدة عناتا، على مساحة قدرت بنحو 24 دونماً من الأراضي التي يصنفها الاحتلال بأنها أراض حكومية.
يشار من خلال المتابعة الميدانية لباحث مركز أبحاث الأراضي في موقع الانتهاك، فإن المستعمرين قاموا بربط تلك البؤرة الاستعمارية الجديدة بشبكة الكهرباء، بالإضافة الى شق طريق زراعي يربط تلك البؤرة بمستعمرة " كفار ادوميم" شمالاً، وذلك بدعم مطلق من مجلس المستعمرات الاسرائيلية في الضفة، وبترخيص من ما تسمى الإدارة المدنية.
الصور 1-2: البؤرة الاستعمارية التي أقامها مستعمرو " كفار ادوميم" على أراضي قرية عناتا
خارطة توضيحية تبين الموقع
ومنذ عام 1967م والاحتلال ماضٍ في تطبيق سياسة فرض الحقائق على الأرض، فكانت ما تسمى الأراضي الحكومية بحسب سجلات العهد العثماني وطأة قدم للاحتلال نحو تهويد الأرض عبر تقديمها هدية للمجالس الاستعمارية في الضفة، بل تعدى الأمر الى قيام الاحتلال بتحويل الأراضي الفلسطينية الخاصة في جزء منها الى أراض دولة بحجة ان تلك الأرض متروكة و ير مستغلة من قبل أصحابها الشرعيين، حتى بات الكثير من المواطنين يتفاجئون بتلك القرارات العسكرية التي غالباً تكون لصالح الاحتلال رغم إثبات المواطنين ملكيتهم الخاصة للأرض.
وفي الحقيقة وفقًا للقانون، فإنّ القانون الدوليّ ينصّ على أنّ هذه الأراضي التي تم تصنيفها انها أراض دولة، يجب أن تكون أراضي عامة مخصّصة لاستخدام سكان المنطقة المحتلة، أي الفلسطينيين، وليس لاستخدام دولة الاحتلال ومستعمريها حيث هي ليست صاحبة السيادة على الأرض ولذلك فهي لا تتمتع بملكية الأراضي، ولكن في واقع الأمر، تحظر دولة الاحتلال بشكل شبه كليّ البناء والتطوير الفلسطينييْن في هذه الأراضي، وهي تخصّصها بشكل شبه حصريّ للمستعمرات والجيش ومنشآت البني التحتية الإسرائيلية، حيث بات فعلياً قرابة 94% من أراضي الدولة في منطقة C موجودة في مناطق نفوذ المستعمرات والمجالس الإقليمية التابعة لها.
إن عملية البناء والتوسع في المستعمرات الإسرائيلية أو إنشاء بؤر استعمارية عشوائية على حساب الأراضي الفلسطينية والتي تقوم بها مجالس المستعمرات الإسرائيلية بدعم من حكومة الاحتلال في جميع المستعمرات المقامة في الضفة الغربية تعتبر تعدياً واضحاً وصريحاً وانتهاكاً للعديد من النظم الأساسية للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن واتفاقية لاهاي المؤرخة في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 1907 والخاصة باحترام قوانين و 1907 ومعاهدة جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12آب/أغسطس 1949 وخاصة :
اتفاقية لاهاي/ 1907:-
معاهدة جنيف الرابعة/ 1949
هذه الحالة جزء من أنشطة مشروع كنعان