2017-12-31

من بلفور إلى ترامب ... ومؤامرة كامبل مستمرة .. بيان صادر عن مركز أبحاث الأراضي في نهاية عام 2017

مئة عام مرت على وعد بلفور للحركة الصهيونية بمنحهم وطن قومي في فلسطين ... وقفت بريطانيا ومن خلفها كافة الدول الاستعمارية لتدعيم الاحتلال الصهيوني لفلسطين ... هذا الاحتلال الذي جسّد أبشع أنواع الاحتلالات ... فهو احتلال استعماري تهجيري إحلالي استيطاني عنصري.

وفي ختام العام المئة لذاك الوعد المشؤوم يأتي الرئيس الأمريكي رونالد ترامب ليكمل الطوق على عنق فلسطين بمنح القدس عاصمة للكيان الصهيوني المغتصب.

فما أن أكملت بريطانيا احتفالاتها في الذكرى المئوية لوعد بلفور حتى جاءت أمريكا زعيمة العالم الامبريالي الحديث لتعطي وعد ترامب استكمالاً لمؤامرة مؤتمر كامبل الذي قرر زرع الخنجر الصهيوني في قلب العالم العربي - فلسطين، حتى تظل المنطقة العربية تعيش في حالة صراع وانقسام متكرر، ليتمكن رأس المال الاستعماري من امتصاص ثروات الأمة ويبقيها منطقة نفوذ وسوق استهلاكية لا أكثر.

ولتحقيق الوعد بمنح الحركة الصهيونية وطناً قومياً في فلسطين رُسِّمت سياسات سلب الأراضي الفلسطينية وهدم المساكن وتهجير الفلسطينيين داخلياً وخارجياً واستجلاب مهاجرين يهود من شتى بقاع الأرض وإحلالهم مكان أصحاب الأرض وأصحاب الحق ...

فخلال فترة الانتداب البريطاني منذ عام 1922 - 1947 قام هذا الاستعمار بهدم أكثر من (5000) مسكن فلسطيني وبذلك يكون قد هجّر حوالي ( 32000 ) فلسطيني منهم من هجر البلاد نهائياً ومنهم من انتقل داخلياً.

وخلال نفس الفترة تم سلب وانتزاع حوالي 1,800,000 دونماً من الأراضي الفلسطينية وتسليمها للمهاجرين الصهاينة، حيث سهّلوا وساعدوا قدوم حوالي ( 533,000 ) مهاجراً صهيونياً للبلاد اغلبهم من روسيا وبولونيا ورومانيا ولتوانيا، وأمريكا.

وهكذا مهّدت الامبريالية الغربية لإنشاء دولة الكيان الصهيوني المغتصب والتي سارت على نفس النهج ولكن بصورة أشد بشاعة وأكثر تبجحاً كيف لا وهذا الكيان " إسرائيل" ظل وما زال مدعوماً من القوى الاستعمارية التي انتصرت في الحربين العالميتين الأولى والثانية، والتي أنشأت عصبة الأمم ومنظمة الأمم المتحدة لتتحكم بمصيرها، وليس أدل على ذلك من إسقاط قرار أجمع عليه

العالم وخالفته أمريكا لوحدها فسقط إلى سلة المهملات كما حدث لعشرات القرارات بخصوص قضية فلسطين.

ومنذ بدء حرب النكبة حتى اليوم نجد أن الكيان الصهيوني الإسرائيلي قد هدم حوالي (165,000) مسكناً فلسطينياً، وهجّر لخارج حدود فلسطين حوالي (850,000) مواطن فلسطيني اثر النكبة والنكسة، فضلاً عن حوالي (530,000) مواطن هجرة داخلية داخل حدود فلسطين التاريخية، وانتزع وسلب حوالي 19,000,000 دونماً من أراضي فلسطين وجلب حوالي 5,000,000 مهاجر صهيوني ليحلوا مكان أصحاب الأرض الشرعيين.

عام 2017 ... عام تكريس وعد بلفور

قامت دولة الاحتلال في عام 2017 بمصادرة (9784) دونم من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، وهدمت حوالي (500) مسكناً ومنشأة، وهددت بالهدم حوالي (855) مسكناً ومنشأة، وقامت بإنشاء (8) بؤر استيطانية جديدة، وتقوم بإنشاء حوالي ( 3122) وحدة سكنية جديدة، داخل وتوسيعاً لحوالي (60) مستعمرة صهيونية.

وتواصلت اعتداءاتها على القدس وعلى المسجد الأقصى حيث تم تسجيل (900) اعتداء على المسجد وعلى المصلين، كان آخرها محاولة تركيب بوابات الكترونية على أبوابه لولا يقظة وتضحيات شعب فلسطين.

وجاء وعد ترامب بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة إليها ليشجع غلاة المستوطنين الصهاينة في الكنيست لطرح مشروع قرار لضم أراضي المنطقة المصنفة "ج" من الضفة الغربية لتتحول التجمعات السكنية من مدن وقرى وخرب ومضارب بدو فلسطين المصنفة (أ+ب) إلى جزر مقطّعة الأوصال تغرق في بحر الاحتلال ولا تنطبق عليها قوانين دولة الاحتلال بل قوانين معتقلاته، جاء ذلك بعد الإعلان عن افتتاح كنيس تحت المسجد الأقصى في أحد الأنفاق.

ورغم ذلك فإن شعباً كشعب فلسطين فجّر ثلاث ثورات وأكثر من سبعة انتفاضات وقدم آلاف الشهداء وأكثر من مليون أسير، تسانده كل شعوب العالم المقهورة، حتماً سيتواصل نضاله حتى اقتلاع الاحتلال.

مركز أبحاث الأراضي

جمعية الدراسات العربية

31/12/2017