2017-12-11
في يوم الاثنين الموافق 11 كانون أول 2017 اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال برفقة موظفين عن سلطة الطبيعة وبلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، مقبرة باب الرحمة الإسلامية الواقعة عند السور الشرقي للمسجد الأقصى، حيث قام موظفوا سلطة الطبيعة بأعمال خلع وقص لبعض الأشجار الواقعة في المنطقة الجنوبية الشرقية للسور ما تعرف (بمقبرة السلاونة)، وذلك بهدف تنفيذ مخطط لما تسمى بالحدائق التلمودية التهويدية. وكانت الجمعيات الاستيطانية وسلطة الطبيعة قد وضعتا خطة لإنشاء ما تُسمى بالحديقة التوراتية والتي يهدف الاحتلال من خلالها إلى تهويد المقبرة الإسلامية، وكانت سلطة الطبيعة قد قامت بوضع اليد على قطعة الأرض البالغة مساحتها 7 دونم وتحديدها وعزلها عن المقبرة عبر الأسلاك الشائكة دون أن يكون معهم أمر قضائي صادر عن محكمة الاحتلال، وقد تبين أن إدعاء سلطة الطبيعة بأن هنالك قرار صادر عام 2013 بمصادرة قطعة الأرض، لا يتطابق مع قطعة الأرض التي قامت بمصادرتها، وأن هذه عبارة عن أرض أخرى لا يوجد قرار بمصادرتها.
وأفاد الشيخ مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
إن سلطات الاحتلال تعمل على مصادرة مقبرة إسلامية تاريخية للمسلمين، وأنها تضم قبور لصحابة زاروا مدينة القدس وتوفوا فيها وتم دفنهم في هذه المقبرة، وبهذا تكون سلطات الاحتلال تعتدي بشكل واضح على حرمة الأموات في قبورهم دون أي مراعاة.
إن سلطة الطبيعة والجمعيات الاستيطانية المختلفة التي تقف خلفها، تحاول جاهدة السيطرة والاستيلاء على أي قطعة أرض أو عقار بحجج وأساليب التفافية، حتى وإن كان ذلك بالتحايل بإسم القانون قبل أن يتم أصلاً تداولها في المحاكم.
وكانت سلطة الطبيعة قد منعت في عام 2013 دفن موتى المسلمين في المقبرة في الجزء الجنوبي الشرقي منها، ومنعت ترميم القبور الموجودة فيها و/أو بناء قبور جديدة، بحجة أن قطعة الأرض قد تم مصادرتها لإنشاء حديقة توراتية عليها. كما وتشترط سلطات الاحتلال على المشييعين بإيجاد قبر آخر يقع في منطقة أخرى من المقبرة وليس في الجزء المُصادر.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها منع دفن الموتى في الجزء الذي صادرته دولة الاحتلال، فقبل ثلاث سنوات منعت شرطة الاحتلال عائلة قراعين من دفن إمرأة في نفس المكان بحجة أن المنطقة مصادرة، كما تقوم الشرطة بشكل دائم بمراقبة المكان لمنع دفن الموتى فيه.
كما أنه في ساعات ليل يوم الأربعاء الموافق 11 أيار 2016 من العام الماضي، اعتدت قوات من شرطة الاحتلال على مواطنين من بلدة سلوان أثناء تشييعهم لجنازة المرحومة " جميلة ابراهيم عاصي الأعور" في مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى، وذلك بحجة أن قطعة الأرض التي سيتم الدفن فيها هي أرض مصادرة بحسب ذرائع شرطة الاحتلال.
وكانت ما تسمى بسلطة الطبيعة الإسرائيلية قد اقتحمت في شهر آب 2015 المقبرة بهدف وضع اليد على قطعة أرض من المقبرة تبلغ مساحتها 7 دونمات من أجل مصادرتها لصالح الخطط التهويدية التي تتمثل بما يُسمى بالحدائق التوراتية، وقامت بوضع علامات محيطة بالقطعة من أجل تحديدها قبل أن يقوم المواطنين المقدسيين بخلع تلك العلامات من بين المقابر وإزالتها رفضاً منهم لإجراءات سلطات الاحتلال.
إن سلطات الاحتلال تسعى إلى مُصادرة ما هو أكثر من ذلك، فهي تسعى إلى وضع اليد على كامل مقبرة باب الرحمة الإسلامية كونها ملاصقة لسور المسجد الأقصى من الجهة الشرقية، ويقع ضمنها الباب الذهبي وهو أحد أبواب المسجد الأقصى "المُغلقة"، حيث وبحسب معتقداتهم الدينية، فإن الدخول لما يسمونه جبل الهيكل أي المسجد الأقصى سيكون من خلال هذا الباب، وهو "الباب الذهبي"
إن مركز أبحاث الأراضي ينظر بخطورة بالغة للممارسات العنصرية الإسرائيلية ضد كل ما هو فلسطيني في القدس المحتلة، ويعتبر أن هذه السياسة تندرج في إطار سياسة التطهير العرقي لكل ما هو فلسطيني من بشر وشجر وحجر، وعليه يطالب مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية في القدس بما يلي:
هذه الحالة جزء من أنشطة مشروع كنعان