أقدمت سلطات الاحتلال صباح يوم الثلاثاء الموافق 20 شباط 2018 على هدم مسكن في تجمع بدوي جبل البابا الواقع على أراضي العيزرية في شرق مدينة القدس المحتلة، وذلك بهدف الحد من التوسع الديمغرافي البدوي والإقامة في تلك المنطقة، لتبقى الأرض فارغة لمخططات الاحتلال التوسعية  والتي تسعى من خلالها ترحيل التجمعات البدوية من محيط مدينة القدس، وإقامة المشاريع الاستيطانية مكانها.

هذا وتعود ملكية المسكن المهدوم للمواطن "هاني موسى وراد أبو عويضة" وهو عبارة عن بركس سكني بمساحة 100 مترمربع، ويسكنه مع عائلته المكونة من 13 فرداً (10 منهم أقل من 18 عام)

وأفاد المواطن هاني وراد لباحث مركز أبحاث الأراضي :

في 18 تشرين أول من العام الماضي، حضرت قوات الاحتلال وقامت بهدم مسكني، الأمر الذي أدى إلى تشريدي مع عائلتي في العراء، فقمت بإعادة بناء المسكن ليأوينا .. لكن الإدارة المدنية الإسرائيلية، عادت وقامت بتعليق أمر هدم وإزالة لكل التجمع بعد شهرين من الهدم، وذلك لتعلن أنها ستقوم بترحيل وهدم التجمع بأكمله تنفيذاً لمخططات الاستيطان التي تعمل على تنفيذها في المنطقة.

وفي صباح اليوم، حضرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال برفقة طاقم من الإدارة المدنية التي قامت بتنفيذ هدم مسكني للمرة الثانية، حيث قامت الجرافة بهدم المسكن بشكل كامل قبل أن تنسحب من المكان تاركة الدمار والتشريد.

وتسعى سلطات الاحتلال إلى إخلاء جميع التجمعات البدوية المحيطة بمدينة القدس المحتلة ضمن المخطط الاستيطاني "" E1  والذي هو عبارة عن مخطط استيطاني ضخم يعمل على توسيع المستوطنات المحيطة في المكان. وهذا جميعه على حساب التجمعات الفلسطينية البدوية الذين تم تشريد أصحابها من تل عراد في بئر السبع بعد نكبة عام 1948، والآن يتم تهجيرهم مرة أخرى.

جبل البابا: يعيش في موقع جبل البابا 56 عائلة مكونة من 300 فرداً، وتعود أصول سكان التجمع إلى بئر السبع بعد أن هجرهم الاحتلال منها في عام 1948م. ويحد التجمع من الجنوب ومن الغرب: بلدة العيزرية، ومن الشمال: بلدة الزعيم ومن الشرق يقام على الأراضي الفلسطينية مستعمرة "معالي أدوميم" ومن الجنوب: بلدة العيزرية وتجمّع وادي الجمل، ويبلغ المسطح العام للبناء 27 دونم. كما يرتاد الطلاب المدارس الأساسية والثانوية في العيزرية والتي تبعد 2كم يصلونها سيراً على الأقدام وأحياناً مواصلات. وحالة الطرق في التجمع ترابية غير معبدة، تستخدم للمعدات الزراعية والدواب وسيرا على الأقدام.

يذكر أنه في عام 2006 أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جدار الضم والتوسع في منطقة العيزرية، بحيث أنشأت مقاطع من الجدار بين تجمع "جبل البابا" والعيزرية، وأبقت طريق مفتوحة بين "جبل البابا" والعيزرية ولم تبني الجدار فيها. وفي عام 2013 بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عمليات هدم بحق المنازل والحظائر داخل التجمع البدوي، حيث تم هدم 20 منشأة ومسكن داخل التجمع خلال عامين فقط عدا عن حملات الاقتحام التي ينفذها جيش الاحتلال التابع للإدارة المدنية ومصادرة ممتلكات المواطنين البدو وتهديدهم بالترحيل من المكان، ونقلهم إلى منطقة "الجبل" في أبو ديس، وهذه هي إحدى منطقتين تعدها سلطات الاحتلال لإسكان البدو بعد ترحيلهم من مناطقهم المختلفة شرق القدس، والمنطقة الثانية التي تنوي سلطات الاحتلال ترحيل البدو إليها هي قرب قرية النويعمة في أريحا.

للمزيد حول ما يتعرض له تجمع بدوي جبل البابا راجع التقارير الصادرة عن مركز أبحاث الأراضي:

- في 18/11/2017، أمر عسكري يطالب أهالي تجمع بدوي "جبل البابا" بإخلائه.

- في 18/10/2017، هدمت الإدارة المدنية الإسرائيلية 4 مساكن.

- في 26/01/2017 هدم 3 مساكن ومزرعتين لتربية المواشي.

هذه الحالة جزء من أنشطة مشروع كنعان