2018-03-19
في يوم الاثنين الموافق 19 آذار 2018م أقدم مواطن من بلدة جبل المكبر (الشياح) على هدم مسكنه هدماً ذاتياً، وذلك تنفيذاً لأمر صادر عن بلدية الاحتلال في القدس، بحجة البناء بدون الحصول على ترخيص. هذا ويعود المسكن للمواطن "فيصل محمد جمعة"، وهو جاهز للسكن، وكان ينوي الانتقال والسكن فيه مع عائلته المكونة من 6 أفراد (4 منهم أطفال).
وأفاد المواطن محمود جمعة شقيق صاحب المسكن لباحث مركز ابحاث الأراضي:
قام شقيقي فيصل ببناء مسكن قبل 6 أشهر، (أيلول 2017) وهو بمساحة 150م2 مكون من 3 غرف نوم وصالة وحمام ومطبخ . وكان الهدف من البناء هو أن ينتقل شقيقي وعائلته المكونة من 6 أفراد ( 4 منهم أطفال أقل من 18 عام). وأثناء بناء المنزل ، حضر موظفون عن بلدية الاحتلال برفقة قوات من الشرطة وقاموا بتعليق أمر هدم إداري على المسكن بحجة البناء بدون ترخيص، وكان ذلك في اليوم الأول من هذا العام (1 كانون ثاني 2018) .
تم توكيل عدة محاميين، كان آخرهم المُحامية رنا السعيد ، والمحامي مهند جبارة . وعقدت أكثر من جلسة محكمة كان آخرها بتاريخ 28 شباط 2018 . والتي أصدرت قراراً نهائياً بهدم المسكن بحجة بناءه بدون ترخيص.
يضيف:
وفي صباح يوم قام شقيقي فيصل بهدم مسكنه بشكل كامل وذلك تجنباً من أن تقوم البلدية بهدم المنزل، وما يترتب عليه من غرامات مالية بالإضافة إلى تكاليف الهدم والتي قد تصل إلى 70 ألف شيقل التي لا طاقة لنا على تحملها.
يذكر أن في الحي أكثر من 10 مساكن مهددة بالهدم بحجة البناء بدون ترخيص، حيث ترفض بلدية الاحتلال تنظيم المنطقة بحجة أنها منطقة طبيعية مفتوحة، كما أن جدار الضم والتوسع يبعد عن موقع الهدم مسافة 100 متر، الأمر الذي يمنع الاحتلال من تنظيم وترخيص أي بناء يقع قرب الجدار وذلك بدوافع وحجج أمنية.
الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:
تعريف : هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها.
إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق.
وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" (( بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته – خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)).
هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 115 مسكناً على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال 7 سنوات الأخيرة (2010 – 2017)، مما أصبح ما يزيد عن 700 مواطن بلا مأوى أكثر من نصفهم أطفال يعيش معظمهم حياة خوف ورعب دون استقرار ولا أمان.
الآثار السلبية التي تلحق بالأسرة عند تنفيذ عملية الهدم الذاتي:
يعد الهدم الذاتي من أشد أنواع الهدم ألماً وقهراً … ليس كالهدم الذي ينفذه الاحتلال … فعند قيام الاحتلال بهدم المسكن فالأسرة تبقى متماسكة حاقدة على الاحتلال خاصة الأطفال … بينما عندما ينفذ أمر الهدم رب الأسرة ويهدم المسكن الذي يأوي أسرته تُظهره أمام أبنائه بأنه ضعيف لا يحميهم ولا يوفر لهم الأمن والأمان مما يجعل الأسرة مفككة تشعر بعدم الاستقرار (( فرب الأسرة الذي من المفروض أن يحميهم ويبني لهم مأوى يلائمهم يقوم بهدم مأواهم)) … فلذلك يحبط الأطفال نفسياً ويعيشون حياة ممزقة مأساوية تنعدم فيها الثقة بالأسرة والمجتمع وبالتالي الثقة بالمستقبل، بالإضافة إلى ذلك الخسائر المادية التي سيتكبدها المواطن، وشقاء عمره كله يذهب هدراً.
هدف الاحتلال من استخدام هذا النوع في القدس المحتلة:
•تهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة لتصبح غالبية يهودية.
•تُظهر أن الفلسطينيين يهدمون بيوتهم بأنفسهم اعترافاً منهم بخطئهم.
•يبرئ الاحتلال نفسه من جريمة الإخلاء والهدم.
•يوفر الاحتلال على نفسه تعقيدات إجراءات ومواجهات واحراجات الهدم.
•عدم تنفيذ الهدم الذاتي يشكل مصدر دخل مربح للاحتلال ( إصدار مخالفات بآلاف الشواقل).
•تخفي العدد الحقيقي لأعمال الهدم الصامت ”الذاتي“.
•ترك آثار نفسية صعبة على الأسر الفلسطينية.
•إسقاط عقدة يهودية تاريخية مزمنة حيث لطخوا جبين التاريخ بأنهم (( يخربون بيوتهم بأيديهم)).
هذه الحالة جزء من أنشطة مشروع كنعان