2018-10-15
في صباح يوم الاثنين الموافق 15 تشرين أول 2018م أغرق مستعمرو " كفار أدوميم" قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة بالمياه العادمة.
حيث أغرقت تلك المستعمرة مساحات واسعة من الأراضي في قرية الخان بالمياه العادمة مما أدى إلى تسبب مكرهة صحية وأضرار كبيرة للمواطنين ومواشيهم التي ترعى من الأراضي التي باتت ملوثة.
هذا وانتشرت آليات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال صباح اليوم على الطريق الرئيس بين أريحا والقدس حيث تقع قرية الخان الأحمر، وكثفت من تواجدها في المنطقة، كما قامت جرافات الاحتلال بتدمير الأراضي وإنشاء حُفر لسكب المياه العادمة التي تدفقت باتجاه بركسات وخيام الفلسطينيين السكنية والزراعية في القرية.
جدير بالذكر بأن قرية الخان الأحمر تعرضت للانتهاك نفسه في يوم الثلاثاء الموافق 2 تشرين أول 2018، حيث كان اليوم الذي تنتهي فيه المهلة التي وضعها الاحتلال لأهالي القرية لإخلاء مساكنهم، حيث قام مستعمرون متطرفون من مستعمرة "كفار أدوميم" من الجهة الشمالية للمستعمرة، بضخ مياه الصرف الصحي " المياه العادمة" باتجاه القرية البدوية، الأمر الذي أدى إلى إغراق محيط القرية بالمياه العادمة (والتي هي عبارة عن مياه صرف صحي خاصة بمستوطنة "كفار أدوميم").
ويتضح من خلال ذلك بأن المستعمرين يشاركون مع قوات الاحتلال في الضغط على سكان القرية والتضييق عليهم لإجبارهم على الرحيل من الموقع، حيث أن ضخ تلك المياه العادمة بكميات كبيرة أدت إلى انتشار روائح كريهة في المكان، وهو ما يضر بشكل مباشر بأهالي القرية وما ينتج عنها من أضرار على الصحة والبيئة.
وقد أفاد رئيس مجلس الخان الأحمر المواطن عيد أبو داهوك لباحث مركز أبحاث الأراضي:
إن قيام المستعمرين بضخ كميات كبيرة من المياه العادمة باتجاه التجمع البدوي، يأتي كرسالة من الاحتلال مفادها أن هنالك اسلوب جديد يتم إتباعه لإجبارنا على الرحيل من التجمع نتيجة الروائح المنبعثة من المياه العادمة وما يرافق ذلك من أضرار على البيئة وخاصة على الأطفال، كما أن هذه المياه تضر أيضاً المواشي في المكان، والتي قد تشرب منها والذي سيؤدي بكل تأكيد إلى نفوقها أو بالتسبب بالضرر لنا حيث نشرب حليبها ونأكل لحمها.
هذا وإن الانتهاك نفذه المستعمرون في ساعات الصباح الباكر وإنه وبشكل واضح عمل منظم ومتعمد وليس عشوائي، فبعد إنتهاء المهلة بشكل مباشر، تم ضخ المياه العادمة باتجاه التجمع، وهو ما يؤكد أنها رسالة واضحة للضغط على أهالي القرية ومن معهم من متضامنين بأن يرحلوا عن المكان، حيث يعتصم داخل التجمع عدد كبير من المتضامنين مع أهالي الخان الأحمر، رافضين مخططات الاحتلال الاستيطانية الاحلالية في الموقع والتي ستتم في حال إن تم هدم تجمع بدوي الخان الأحمر.
وكانت قوات من جيش الاحتلال قد اقتحمت التجمع في 23 أيلول 2018، وقامت بإبلاغ الأهالي إخلاء التجمع من بشكل كامل وهدم مساكنهم هدماً ذاتياً، وذلك بعد أن أصدرت ما تُسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية قراراً يقضي بهدم التجمع البدوي الخان الأحمر وذلك تماشياً مع المخطط الاستيطاني E1 والهادف إلى ضم البؤر الاستيطانية المحيطة بالمدينة المحتلة وتوحيدها ضمن مخطط القدس الكُبرى، إضافة لذلك، فهو سيقوم بعزل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها وبالتالي منع تواصلها.
اعتداءات بالجملة:
يعتبر التجمع البدوي لعرب الجهالين في تجمع أبو الحلو في الخان الأحمر شمال مدينة القدس، من التجمعات البدوية التي لم ينفك الاحتلال يوماً واحداً عن استهدافها بشتى الطرق والوسائل بهدف تهجيرهم من المنطقة.
فكانت مصادرة العدد الزراعية وصهاريج المياه من ضمن الوسائل التي يتبعها الاحتلال لتحقيق غاياته، ناهيك عن هدم وإخطار عدد كبير من المساكن المتواضعة في ذلك التجمع البدوي والتي تمت بالجملة وعلى مراحل مختلفة، كل ذلك بهدف تفريغ الأرض وجعلها للمستعمرين اليهود.
هذا وقد أعلن الاحتلال الإسرائيلي صراحة عن نيته إخلاء التجمع البدوي من منطقة الخان الأحمر وإعادة توطينهم في قرية بدوية يخطط لها الاحتلال شرق بلدة النويعمة في محافظة أريحا، وذلك ضمن مخطط إسرائيلي لحصر التجمعات البدوية في مناطق محددة والاستيلاء على كامل الأراضي الفلسطينية خدمة لمصالح التوسع الاستعماري في الضفة الغربية وفي منطقة الأغوار على وجه التحديد. هذا وكان فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي قد وثق الاعتداءات الإسرائيلية على قرية الخان الأحمر للمزيد راجع التقرير بعنوان ((محكمة الاحتلال تصدر قراراها بهدم التجمع البدوي الخان الأحمر وتهجير سُكانه قسراً - القدس المحتلة)).
رحلة معاناة طويلة:
ينحدر أصول سكان تجمع أبو الحلو القاطنين في منطقة " الخان الأحمر" الى منطقة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، حيث جرى تهجيرهم هناك في عام 1948م الى منطقة السموع جنوب محافظة الخليل.
لكن ظروف الحياة الصعبة وقلة الإمكانيات وعدم توفر المراعي، كان الكفيل في دفع جزء كبير منهم الى الرحيل الى مناطق متفرقة من الأغوار الفلسطينية، حيث استقر جزء في المنطقة المعروفة باسم "الخان الأحمر"، وجزء آخر في منطقة المعرجات ومغاير الدير وجزء كبير في منطقة الجفتلك.
بالنسبة للتجمع في منطقة " الخان الأحمر" فيقع التجمع تحديدا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً شمال بلدة العيزرية، على الطريق الالتفافي المعروف برقم 90.
ويقيم عرب الجهالين في تلك المنطقة قبل عام 1967م أي قبل إنشاء تلك المستعمرات على رأسها مستعمرة "معاليه ادوميم" التي باتت تبتلع أجزاء كبيرة من تلك المنطقة.
لكن هذا لم يكن شفيع للسكان المقيمين هناك والبالغ عددهم قرابة 230 نسمة من الاستقرار بالمنطقة، فعلى الرغم من بساطة الحياة التي يعيشونها التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة والبقاء والاستقرار، إلا أن الاحتلال ماضٍ في سياسة التهجير القسري في التجمعات البدوية المنتشرة على أطراف مدينة القدس المحتلة.
هذه الحالة جزء من أنشطة مشروع كنعان