2019-02-01

مشروع قطار هوائي تهويدي في سماء القدس المحتلة


Image title

في يوم الجمعة الموافق الأول من شباط 2019، وضع الاحتلال مشروع القطار الهوائي، وذلك للاعتراض عليه في حال كان هنالك معترضين، قبل البدء في تنفيذ المشروع،  هذا المشروع الذي كان قد خطط له في السابق وتم الترويج له على مدار سنوات، وهو عبارة عن قطار هوائي والذي يربط بين جبل الزيتون وحائط البراق، ويربط بين شرقي القدس وغرب المدينة المحتلة عام 1948.

وكانت ما تسمى بسلطة تطوير القدس المنبثقة عن وزارة السياحة الإسرائيلية قد قامت بتقديم المشروع الذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية ورصدت له ميزانية 200 مليون شيقل،  وأن من يقوم بالتخطيط لهذا المشروع هي شركة أجنبية لم تقوم وزارة السياحة بالإعلان عن هوية هذه الشركة خوفاً من أن يتم إثارة حملة ضدها ويؤدي إلى إنسحابها كما حصل سابقاً مع شركات أجنبية كانت ضالعة في مشاريع تسببت في تغيير وتزوير معالم المدينة المحتلة.

  إن هذا المشروع ليس كالمشاريع الأخرى حيث أنه لم يتم نقل المشروع إلى لجان التخطيط التقليدية -بخلاف كل مشروع – بل تم تحويله إلى لجنة البنية التحتية، وكانت اللجنة قد حددت مدة 60 يوم للإعتراض على المخطط.

وحول تفاصيل هذا المشروع، فإنه سيمتد على مسافة حوالي 1.5 كيلو متر، وسيقف في ثلاث محطات. الأولى عند جبل الزيتون، والمحطة الثانية عند مجمع "كيدم" في ساحة البراق، والمحطة الثالثة ستكون قرب  جبل صهيون من الجهة الغربية للبلدة القديمة. كما أنه يحتوي على 73 عربة نقل، تتسع كل منها إلى 10 أفراد، وسيتم بناء عدة  أعمدة من الإسمنت المسلح على إرتفاع 23 متر وذلك لحمل القطار الهوائي.

والقائمين على هذا المشروع يعتبرون أن هذا سيساعد على تسهيل الوصول إلى البلدة القديمة دون الحاجة إلى الدخول بمركباتهم، (والقصد هنا هم المستوطنون)، حيث أنهم سيقومون بالوصول إلى حائط البراق بدقائق قليلة جداً، عدا عن أنه للقطار الهوائي ميزة مهمة وهي نقل أعداد كبيرة من المسافرين كونه لا يتوقف سوى في محطات الوقوف ولفترة قصيرة فقط للصعود أو للنزول منه.

ومن بين الجمعيات التي لها بصمة في هذا المخطط جمعية "إلعاد" الاستيطانية، وهذا يؤكد من أن هذا المشروع ما هو إلا مشروع تهويدي بامتياز، حيث أن هذه الجمعية تسيطر على أهم المشاريع الاستيطانية داخل القدس وحول البلدة القديمة بشكل خاص، والتي تنشط في وضع اليد على الأراضي المحيطة بالبلدة القديمة ووتحويلها إلى ما يسمى بحدائق توراتية.

إلا أنه في المقابل هنالك اعتراضات على هذا المشروع من قبل عدة جمعيات ومؤسسات إسرائيلية، تعتبر أن مثل هذا المشروع سيقوم بتغيير معالم البلدة القديمة التاريخي والأثري، وأنها تشكك في نية هذا المخطط الذي لم يتم الإفصاح عن بعض الجهات القائمة عليه والمنفذة له،  علما أن الهدف من وراء هذا المشروع هو تهويد المدينة المحتلة وتسهيل وصول المستوطنين إليها، وبالتالي إحكام السيطرة على المشهد بشكل كامل.

ويأتي هذا المخطط ضمن عدة مخططات يجري العمل على تنفيذها داخل وحول البلدة القديمة والتي تتركز عند الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى (القصور الأموية) وحائط البراق،  فهناك مبنى دافيدسون الواقع عند القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى والمعروف كمتحف تهويدي، إضافة إلى بناء مجمع شطراوس الضخم في ساحة البراق، عدا عن المخططات الكبرى التي تستهدف أحياء كاملة من سلوان كحي البستان وحي واد حلوة والذي تنشط فيه الجمعيات الاستيطانية في الحفريات الضخمة التي تقيمها أسفل المكان والتي أدت إلى وقوع أضرار جسيمة في منازل الحي،  بالإضافة إلى استهداف مساكن الفلسطينيين عبر العمل على تسريبها للجمعيات الاستيطانية ورفع دعوات الإخلاء ضد ساكنيها بدعوى ملكيتها لتلك الجمعيات.

تعقيب قانوني:

  • تؤكد قرارات مجلس الأمن ( 452 لسنة 1979 ) و( 476  لسنة 1980 ) و(  478 لسنة 1980)، على بطلان إجراءات تهويد القدس.
  • كما نصت قرارات مجلس الأمن ذات الأرقام التالية: 446 لسنة 1979 و465 لسنة 1980 و497 لسنة 1981 و 592 لسنة 1986، على تحريم الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، بشكل لا لبس فيه. وتبعاً لذلك فان كل أعمال التهويد التي تقوم بها إسرائيل في القدس باطلة من وجهة نظر القانون الدولي وتعد جريمة قانونية دولية جسيمة".

Image title


هذه الحالة جزء من أنشطة مشروع كنعان