2019-02-17

شرطة الاحتلال تخلي عائلة أبو عصب من منزلها الكائن في حي القرمي بدعوى أنه يعود لعائلة يهودية / البلدة القديمة - القدس المحتلة

Image title

في ساعات مبكرة من صباح يوم الأحد الموافق 17 شباط 2019، اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال حي القرمي داخل أسوار البلدة القديمة، حيث شرعوا بإخلاء عائلة أبو عصب من مسكنها بالقوة، وذلك تنفيذاً لأمر محكمة الاحتلال والذي يقضي بإخلاء العائلة للمنزل وتسليمه لجمعية استيطانية بحجة ملكيتها للعقار.

وكانت قوات كبيرة من الشرطة الخاصة قد قامت بتنفيذ أمر الإخلاء بعد أن داهمت المسكن بشكل همجي وقامت بالاعتداء على المواطن حاتم أبو عصب داخل المنزل قبل أن تقوم بتقييده واعتقاله هو ونجله، ثم شرعت بإخراج العائلة المكونة من 9 أفراد إلى خارج المسكن دون السماح لهم بحمل أو أخذ شيء من محتويات المنزل، ثم سمحت للمستوطنين بالدخول إلى المنزل، والذين قاموا على الفور برفع "العلم الإسرائيلي" على سطحه تعبيراً عن فرحتهم بالسيطرة على المنزل.

Image title

Image title

Image title

Image title


Image title

يقع العقار المستهدف في حي القرمي والذي يشهد توسعاً استيطانياً داخله، وهو أحد الأحياء المؤدية إلى المسجد الأقصى، ويعود بالأساس إلى عائلة نسيبة المقدسية، والتي كانت قد أجّرت عائلة يهودية العقار قبل قيام دولة الاحتلال عام 1948، وكانت مدة الإيجار 99 عاماً. وبعد النكبة وتولي المملكة الأردنية دورها في مدينة القدس المحتلة، قام حارس أملاك العدو "الأردني" بتأجير العقار إلى عائلة أبو عصب عام 1952. وبعد احتلال القدس عام 1967، قام حارس أملاك الغائبين الإسرائيلي بتحصيل إيجار شهري من العائلات التي تقيم في مساكن تم تسجيلها بأنها تعود لعائلات يهودية طبقاً لسجلات حارس أملاك العدو الأردني. ومن بينهم كانت عائلة أبو عصب، حيث قامت بدفع الإيجار.

وفي عام 2014 تقدمت جمعية استيطانية بدعوى قضائية ضد عائلة أبو عصب تطالبهم فيها بإخلاء العقار وتسليمه لها بدعوى أنها تملك العقار. وعلى الرغم من إنتهاء مدة العقد ،إلا أن الجمعية تمسكت في أن لها "حق" ملكية العقار. وقد تم نداول القضية في محاكم الاحتلال منذ ذلك الوقت ولغاية عام 2018، حيث أصدرت محكمة الاحتلال في أواخر شهر تشرين أول 2018، قراراً يقضي بإخلاء العائلة من منزلها بحجة أنها قد فقدت الحماية للعقار.

يتكون المبنى  من ثلاث طوابق سكنية، كانت الجمعيات الاستيطانية قد سيطرت على الطابق الأول والطابق الثالث قبل عدة سنوات أيضاً بحجة ملكيتها للعقار، والآن بعد استيلائها على مسكن عائلة أبو عصب، أصبح المبنى بشكل كامل مرتعاً للمستعمرين المتطرفين.

إن سياسة إخلاء العائلات الفلسطينية  تعتبر جزء من إستراتيجية خطيرة من قبل مؤيدي المشروع الاستيطاني لتغيير الطابع العربي  للبلدة القديمة في القدس من أجل تعزيز الهيمنة الإسرائيلية على البلدة القديمة والمناطق المحيطة بها ومنع فرص حل الدولتين، هذا وتواجه عشرات العائلات في المنطقة دعاوى الإخلاء، وهناك قضية مماثلة بدأت حاليًا في حي الشيخ جراح ، حيث تواجه عائلة صباغ الفلسطينية خطر الإخلاء في الأسابيع المقبلة أيضاً.

يُذكر أن حي القرمي هو أحد الأحياء المُستهدفة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، فهناك عدة عائلات تستهدفها الجمعيات الاستعمارية بالإخلاء فسبق عائلة ابو عصب عائلة زلوم وعائلة الشرباتي التي تم إخلائها قسراً من مسكنها وتسليمه لجمعية استيطانية ، كذلك محلين تجاريين يعودان لورثة المواطن علي إسماعيل وزوز، عدا عن أن سلطات الاحتلال تمنع إجراء أي ترميمات للمساكن القديمة التي تستهدفها والتي تنوي الاستيلاء عليها، كذلك يوجد في الحي كنيس يهودي يعتدي المستعمرون على العائلات المقدسية هناك حيث تعرضت عائلة صب لبن لاعتداءات بالضرب المبرح والتنكيل بهم.