صلاة العيد في المسجد الاقصى المبارك 

في أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي صادف يوم الأحد الموافق  11 آب 2019 وبعد الانتهاء من صلاة العيد، اعتدت قوات الاحتلال على المصلين داخل المسجد الأقصى المبارك، مستخدمة قنابل الصوت والأعيرة المطاطية تجاه الرجال والنساء والأطفال الذين كانوا قد تجمعوا بعد صلاة العيد عند أبواب المسجد الأقصى، وذلك للتصدي لاقتحام كانت قد دعت له جماعات استيطانية، وذلك في ذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل".

جدير بالذكر بأنه قبل أيام من عيد الأضحى، كانت عدة جمعيات استيطانية قد دعت المستوطنين للقدوم إلى المدينة المحتلة لاقتحام المسجد الأقصى وإقامة الصلاة والشعائر الدينية فيه،  الأمر الذي لاقاه المقدسيون بأنه تعدي صريح على المسجد واستفزاز لمشاعر المسلمين، فقامت مجموعة من الشبان بدعوة كافة المقدسيين إلى التجمع والرباط في المسجد الأقصى من أجل التصدي إلى المستوطنين ومنع اقتحامهم له.

شرطة الاحتلال كانت قد دفعت بقوات كبيرة من أفرادها إلى محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد الأقصى،  وفور الانتهاء من صلاة العيد تجمع عدد من المستوطنين عند باب المجلس وباب المغاربة، وذلك تحضيراً لاقتحام المسجد الأقصى،  الأمر الذي دفع بالمقدسيين للتجمع بأعداد كبيرة أمام باب المغاربة وباب المجلس وسط التكبيرات وهتافات تدعوا إلى حماية المسجد الأقصى .

شرطة الاحتلال قامت بالاعتداء على المقدسيين داخل المسجد الأقصى، بإلقاء القنابل الصوتية بكثافة تجاههم، واستخدمت الأعيرة المطاطية، ودفعت بأعداد كبيرة من الشرطة إلى داخل المسجد الأقصى، حيث لاحقت المصلين واعتدت عليهم بالضرب، كما قامت بإغلاق المسجد القبلي على المصلين الذين دخلوا إليه وحاصرتهم في داخله، وقد تم تسجيل عدة إصابات في صفوف المصلين نتيجة إصابتهم بأعيرة مطاطية، إضافة إلى شظايا قنابل الصوت التي أطلقتها قوات الاحتلال بكثافة على المصلين بشكل عشوائي، وقد كان من بين المصابين رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية، حيث أصيب بشظايا قنبلة صوت كانت شرطة الاحتلال قد ألقتها تجاهه.

وقامت شرطة الإحتلال بإفراغ المسجد الأقصى من المصلين وإخراجهم خارج المسجد الأقصى، ثم سمحت لأعداد المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من باب المغاربة والخروج من باب السلسلة، دون أن يقوموا بالوصول إلى باب الرحمة مروراً من أمام المسجد القبلي، وقد كان عدد المقتحمين أكثر من 1100 مستوطن، حيث قاموا باقتحام المسجد على مرحلتين، تجددت الثانية بعد صلاة الظهر.

جدير بالذكر بأنه في حال كانت الأعياد يهودية يتم إغلاق المسجد امام المصلين المسلمين واغلاق المحال التجارية التي أصحابها مقدسيين في البلدة القديمة واغلاق مداخل الأحياء المقدسية العربية، وتصبح الطرق للمستعمرين للاحتفال بأعيادهم؟!! كما تتم إعمال عربدة من قبل المستعمرين في الطرقات والاعتداء على الممتلكات المقدسية في المدينة المقدسة 

إن الاعتداءات على المسجد الأقصى زادت حدتها بشكل ملحوظ منذ إعلان الإدارة الأمريكية اعترافها بمدينة القدس بشطريها الغربي والشرقي عاصمة لدولة "إسرائيل "، وما تبع ذلك الإعلان من نقل سفارتها إلى المدينة المحتلة، حيث رفعت سلطات الاحتلال من وتيرة اعتداءاتها على المدينة المحتلة بشكل عام، وعلى المسجد الأقصى بشكل خاص، حيث تنبع ممارسات الاحتلال من موضوع فرض السيادة الإسرائيلية على المدينة المقدسة وإحكام سيطرتها عليها.