أشجار المورينجا في المحمية الرعوية في خربة طانا قبل استهدافها 

في صباح يوم الاثنين الموافق 23 كانون أول 2019 وعند حوالي الساعة العاشرة، اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال خربة طانا "6كم شرق بيت فوريك" وكانت القوة برفقة 4 جيبات عسكرية و4 مركبات تابعة للجنة التنظيم والبناء التابعة لما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية و4 جرافات عجل برفقة 30 عاملاً تابعين لشركة إسرائيلية خاصة.

ووصلت تلك القوة منطقة المحميات الرعوية في خربة طانا، وفرضت منع التجوال وأعلنت المنطقة عسكرية مغلقة ونصبت  حواجز عسكرية ومنعت أحداً من الدخول والخروج.

وشرعت الآليات والعمال الذين برفقة الآليات العمل على تدمير كامل السياج في المحميات الرعوية في الخربة، حيث أفاد السيد كمال محمود حنني المشرف على حراسة المحميات والشاهد على ما فعله الاحتلال من تدمير أفاد لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:

( قام 30 عاملاً بتوجيه من جيش الاحتلال باقتلاع السياج المحيط بالمحمية لتسهيل وصول الجرافات الاحتلالية ، وكذلك قاموا بقطع الأشجار الحرجية الكبيرة بواسطة منشار آلي، وفي الوقت نفسه كانت الجرافات تقوم بسحب السياج بعد ربطه لمسافات بعيدة، حيث استمرت عملية الهدم مدة 5 ساعات متواصلة، وانسحبت الآليات مخلفة ورائها دماراً كبيراً وواسعاً في ثلاث محميات وتدمير جزئي لمحميتين أخرتين).

هذا وبحسب البحث الميداني لفريق مركز أبحاث الأراضي لعملية التدمير التي قامت بها قوات الاحتلال لمحميات خربة طانا الواقعة شرق بلدة بيت فوريك فإنها تتلخص كما يلي:

المصدر: بحث ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي.

مشاهد من تدمير السياج واقتلاع الاشجار في المحميات الرعوية في خربة طانا: 

جدير بالذكر بأن مركز أبحاث الأراضي كان قد نفذ مشروع محميات رعوية (2015- 2016) في التجمعات البدوية في الضفة الغربية، وذلك بالشراكة مع مؤسسة أوكسفام وبتمويل التعاون الإنمائي البلجيكي، والتي تأتي ضمن مشروع ( تعزيز صمود التجمعات الفلسطينية في المناطق المصنفة "ج").

ويأتي الهدف من إقامة المحميات الرعوية لتعزيز صمود التجمعات الفلسطينية من حيث توفير أماكن لرعي الأغنام بعد أن أغلق الاحتلال كل المراعي شرقي المحمية في المناطق البرية بحجة الأغراض العسكرية، الأمر الذي جعل كلفة تربية الأغنام مضاعفة، وتتلخص الفكرة في متابعة الاشتال وريها لحين نضوجها بعد عدة سنوات، ثم إدخال المواشي إليها للرعي فيها بصورة موسمية، جدير بالذكر أن المواطنين في التجمعات السكانية المحيطة بالمحمية يملكون الآلاف من رؤوس المواشي، والتي تعتبر مصدر دخلهم الأساسي.

إلا أن الاحتلال استهدف محميات خربة طانا التي كانت قد أقيمت على مساحة (300 دونم)، وحيث تم تسييجها بطول 3100 وارتفاع 1.5م، وتمت زراعتها بـ 4000 من الأشتال الرعوية مثل (الاكاسيا، الرتم، القطف، الصبار، سدر، الاثل، خروب، المورينجا)، وخلال السنوات الثلاث الماضية أصبحت الأشجار شبه ناضجة بعد أن وضع المزارعون كل جهدهم فيها ينتظرون نضجها بفارغ الصبر والأمل.

اهتمام المزارعين بري الاشتال

جدير بالذكر أن الاحتلال قام بتدمير المحمية الرعوية في خربة الدقيقة "النجادة" شرقي يطا بمحافظة الخليل وذلك في الرابع من تموز 2019م. للمزيد راجع التقرير اضغط هنا. 

إلا أن أطماع الاحتلال في الأراضي الفلسطينية تتزايد بوتيرة عالية ومتسارعة خاصة بعد اجتماع "نفتالي بنيت" وزير الحرب الإسرائيلي مع سفراء الدول الأوروبية والتهديد بهدم أي إنشاء يتم في المنطقة "ج" وها هو الاحتلال اليوم يقوم بتدمير المشاريع التنموية في المناطق "ج"، والتي صرّحتها حكومة الاحتلال بوضوح بأنه (علينا محاربة البناء الفلسطيني الأوروبي في المناطق المصنفة "ج").

تم إعداد هذه النشرة بمساعدة من الاتحاد الأوروبي

محتويات هذه النشرة من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بأي حال من الأحوال وجهات نظر أو آراء الاتحاد الأوروبي