2020-02-15
في يوم السبت الموافق 15 شباط 2020، كان الطفل مالك عيسى (9 سنوات) متواجداً في قريته العيسوية في مدينة القدس المحتلة، وكعادتها اليومية الاستفزازية كانت قوة من شرطة الاحتلال قد اقتحمت القرية دون وجود أي مبرر، حيث لم يكن هنالك إلقاء حجارة ولا مواجهات ولا حتى تحضيرات لمواجهات، لكن شرطة الاحتلال تتعمد اقتحام القرية بشكل يومي أكثر من مرة لافتعال مواجهات وجر القرية إلى حملة اعتقالات ومواجهات.
في تلك اللحظة، وأثناء توجه مالك إلى منزله بعد عودته من المدرسة مع شقيقاته، كان شرطي إسرائيلي قد قام بتصويب بندقيته نحو مالك، مطلقاً عليه رصاصة مطاطية لتصيبه في جبينه أعلى الأنف قرب عينه اليسرى، ليسقط على الأرض.
تلك اللحظة قد تم تصويرها عبر كاميرات مراقبة إحدى المحلات التجارية في المنطقة، حيث يظهر بشكل واضح من أن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي دون وجود أي مواجهات، وفجأة يقوم كل من تواجد بالشارع بالإنخفاض على الأرض وكأنهم سمعوا صوت استخدام لسلاح، ثم بدءوا بالركض نحو طفل تبين أنه قد أصيب في ذلك الطلق الذي سمع صوته.. ليتبين أنه الطفل مالك قد أصيب بعينه اليسرى ووقع مغشي عليه.
تم نقل الطفل المصاب إلى مستشفى العيسوية على الفور بسيارة خاصة لأحد سكان القرية، وهناك تم إدخاله إلى وحدة العناية، ليتبين بأن الرصاصة قد أصابت محيط منطقة العين اليسرى وقد أدت إلى العين كلياً وأحدثت كسراً في الجمجمة.
قوات الاحتلال حضرت إلى المستشفى للتحقيق مع عائلة الطفل وإستجوابهم حول ما حدث، حيث ادعت شرطة الاحتلال بأن مالك قد اصيب في حجر في عينه، لكن شهود عيان بالإضافة إلى شريط الفيديو المصور أظهر أن هنالك إطلاق عيار مطاطي قد أطلقه أفراد الشرطة وأصاب الطفل بشكل مباشرفي عينه. ( أنظر الى الفيديو).
هذا وخضع الطفل مالك إلى عمليتين جراحيتين في مستشفى العيسوية كمحاولة لإسعاف عينه، لكن النتيجة كانت استئصال العين اليسرى بأكملها.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم إستهداف الأطفال فيها بشكل مباشر في المدينة المحتلة وفي سائر المناطق المحتلة من قبل شرطة وجيش الاحتلال، عدة حالات قد تم توثيقها كانت نتيجة تعمد سلطات الاحتلال إطلاق النار والأعيرة المطاطية على أطفال وإصابتهم بشكل مباشر في منطقة الرأس، حيث سقط عدد من الشهداء الأطفال نتيجة تعمد إطلاق النار عليهم على الرغم من أنهم أطفال.
إن شرطة الاحتلال تتعامل مع الأمر وكأنه حدث عادي طبيعي في كل مرة يتم فيها استهداف طفل، يظهر وكأن الاحتلال يتعمد إستهداف الأطفال بشكل مباشر وإحداث إصابات بليغة ترافقهم طيلة حياتهم في حال أبقتهم الرصاصة على قيد الحياة، ليبقى يعاني بهذا الضرر طيلة حياته.
مشروع حماية التجمعات المهشمة في القدس عبر الدعم القانوني والمناصرة
تم إعداد هذه النشرة بمساعدة من الاتحاد الأوروبي، محتويات هذه النشرة لا تعكس وجهات نظر أو آراء الاتحاد الأوروبي