2020-10-26
الانتهاك: تقطيع 96 شجرة زيتون.
الموقع: قرية المغير / محافظة رام الله.
تاريخ الانتهاك: 26/10/2020م.
الجهة المعتدية: مستعمرة " عادي عاد".
الجهة المتضررة: خمس عائلات من القرية.
تفاصيل الانتهاك:
تعتبر شجرة الزيتون رمزاً لعروبة الأرض، وهي حامية الأرض من المطامع الإسرائيلية الهادفة إلى انتزاع هذا الحق من أصحابه الفلسطينيين، فكانت ولا زالت تلك الشجرة عنوان البقاء والثبات في وجه المخططات الإسرائيلية المتسارعة نحو ابتلاع الأرضي وتجريد المزارعين من أراضيهم التي ورثوها أباً عن جد.
وفي آخر المستجدات المتعلقة بموسم الزيتون الحالي، وهو ما حصل في قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله، بعد أن حصل بعض المزارعين من القرية على السماح لهم ( تنسيق) بالدخول إلى أراضيهم المحاذية لمستعمرة " عادي عاد" لقطف ثمار الزيتون في أراضيهم، حيث حدد جيش الاحتلال الإسرائيلي الموعد صباح يوم الاثنين الموافق 26 تشرين الأول 2020 على أن يتم الدخول إلى الأراضي من بوابة "باب الخارجة" الذي يقع إلى الشمال من قرية المغير تحديداً على مسافة (4كم) عن منازل القرية.
وبعد أن تمكن المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وجدوا أن ( 96 شجرة زيتون) بعمر (40عاماً) قد تم إتلافها بشكل كامل، حيث بدت عليها آثار قصها بأدوات حادة، وقد بدأت أوراق الأشجار بالذبول في إشارة إلى أن هذه الجريمة نفذت قبل أيام، حيث استغل المستعمرون منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم قبل موعد التنسيق، في تنفيذ هذه الجريمة التي لا تعتبر جديدة في نفس الموقع.
وحول تفاصيل الجريمة أفاد احد المتضررين وهو سعيد حسين سعيد أبو عليا (60عاماً) والمعيل لأسرة مكونة من ثمانية بالقول:"في صباح يوم الاثنين توجهت برفقة إخوتي الثلاثة وهم رائد وسائد ومحمد وأيضاً أولادهم وكان عددنا 15 فرداً باتجاه أرضنا البالغ مساحتها 45 دونماً، وتقع في منطقة باب الخارجة على مسافة أربعة أمتار من مستعمرة "عادي عاد"، حيث أن الاحتلال يمنعنا من التوجه هناك إلا فقط في فترة حراثة الأرض وأيضاً في فترة جني ثمار الزيتون شريطة الحصول على التنسيق المسبق، ولكن عندما وصلنا إلى الأرض كان وقع الصدمة علينا كبيرا عندما شاهدنا أكثر من 90 شجرة بعمر أربعين عاماً قد تم إتلافها بشكل كامل بعد قص السيقان وأيضاً الأغصان بواسطة الأدوات الحادة ولم يتبقى في الأرض سوى 15 شجرة فقط، وأيضاً تم إتلاف (6) أشجار أخرى وبنفس الآلية من أرض مزارع آخر في نفس الموقع يدعى خير الله راتب النعسان الذي يعيل أسرة مكونة من 6 أفراد من بينهم 1 طفل، وعند مشاهدتي لتلك الأشجار التي هي بمثابة أولادي قمت بالصراخ وقد حضر ضباط من جيش الاحتلال إلى المكان، حيث اخبرونا بالتوجه إلى مركز الشرطة في مستعمرة " بنيامين" و تقديم شكوى وإنهم لا يستطيعون فعل أي شيء لنا، فتوجهت إلى مركز الشرطة الإسرائيلية وتقدمت بشكوى وكان عندي قناعة أن شرطة الاحتلال كالعادة لن تفعل أي شيء سوى تسجيل إفادة فقط".
الصور 1-6: من الأشجار التي قطعها المستعمرين
ونوه المزارع أبو عليا أن هذا الاعتداء لا يعتبر الأول من نوعه في ارض العائلة نفسها، فخلال العام الحالي، وفي موسم حراثة الأرض في شهر آذار الماضي، قام المستعمرون بقص وإتلاف ما يقارب 130 شجرة زيتون، وقاموا بسرقة أجزاء كبيرة من الأشجار بعد قصها، بل تعدى الأمر إلى سرقة التربة نفسها من خلال تجريفها ونقلها إلى داخل المستعمرة، حيث اكتشفنا الأمر بالصدفة عندما حصلنا على التنسيق لحراثة الأرض وقد تقدمت أيضاً بشكوى إلى شرطة الاحتلال ولكن دون أي فائدة.
وأضاف المزارع أبو عليا بالقول:" أن الأرض التي تملكها عائلته قد تم زراعتها في العام 1983م بنحو 600 غرسة زيتون، أي قبل إنشاء مستعمرة " عادي عاد"، وفي العام 2010م تم إحراق عدد كبير من أشجارنا على يد المستعمرين من تلك المستعمرة، وفي العام 2013م تعمد المستعمرين رش مواد كيميائية أدت إلى إتلاف 89 شجرة زيتون، لسان الحال تكرر في العام 2014م حيث تم قطع و تخريب 60 شجرة زيتون، و العام الحالي يستكمل المستعمرين مخطط قطع الأشجار و لم يبقى في الأرض سوى 15 شجرة، علما بأن تلك الأرض كانت توفر لنا سنويا ما يقارب 850 كيلوغرام من زيت الزيتون، ويستفيد منها 4 عائلات يبلغ عددها 26 فرداً من بينهم 7 أطفال.
وعلى مدار السنوات الماضية شهدت قرية المغير فصولاً عديدة من الاعتداءات بحق الأرض وشجرة الزيتون على وجه التحديد، حيث رصد باحث مركز أبحاث الأراضي العشرات من الاعتداءات بحق أشجار الزيتون، ناهيك عن المداهمات الليلية من قبل المستعمرين و خط شعارات عنصرية هنا و هناك على المباني و مساجد القرية أيضا المركبات الخاصة بسكان القرية.
قرية المغير[1]:
تقع قرية المغير إلى الشمال الشرقي من مدينة رام الله تحديداً على بعد 30 كم عن المدينة، حيث يبلغ عدد سكان القرية حوالي 2872 نسمة حتى عام 2017م – حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2017م، وتقع معظم أراضي قرية المغير في الجهة الشرقية من القرية وتصل حتى حدود نهر الأردن، وتبلغ مساحتها الإجمالية 33,055 دونم منها 501 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية.
وصادر الاحتلال من أراضيها لصالح الطريق الالتفافي رقم 458 أكثر من 37 دونماً. هذا وتشكل المناطق المصنفة C حسب اتفاق أوسلو للقرية 95% تحت سيطرة الاحتلال بالكامل، بينما 5% فقط تشكل منطقة مصنفة B، وتبلغ مساحتها:
– مناطق مصنفة ب: 1,695 دونماً.
– مناطق مصنفة ج: 31،360 دونم.
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.
تم إعداد هذه النشرة بتمويل من الإتحاد الأوروبي
محتويات هذا التقرير مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس وجهة نظر الإتحاد الأوروبي