2020-11-29
في كل مرة يقرر فيها الاحتلال تطوير المدينة فإنه لا يجد سوى المعالم العربية في المدينة ليقوم بهدمها وتغيير معالمها، وما جرى في درج مقبرة باب الأسباط لهو دليل يضاف إلى سلسلة من الاعتداءات بحق المعالم العربية الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة.
ففي يوم الأحد الموافق 29 تشرين الأول 2020 أقدمت بلدية الاحتلال على هدم الدرجات المؤدية إلى باب الأسباط أحد أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، والذي يؤدي إلى مقبرة اليوسفية، والتي باتت تعرف لدى المقدسيين بمقبرة باب الأسباط.
بلدية الاحتلال تذرعت بهدم الدرج بأنها تنوي إدخال معدات ثقيلة إلى تلة محاذية إلى المقبرة والمطلة على جبل الزيتون، حيث حضر للموقع مساحون وقاموا بمسح المنطقة ووضع علامات على الأرض، والتي تعني أن مشروع القطار الهوائي التهويدي قد بدأ. حيث كانت البلدية قبل سنوات قد صادقت على مخطط لمشروع قطار هوائي بين جبل الزيتون وباب الأسباط وحائط البراق. هذا المشروع التهويدي الذي سيغير مشهد المدينة والمدعوم من قبل الجمعيات الاستيطانية المتطرفة.
ربما يقول البعض بأن الهدم عبارة عن مجرد درجات معدودة، لكن هذه الدرجات تعني لكل مقدسي الكثير، فهي السبيل الوحيد لسكان حي واد الجوز والطور والقادمين من شرق المدينة للمسجد الأقصى، حيث اعتادوا على المرور منها عند صلاة الفجر والتي تكتظ في شهر رمضان، كما أنها طريقهم لصلاة يوم الجمعة، وهي التي يبدأ المصلون المتوجهون لصلاة عيد الأضحى وعيد الفطر بالتكبير عندها تكبيرات العيد، هي التي يقف على يسارها صرح شهداء المدينة الذين هبوا دفاعاً عن مدينتهم في الخامس من حزيران من العام 1967 في وجه الاحتلال الإسرائيلي وترجلوا شهداء.
ولذلك لم يجد هذا الاحتلال في هذه المدينة سوى هذه الدرجات ليقوم بهدمها لإجراء تطويرات في المكان يضاف إلى إنجازات بلدية الاحتلال، فالبلدية ترى بأن تطوير الأحياء العربية يكون بهدم معالمها وتاريخها ومقابرها وبالتالي محو وجودها، لكنها لا ترى حاجة لتطوير الشوارع في تلك الأحياء التي تعاني من إهمال واضح، ولا تقوم بسد احتياجات المقدسيين من مساكن وصفوف مدرسية أو حدائق مفتوحة
ونجد أن الأمر نفسه يتكرر في عدة مواقع، فمقبرة مأمن الله التاريخية، تم نبش القبور وإجراء حفريات بالمكان من أجل إقامة متنزه ومتحف للتسامح!! ..كذلك الأمر في المقابر الإسلامية في حيفا وحالياً في يافا حيث تنوي سلطات الاحتلال تجريف المقبرة الإسلامية في يافا لإقامة مشاريع تخدم مصالحها، كل ذلك على حساب المشهد العربي، بينما لا نجد هنالك أي مساس بالمقابر اليهودية ولا حتى أي تغيير فيها، فهي يبدو أنها ليست للتطوير طالما أنهم يستوطنوها حتى وهم أموات.
حماية التجمعات المهمشة في القدس من خلال الدعم القانوني والمناصرة
تم إعداد هذا التقرير بتمويل من الإتحاد الأوروبي، محتويات هذا التقرير لا تعكس وجهة نظر الإتحاد الأوروبي