2020-12-30

عام الكورونا ... عام حجر أم عام هدم !؟

سيخلد التاريخ عام 2020م كأسوأ عام مرَّ على البشرية حيث تعطلت عجلة الحياة وتوقفت المطارات والقطارات والموانئ وأغلقت الفنادق والمطاعم والمتنزهات والقاعات والمسارح ودور الأوبرا، حتى الجامعات والمدارس والمشاغل إنشلت حركتها، وأصبحت البشرية محجورة في البيوت تنتظر المجهول خوفاً من فايروس لا يُعرف له سبيلاً.

كل شيء تعرقل أو توقف سوى شيء واحد لم يتوقف بل تزايد وتضاعف بصورة مثيرة ألا وهو انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي على المساكن والأراضي والزراعة في فلسطين.

ففي الوقت الذي كانت دول العالم تطالب الناس بالبقاء في المنازل، كان الاحتلال الإسرائيلي يستغل غياب الفلسطيني عن أرضه وعدم قدرته على الحركة بسبب الوباء العالمي ليقوم بمهاجمة الأراضي المزروعة بالأشجار تقطيعاً وتجريفاً وشق طرق وإنشاء مستعمرات كما وصعَّدت من سياسات هدم المساكن والمنشآت حيث هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي 850 مسكناً ومنشأة بزيادة بنسبة 124% عن معدل الهدم خلال الخمس سنوات السابقة وقاموا بتقطيع وقلع حوالي 19050 شجرة – لاسيما أشجار الزيتون- بزيادة واضحة عن معدل الاعتداء على الأشجار خلال الخمس سنوات السابقة، هذا فضلاً عن مصادرة (12,070) دونماً من الأراضي الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية وأضافوا (18) بؤرة استيطانية جديدة، وقاموا بتوسيع (55) مستعمرة قائمة، أعلنوا عن (83) مخطط استيطاني جديد، فضلاً عن إغلاق المزيد من الأراضي الفلسطينية بحجة إنشاء وتوسيع المحميات الطبيعية للحد من قدرة الفلسطينيين من التوسع على أراضيهم.

لقد شهد عام 2020م – عام الكورونا- إطلاق جريمة صفقة القرن، والبدء بتطبيق خطة ضم الأراضي الفلسطينية للكيان الغاصب بالتدريج دون ضجة.

ولعل وجود رئيس أمريكي فاسد ومتمرد على رأس أقوى دولة في العالم قد منح حكومة الاحتلال الإسرائيلي هدايا ثمينة كان آخرها السعي لعمل تشريع في الكونغرس الأمريكي باعتبار اللاجئين الفلسطينيين هم أبناء الجيل الأول أي أن أصغرهم سناً اليوم سيكون قد بلغ 73 عاماً وإنكار حق الأبناء والأحفاد بالعودة لأرضهم.

عام 2020م عام الكورونا كان صعباً على البشرية جمعاء لكن كان أصعب كثيراً على الشعب الفلسطيني، فوباء الاستيطان ووباء الاحتلال ووباء التخاذل الدولي ووباء التطبيع العربي كانت أثقل على شعب فلسطين من وباء الكورونا، والقادم على ما يبدو سيكون أعظم.

                                                                            مركز أبحاث الأراضي

                                                                            فلسطين -31/12/2020م