2021-01-03

مستعمرون يغلقون مراعي ويزرعون أراضي المواطنين في منطقة الفارسية / محافظة طوباس

الانتهاك: زراعة أراضي وإغلاق المراعي بوجه مربي الماشية.

الموقع: خربة الفارسية في منطقة الأغوار الشمالية.

تاريخ الانتهاك: 03/01/2021.

الجهة المعتدية: البؤرة الاستعمارية المقامة على أراضي الخربة.

الجهة المتضررة: سكان خربة الفارسية ( احمير) في الأغوار الشمالية.


تفاصيل الانتهاك:

يواصل المستعمرون بدعم وبحراسة من قبل جيش الاحتلال إغلاق مناطق شاسعة في الأغوار الشمالية، والزحف بشكل تدريجي نحو المضارب البدوية بهدف تهويد مساحات شاسعة من الأراضي التي تعتبر مصدر مهم للسكان هناك كونها تشكل مراعي لعدد كبير من أهالي الأغوار.

ففي الثالث من كانون ثاني 2021 قامت مجموعة من المستعمرين القاطنين في البؤرة الاستعمارية الجاثمة على أراضي خربة الفارسية موقع ( احمير) منذ صيف العام الماضي، قامت بزراعة ما يزيد عن 24 دونم من الأراضي الملاصقة للخيام السكنية في التجمع الريفي هناك، مع الإشارة إلى أن الأراضي الرعوية التي تم زراعتها لا تبعد سوى مسافة ثمانية أمتار عن الخيام، حيث لوحظ قيام المستعمرين بمد خطوط للري ونصب عدد من الخزانات المائية هناك، في الوقت الذي تم به زراعة الأراضي.

وتعتبر الأراضي المستهدفة مملوكة لعدد من المزارعين من منطقة طوباس والذين يمتلكونها بموجب أوراق رسمية تؤكد ملكيتهم للأراضي، بالإضافة إلى كونها مراعي هامة للسكان البدو والمزارعين القاطنين في منطقة (احمير) حيث أن تربية الأغنام هي الحرفة الأساسية التي يعتمد عليها السكان كمصدر دخل لهم.

ويرى ضيف الله دراغمة (47عاماً) وهو احد سكان خربة الفارسية (احمير) ما يقوم به المستعمرين يعتبر تمهيد لتهجيرهم بشكل جماعي من المنطقة، فالزحف الاستعماري الزراعي هناك وصل الى مساكن المواطنين، ومن غير المستبعد أن يلجأ الاحتلال الى الضغط على المواطنين الفلسطينيين للهجرة من المكان بحجة حماية امن المستعمرين في الوقت الذي يسعى به الاحتلال  الى شرعنة تلك البؤرة تمهيداً لتوسعتها أضعاف مما هي عليه الآن، مما ينذر بخطر محدق وتهجير جماعي للسكان البالغ عددهم ما يقارب 180 نسمة، علماً بأنهم يقيمون في المنطقة منذ فترة تزيد عن ثلاثة عقود.

Image title

Image title

Image title

الصور 1-3: زراعة الأرض من قبل المستعمرين بجانب التجمع الريفي في احمير

ومنذ إقامة تلك البؤرة والسكان العزل يواجهون هناك معضلة كبيرة تطال كافة جوانب حياتهم الأساسية، سواء بنقل المياه أو الحركة أو حتى الخدمات الإنسانية الأساسية، حيث تم مصادرة الجرارات الزراعية أكثر من مرة أثناء نقلها صهاريج المياه إلى التجمع، بل وحتى هناك تخوف ملحوظ من إنشاء مساكن جديدة أو حظائر للأغنام كون أن المنطقة هي مستهدفة بشكل مباشر في ظل وجود تلك البؤرة الجديدة.

يذكر أن حال خربة الفارسية يعكس أيضاً حال الكثير من الخرب المنتشرة على طول منطقة الأغوار الفلسطينية والتي تقع ضمن دائرة الاستهداف الإسرائيلي في ظل الحملة الشرسة من التهويد وتغيير معالم المنطقة ككل.

خربة الفارسية:

تقع خربة الفارسية في الجزء الشرقي من محافظة طوباس تحديداً في منطقة وادي المالح على بعد 20 كيلومتراً عن مدينة طوباس، حيث تمتد أراضي الخربة من حاجز التياسير غرباً وحتى نهر الأردن شرقاً. ويبلغ عدد سكانها 118 نسمة حتى نهاية عام 2017، علماً بأن عددهم قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 كان يزيد عن 1000 نسمة يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وعلى تربية المواشي.

وينحدر أهالي الخربة من عائلات بشارات وضبابات وضراغمة من مدينة طوباس وبلدة طمون. ويسكن أهالي الخربة في بيوت من الشعر أو الزينكو.

وكانت تشتهر الخربة بوجود ينابيع المياه فيها وخصوبة تربتها مما أهلها لتكون نقطة جذب لكثير من مزارعي المنطقة ولتصبح مصدرا رئيسيا للغذاء لمناطق شمال الضفة الغربية.

يشار الى أن خربة الفارسية تعرضت للهدم مرات عديدة على قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث جرى تشريد السكان مرات عديدة، ويرفض الاحتلال ترخيص التجمع البدوي بأي شكل من الأشكال.

Flag of Europe - Wikipedia

هذا التقرير تم إعداده من ضمن أنشطة مشروع حماية الحق الفلسطيني في الأرض والسكن

محتويات هذا التقرير من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا يعكس وجهة نظر الإتحاد الأوروبي