2021-04-22

يوم الكرة الأرضية يعانق يوم الأرض الفلسطيني

"بيان صادر عن مركز أبحاث الأراضي بمناسبة يوم الكرة الأرضية – 22-نيسان-2021م"

       لعل التلوث النفطي الهائل الذي أصاب سواحل كاليفورنيا على المحيط الهادي هي ما أثار حفيظة السيناتور الأمريكي "جايلورد نيلسون" ليقود حملة شعبية ضخمة شارك بها عشرين مليون إنسان في الذكرى الأولى للتلوث عام 1970م، لم يكن يدر بخلده يومها أن نظاماً عنصرياً تدعمه بلاده قد أثار حفيظة شعب فلسطين بعد سنوات ست ليفجر غضب يوم الأرض الفلسطيني في الثلاثين من آذار لعام 1976م.

فقد أجبر النظام العالمي يومها أن يعترف بحقوق هذه الكرة الأرضية الكوكب الذي يعيش الإنسان عليه ويقتات على خيراته ويدنس قدسيته وينتهك فطرته الأصلية والأصيلة التي خلقها الله على أكمل وجه.

لكن الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني لم يعترف بعد بحق شعب فلسطين مالك هذه الأرض وما زال يتنكر لحقوقه ويرتكب بحقه أفظع الجرائم ... فلم يكتفي هذا الاحتلال بتجفيف بحيرة الحولة الفلسطينية وتحويل وسرقة منابع نهر الأردن حتى تقلصت مساحة البحر الميت وانخفض منسوب المياه فيه لأكثر من 60 متراً أخرى تحت مستوى سطح البحر.. وهذه في الحقيقة جرائم ضد البشرية جمعاء وضد هذا الكوكب بأرضه وطبيعته وسكانه، لأن البحر الميت ونهر الأردن هي من المواقع الطبيعية الأكثر ندرة على وجه هذه الأرض!

لم يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الأراضي الفلسطينية وهدم مساكن الفلسطينيين إنما يقوم بقلع الأشجار وتجريف الأراضي المعمّرة وهدم آبار المياه وسرقة مياهها، بل وجعلها مكباً لنفاياتهم وبالذات الخطرة منها، وكذلك بسكب المياه العادمة من المخلفات الصناعية والمخلفات البشرية والمنزلية للأراضي الفلسطينية والمزروعة، فيضطر المزارع لمغادرتها رغماً عنه، لتتحول الى أرض قاحلة تسهل للاحتلال السيطرة عليها ومنحها للمهاجرين الغرباء بحجج تتستر بقصص مزعومة ينسبونها للدين.

ولعل العام الماضي عام الكورونا كان الأكثر سادية في اعتداءات الاحتلال على الأرض والسكن وانتهاك البيئة الفلسطينية بصورة مضاعفة عما كانت عليه الوتيرة قبل عام الكورونا، حيث استغلوا التزام الفلسطينيين في بيوتهم التزاماً بتعليمات منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار الوباء.

وبلغ عدد مكبات النفايات الصلبة التي أنشأها الاحتلال بصورة عشوائية في الأراضي الفلسطينية أكثر من (388) مكب أقيمت على الأراضي الخاصة دون مراعاة للحقوق البيئية للأرض ولا للطبيعة ولا للإنسان. كما بلغ عدد سيول المجاري المكشوفة ستة سيول دائمة الجريان تلوث التربة وتدمر وتسمم المزروعات والأشجار وتبلغ أطوالها 100 كيلو متر.

ففي عام 2020 اقتلعوا وحطموا وحرقوا حوالي (21,965) شجرة مثمرة فلسطينية حوالي 80% منها أشجار زيتون. هذا فضلاً عن تجريف وتدمير وتلويث حوالي (3830) دونماً من الأراضي الزراعية الفلسطينية وردموا حوالي (78) بئراً للمياه أو خزانات. تماماً كما هدموا حوالي (883) مسكناً ومنشأةً للفلسطينيين ليجعلوا حوالي (1600) مواطناً "نصفهم إناث" منهم 739 طفلاً يهيمون بلا مأوى على سطح هذا الكوكب المنكوب ببعض المجرمين المارقين على الإنسانية وقيمها ومبادئها.

إن شعب فلسطين وهو يحتفي اليوم مع بقية شعوب الأرض في ذكرى يوم الكرة الأرضية يناشد كل أنصار البيئة الحفاظ على مقدرات هذا الكوكب، والانتباه للجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني والعمل على تكبيل الأيدي الآثمة التي تقوم بهذه الأفعال الإجرامية.

دعونا نطلقها صرخة من شعب مظلوم هو شعب فلسطين لكل شعوب الأرض أن انتصروا لحقوق هذا الكوكب وحماية طبيعته الفطرية من اعتداءات الاحتلال قبل أن يغضب عليكم غضبة لا تبقي ولا تذر ... فالظلم عواقبه وخيمة ليس على الظالمين فقط.



مركز أبحاث الأراضي

عضو شبكة المنظمات البيئية الفلسطينية

22 - نيسان – 2021م

Image title

يأتي توثيق هذه الانتهاكات  ضمن مشروع

" تقييم القيود والمعيقات أمام تنفيذ حل الدولتين "

الممول من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع معهد الأبحاث التطبيقية أريج.