2012-01-15
في 15 كانون ثاني 2012 شنت بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة بالتعاون مع الجمعيات الاستيطانية ووزارة السياحة حملة واسعة في المدينة تهدف من خلالها إلى تغيير معالمها وتاريخها من خلال ما تُسمى بالحدائق التلمودية والتوراتية، حيث يتم إنشاء هذه الحدائق وإعطاءها تسميات دينية يهودية من أجل طمس المعالم العربية والدينية للمدينة، وتقديمها للعالم (مدينة يهودية تاريخية).
ويتم إقامة هذه الحدائق حول أسوار البلدة القديمة وعلى المُرتفعات المُطلة على المدينة، مثل العيسوية والطور، أي الأماكن التي تلفت انتباه الزائرين للمدينة، ففي المنطقة المُمتدة بين باب العامود وباب الساهرة, تتواصل أعمال إقامة حدائق تلمودية ملاصقة لسور القدس التاريخي، بعد أن تم تغيير معالم المكان نتيجة الحفريات، وبناء أرصفة وممرات ومواقف لحافلات السياحة لزيارة المكان.
صوره رقم 1 +2 للحديقة بين باب العامود وباب الساهرة
وحالياً يتم إنشاء حديقة تلمودية في المنطقة الواصلة بين باب الساهرة وبين مقبرة اليوسفية المؤدية إلى باب الأسباط، حيث تم تجريف قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها 800م2 وتسويتها.
صوره رقم 3+4 أعمال البناء عند باب الساهرة
وأفاد أحد العُمال المتواجدين في المكان لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
(( إن مخطط البلدية يهدف إلى إقامة حديقة مُلاصقة لسور المدينة، وإقامة مسارات من البلاط داخلها ليسمح للزائرين بالمرور بينها، وهذه الحدائق ستُقام على مُحيط أسوار المدينة، وسيتم زرعها بالورود والأشجار الصغيرة)).
وتَعتبر بلدية الاحتلال ما تقوم به من هدم وتغيير معالم مدينة القدس، هو تحسين للمظهر العام للمدينة، لكن هذه المشاريع يتم تنفيذها عن طريق بلدية الاحتلال، فهنالك من يقف وراء ذلك التغيير للمعالم، فالجمعيات الاستيطانية المُتطرفة، وأصحاب رؤوس الأموال اليهود هم الممولين لهذه المشاريع.
ففي سلوان جنوب المسجد الٌأقصى تقوم تلك الجمعيات الاستيطانية بأعمال حفر وتغيير لمعالم المكان، عدا عن التزييف التاريخي للأماكن الدينية والتاريخية في المنطقة، مثل القصور الأموية المُلاصقة لسور المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية للمسجد، حيث تم اعتبارها بأنها الهيكل الثاني وتم وضع لافتة توضح ذلك للزائرين، بالإضافة إلى المخطط الذي يهدف لهدم حي البستان في سلوان، ومُحاولة مُصادرة الأراضي الواقعة شرقاً بين المسجد الأقصى ورأس العامود والتي تبلغ مساحتها 20 دونماً، عن طريق زرع قبور وهمية فيها، من أجل إقامة الحدائق التلمودية فيها والسيطرة عليها.